الاقاليم خطوة متقدمة جدا في ادارة الدول ، وهي خطوة تأتي بعد النجاح في الادارة اللامركزية ، لانها ستكون قد اكتسبت الخبرة وكونت تصورات تواجه بها الصلاحيات المفتوحة للاقليم بما لايتعارض والسلطات الحصرية للحكومة الاتحادية ، وقد اتخذت الكثير من دول العالم بنظام الاقاليم ، ونالت البلديات فيها صلاحيات واسعة لادارة شؤون الناس وتقديم الخدمات بشكلها اليومي والمستمر، وقد منحت البلديات ومجالسها في الكيير من الدول الاوربية صلاحيات في التربية والتعليم ورياض الاطفال والصحة وشؤون المنطقة الداخلية منها تبعية الشرطة وادارة الجوازات واصدار اجازة السوق ، والاشراف على البريد وايصال الوثائق هذه الى دور المواطنين ، وغيرها من اشكال النشاط الحكومي، ،،ولكن بعد مدة طويلة من ممارسة المركز ومباشرته لكل هذه الصلاحيات،، غير ان تقدم الشعوب ورفاه هذه الشعوب والتربية الموجهة اليها بالحفاظ على الامانة والنزاهة والإخلاص في أداء الواجب ، كانت هذه العوامل وراء تعميم الصلاحيات ناهيكم عن تجارب هذه الشعوب الطويلة في الإدارة الديمقراطية للحكم واعتبار السلطة وسيلة للخدمة لا وسيلة للسرقة ، واليوم ومن باب التنوير ، نقول للمواطن البصري بعد كل هذه المقدمة هل أعدت البصرة الكوادر المتخصصة والمتعلمة والمجربة للتصدي لكل هذه الصلاحيات ، التي هي صلاحيات مجلس الوزراء.، ؟ الجواب ان الحكومة المركزية قبل حكومات ومجالس المحافظات هي حكومات كانت ولا زالت قاصرة عن مواجهة مشاكل الناس ، والدليل قائم في تأخر كل مناحي الحياة، وهنا نود ان نشير ان مجلس محافظة البصرة قبل غيره من مجالس المحافظات وبأعترافك انت أيها البصري في مظاهراتك اليومية كان مجلسا متخلفا وعلى عموم الدورات عن امال الشعب وأصبح مكانا للمناكفات الحزبية والمعاكسات السياسية وتسرب الفساد إلى كل مرافقه مما أفقد مدينتكم كل فرص التقدم ، كما وان ذات الكادر المتصدي لمجلس المحافظة اليوم هو من يطالب بشدة بالاقليم ، فهل الاقليم سيكون العصا السحرية لتغيير النفوس والطقوس، الفاشل هو فاشل أكان في مجلس المحافظة او الاقليم ، وما الحملة الحالية الا وسيلة لإبعاد الناس عن الحقائق ، وأن بقاء ذات النهج وذات العقلية سوف يحول الاقليم الى تجربة فاشلة هي الاخرى ، وعندها سوف لا ينفع الندم ، الحل هو إحلال الكفؤ والنزيه في في إدارة مجالس المحافظات…..