19 ديسمبر، 2024 12:22 ص

وأنت تدخل دائرة التقاعد يثير اهتمامك الكم الهائل من المراجعين الذين يرومون الحصول على الراتب التقاعدي من المدنيين والعسكريين بالطرق الميسرة … ولكن ما يلفت النظر كثرة النساء اللواتي يراجعن تلك الدائرة من كبيرات السن أو من الشابات اللواتي يرتدين الملابس السود ممن أستشهد أزواجهن في معارك المصير مع مغول العصر داعش وأخواتها أو توفوا نتيجة التفجيرات الإجرامية التي طالت جميع مدن العراق دون استثناء أو من الموظفين المتوفين بأذن الله وقضائه العادل ورحمته الواسعة.
المشكلة قد لا تكون بنظام واليات تسليم واستلام الراتب فقط لأن كثرة المتقاعدين والمتقاعدات في العراق الجديد أمر طبيعي , بعد أن وصل عددهم إلى أكثر من أربعة ملايين متقاعد بين مدني وعسكري , والبلد اليوم ومعظم الناس فيه تعتاش على رواتب الدولة وماليتها التي تهاوت مؤخراً نتيجة هبوط أسعار النفط وقلة الإيرادات الداخلية نتيجة الفساد الإداري والمالي.
المشكلة التي يعاني منها المتقاعدون تكمن في البطاقة الذكية (Qi card ) التي هي عبارة عن بطاقة الكترونية تحتوي على شريحة ( sim card) يمكن حفظ المعلومات الرقمية والأبجدية فيه والتي تعتمد عند الصرف على البصمات أو ما يسمى – نظام البصمة – تلك البصمة أو خطوط الأصابع تلك مسحتها سنين العمر بعد الكبر وجعلت اغلب المتقاعدين بدون بصمة نتيجة إصابة الأغلبية منهم بمرض السكري أو التهاب المفاصل لذلك أصبحت البطاقة الذكية غبية مع المتقاعدين من كبار السن , مما دفع بالأغلبية منهم إلى عمل وكالة عامة لشخص قريب منهم لكي يستلم الراتب .
اليوم المطلوب من الدولة أيجاد آليات وقوانين جديدة لتسليم الرواتب إلى المتقاعدين حتى لا يتيهوا في مسالك المراجعات اليومية والروتين القاتل ولتخفيف الزخم الحاصل على دوائر التقاعد , منها قيام الدائرة أو الشركة التي تقاعد منها الموظف بتسليمه الراتب التقاعدي وفق قانون جديد يسمح لتلك الدوائر بصرف الراتب وبموجب تشريعات نافذة ومعدلة على قانون التقاعد الموحد رقم 9 لسنة 2014 ما دام الموظف المتقاعد حياً يرزق .. وبعد وفاته تقوم دائرته برفع معاملة التقاعد إلى دائرة التقاعد لكي تصرف الراتب للورثة المستحقين أن وجدوا..أو منحهم مكافأة تقاعدية تعادل 100 راتب أسمي , وكفانا الله شر البطاقة الغبية وأزاح عنا معاناة مراجعة دوائر التقاعد التي قد يتأخر فيها صرف الراتب لفترة تصل أحيانا إلى السنة.
وكما قال الكاتب البريطاني – هنري درومند – ( 1897 – 1851 ( ليس العالم ساحة للعب ولكنه قاعة للدراسة كما أن الحياة ليست عطلة , ولكنها عملية تعلم مستمر .. والسؤال الخالد الوحيد الذي يجب أن نظل نسأله لأنفسنا هو كيف يمكننا إن نحيا حياة أفضل ؟.