19 ديسمبر، 2024 2:04 ص

بطنوش: تشير إلى أن عجلات السيارة قد توحّلت بالطين وكلما دارت لن تتحرك السيارة , فيُقال ” تضرب بطنوش”, أو بالمعنى العامي الصريح ” راوح مكانك”.
أرسل لي صديق قصة حقيقية لشخص يعرفه , يقول فيها أنه جدّ وإجتهد وعمل طوال العمر ليتمكن من بناء بيت وشراء سيارة , وهو يحمد الله كثيرا على هذه النعماء الغامرة.

أي أن غاية حلمه وهدفه في الحياة أن يكون عنده بيت وسيارة!!

وهذه ظاهرة فاعلة في المجتمعات المتأخرة , التي يتكبل فيها المواطنون بالحاجات الأساسية , ويُقهرون بالحرمان منها.

بينما في المجتمعات المتقدمة لا توجد أحلام كهذه , لأن السكن متوفر ويمكن الحصول على السيارة بيسر , فترى الشاب الذي لم يتجاوز العشرين من عمره عنده سيارة ويسكن في شقة , عندما يتوفر له عمل.
أي أن الحاجات الأساسية في المجتعات المتقدمة حالة مفروغ منها , وفي المتأخرة تتحول إلى هدف يقضي المواطن عمره للحصول عليها.

وهذا فرق حضاري جوهري , لأنه يستنزف طاقات الأجيال ويكبل قدراتهم ويحصرها في زوايا خانقة , ويمنعهم من التفكير بما يساهم بالإبتكار وتنمية الإبداع بأنواعه , فتكون الغايات محدودة , ومكبلة بتحقيق الحاجات الأساسية للحياة.

ومن الواضح إن عقلية توزيع قطع الأراضي تصب في هذا المسار المبدد للطاقات والمرهق للمواطن , فبدلا من أن تتوفر الشقق السكنية والبيوت الجاهزة للسكن , يُترك المواطن في مقاساته لبناء بيت له.

ويبدو أنها أساليب إتلافية مقصودة يتم تطبيقها في المجتمعات المغلوبة على أمرها وبموجب قرارات لحكومات تابعة للطامعين بالبلاد والعباد.

وفي بعض مجتمعاتنا تتأكد البطنوشية بقسوة وعدوانية سافرة على حقوق الإنسان , بعد أن تحقق إلباسها أقنعة دينية ومذهبية وتحزبية تخدم أجندات لا وطنية.

فهل سنحرر المواطن من الركض الدائب وراء الحاجات الأساسية , أم أنها سياسة جائرة لإدامة أنظمة حكم فاسدة؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات