تظل البطالة بكل أشكالها ومسمياتها القضية الاساسية التي تعاني منها الدول النامية والمتخلفة وتبقى معضلتها الاولى التي تواجهها بتحد عنيد بمواجهة الازمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فهي تؤثر بشكل مباشر على صحة المجتمع والفرد بأمنه وآمانه وسلوكه ورسم شخصيته واحساسه بامكانياته الحياتية وصلاحيته لخدمة وطنه وتاكيد انتمائه للمجتمع ولها التاثير السلبي الواضح في الواقع العام وتحتاج الى من يتصدى لها والاخذ بيد هذا الكم الهائل الذي يتزايد سنة بعد اخرى وساركزهنا على العاطلين من خريجي الكليات والمعاهد العالية والجهد الضائع هباء… ماديا ومعنويا من الدولة ومؤسساتها التربوية والتعليمية والتدريسية والتدريبية والفرد وعائلته وسنوات الاعداد والطموح والسهر وتحمل الاعباء واجتياز مراحل الدراسة بكل مستوياتها وتداعياتها التي تجعله يمارس اختصاصه بأتقان ويظهر ابداعه خلاله وموهبته وطموحه وياخذ دوره في بناء المجتمع وخدمة الوطن والناس….
وخلال سبعة عشر عاما لم تستطع الدولة استيعاب هذا الكم المليوني الذي يتزايد كل عام مع تزايد الكليات الحكومية والاهلية والقادمين من الدول الاخرى بشهادات تخرج بكليات رصينة معترف بها من قبل الدولة ليضاف الى اعداد العاطلين الذين بعضهم يضطر ان يعمل عمل حرا لينتظر رحمة ربه في فرصة تعيين لأختصاصه الذي بذل جهده وعمره فيه واغلب الخريجين العاطلين يعمل سائق اجرة فقد تضطر الاسرة لشراء سيارة له اويعمل لحساب شخص باجرته اليومية وهذه اسهل الطرق الممكنة له ولربما كان هذا احد اسباب الاختناق المروري الذي نعيشه يوميا أذ ان عدد سيارات ((التاكسي )) اكثر من الناس في الشوارع…!!. وبناتنا ليس لهن غير البيت ونسيان الاختصاص بمرور الايام …ولربما تجد فرصتها بالزواج من شخص غير عاطل …ويعود هذا الى سوء التخطيط أو أنعدامه في بناء الدولة ومؤسساتها التي نحتاج الى ثورة بكل معنى الكلمة في تغيير الاسس والاركان التي بنيت عليها الدولة في كل مؤسساتها الادارية والخدمية ومشاريعها لمواجهة الهزيمة الحضارية والصناعية والاجتماعية بنية صادقة وطموح وطني اصيل من الذين يريدون بناء دولة حقيقية تستوعب ابناءها لتلبي طموحهم فعندما تفتح المصانع المعطلة وتسير المعامل المتوقفه وتدور عجلة الصناعة والزراعة التجارة والتربية والسياحة والثقافة وكل المرافق الحيوية وأعادة هيكلة الاقتصاد وتنمية القطاعات الاخرى وتولي المناصب القيادية لمن يستحقها من رجال دولة حقيقين وشباب واعي حريص يريد الخير والسمو لبلاده …وتطوير التعليم بكل مجالاته بما يتجانس مع متطلبات السوق الحديثة ويتواءم مع قواعد الاقتصاد العالمي لتدور الحياة ويمضي البناء ستبرز الحلول الواقعية الناجحة…..