22 ديسمبر، 2024 10:19 م

البصمة الايرانية بالمشروع العراقي/2

البصمة الايرانية بالمشروع العراقي/2

ان المرجعية صاحبة فتوى الجهاد الكفائي والمخططة له اوضحت شرطه وشروطه وأولها تجنب رفع اي راية عدى العلم العراقي كما فعل اقليم كردستان لكن نجد ان هناك اصرار على مخالفة فتواها لرسم دور لمليشيا تابعة لدول مجاورة ولتحميل الشعب منية مشاركتها بتحريره لتجييره لجهات عقائدية خارجية ولأستثماره لخلق نفوذ لهذه الايدلوجيات والتحول الى ذراع  لتنفيذ سياساتها.
ومنذ اعلان فتوى الجهاد الكفائي بخطبة 13 / حزيران  وحتى الخطبة الماضية بتاريخ 3 / نيسان وهي تؤكد على شجب ورفض الانتهاكات التي يقوم بها البعض من المنظوين تحت راية الحشد الشعبي , بل حتى أنها بعد استمرار هذه المخالفات – اصدرت توجيهات للمتطوعين. إصرارها على هذه الموضوع يوضح ان المرجعية التي سبق وقيمّت الوضع السابق بنجاح فأدركت خطورته وأصدرت فتواها,هي ذاتها تدرك الان ان ما يحصل ليس مخالفات يقوم بها افراد بل وراءه اصرار نابع من سياسية تنفذها اصابع مخابراتية خفية وما التبرير انهم افراد الا للاستهلاك الاعلامي ليس اكثر.
اذن فالذين اجابوا المرجعية مرة بسمعنا واطعنا ها هم يصرخون بوجهها مرارا ً سمعنا وعصينا , اطاعوها مرة وخالفوها عشر مرات فهل هم يعبدون الله على شرط ٍ ام انه لا يقلدونها ,فلم يقاتلون تحت امر جهادها ولم يلجون بابا ً هي فتحته.فمن اراد الابتعاد عن الشبهة والاحتياط لجهاده واستشهاده فلينظم للسرايا المسلحة التابعة لراية المرجعية حصرا ً.وإلا ففي جهاده شبهة ونفاق وفي سياسته تبعية.
وكذلك رئيس الوزراء ولأكثر من مرة ينتقد ذات الموضوع وآخرها وأشدها وضوح ما قاله في ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الصدر الاخيرة,فحادثة قتل طفل بعمر 12 سنة هي مخالفة لان الجريمة جريمة بعيدا ً عن اي مبرر كما لا يوجد اي قصاص شرعي ممن لم يبلغ الحلم .
بعد زيارة رئيس الوزراء لتكريت شاهدنا لاحقا  ًالعلم العراقي يرفع على مبنى المحافظة لكن كان هناك جنبه علم اصفر لفصيل مسلح اعلى منه ليذكرنا بان هناك خط ومنهج موازي او اعلى شان من علم الدولة ويعد بربط معركتها بمنهج ومحور اقليمي الدولة العراقية وشعبها ليست الا فصلا ً من فصوله وجبهة من جبهاته.
وموقف الحكومة من قضية اليمن ولا الوم الشارع الذي مفهوم انه سيميل الى غرائزه بل الوم موقف السياسيين فالأزمة اليمنية اثبتت تبعية وتأثر كبيرين بإيران.فقد اخترنا ان نكون اتباع وأذيال للمشروع الايراني من ان يكون لنا مشروعنا كما اثبت هذا الموقف اننا طائفيين بامتياز  خلاف ما نُصرح .إذ ايدنا ما قام به الحوثيون في حين رفضناه عندما كانت تقوم به مليشيات عراقية فقد رفضنا نزول مليشيا جيش المهدي الى الشارع وإسقاط هيبة الدولة مع انها لم تكن مهيوبة اصلا ً ورفضه رئيس الوزراء السابق .لكن نحن نتناقض مع نفسنا دائما ً فرئيس الوزراء عاد ورعى مليشيا العصائب تحت جناحه والشعب عاد وقبل بما يقوم به الحوثيون.
فموقفنا كان مفروض ان يكون سياسي بحت يظهر للسعودية وللعرب اننا نحكم على الامور من جانب سياسي مصلحي متفهم ومنطقي فالعملية هي توسع ايراني من اجل خلق اذرع جديدة لايران في اليمن لتلحقها بأذرعها في العراق ولبنان وسوريا والبحرين فالخطر الذي ادركته السعودية خطر واقعي ومبرر.سيقول البعض ان ذلك لن يمنع السعودية من التآمر على اسقاط حكم الشيعة ; وانا لا اقول بخلاف ذلك , لكن دفع ضرر السعودية عنا سيكون بالتحالف اقتصاديا ً وعسكريا ً وسياسيا ً مع الاقوى منها والذي سبق وسلم الشيعة حكم العراق.
وهذه ايران التي تقدم نفسها حامية للمذهب لا تتورع عن اتخاذ مواقف سياسية لا مبدئية كما هو المفترض من رافع لواء الشريعة وحاميها من الانحراف والبدع وأولها الارهاب فهي لم تتورع عن توفير المأوى لفلول القاعدة وطالبان بعد توجيه الضربة الامريكية على افغانستان واستضافت بن بن لادن كما انها لم تقاطع تركيا او تحقد على اردوغان بعد ان صرح ضد تدخلها باليمن بل اصرت ان زيارته قائمة ولن تؤجل.كما انها على راس المعترضين على قرار الحكومة المصرية اعتبار الاخوان حركة ارهابية في حين انهم وإسلامهم السياسي اصل شجرة الشر التي تفرعت منها كل الشرور لكن مواقف ايران سياسية لا مبدئية ومتعقلة بمصالحها وليست اندفاعية او مذهبية كمواقفنا بل مصلحية ترتدي رداء المذهب او تخلعه حسب الحاجة.
فلم لا نسير على سياستها ما دمنا محبين ومتأثرين بها.وعليها اذا ارادت مساعدتنا ان تفعلها بشرطنا لا شروطها بل صور او رايات وعندها تكون مرحب بها .