23 ديسمبر، 2024 2:52 ص

البصرة..وبحيرات النفط..وظلم الزمان..وإستغاثات أهلها التي تشق عباب السماء!!

البصرة..وبحيرات النفط..وظلم الزمان..وإستغاثات أهلها التي تشق عباب السماء!!

البصرة..مدينة الخليل ابن احمد الفراهيدي مؤلف علم العروض، وواليها أبو الاسود الدؤلي الذي أغنى لغتها بعد أن كان أول من وضع للغتها العربية النقاط على الحروف ، وشهدت هذه المدينة عبر حقب التاريخ غزارة الادب والفلسفة وسمو البلاغة ومناهل الابداع  !!

مر بها الجاحظ وكتب عنها مالا يكتبه أحد بحق هذه المدينة التي كانت منال كل طالب للجمال والفلسفة والاداب واهتم بها الرحالة ورجالات التجارة والمال الذين عبروا من موانئها الى كل اصقاع الارض..لكن قصص اهلها وفواجعهم وما يعرضونه من معاناة عبر قناة البغدادية ، هذه الايام ، تكاد تمزق القلوب وتتفطر منه الافئدة لشدة ما يعانيه اهلها من ظلم وأهوال !!

كانت البصرة مدينة السياب ونهر بويب، بل كانت قبله قبلة البلاغة ومدينة عروض الشعر وزارها فطاحل الشعراء وعلماء النحو والرحالة الذين كتبوا في سفرها الخالد مايرفع رأس كل عراقي الى السماء!!

هذه المحافظة تطفو الان على بحيرات هائلة من النفط ، تكفي مواردها لبناء امبراطوريات ودول، على غرار ما تعيشه أوربا ودول اخرى في شرقي آسيا  وفي القارة الاميركية من رفاهية وازدهار!!

وقد وهب الله ارض هذه المدينة الغناء من الثروات الزراعية والانهر ومنابع المياه ، مايعمر مدنا ترفد العالم بمخزونه الغذائي ، وتعد سوقا تجارية كبيرة لو وجدت من يهتم بأحوالها ، ويقدر مكانتها بما تتطلبه من اهتمام!!

وهي بحق كان يفترض بها ان تكون عاصمة العراق الاقتصادية ، لما تكتنزه بواطنها من ثروات هائلة ، وتعتمد موازنات العراق على ثلثي ما تنتجه البصرة من النفط، ومع هذا بقيت هذه المدينة من اكثر محافظات العراق تخلفا وفقرا ويعيش اهلها على الكفاف ان لم تكن حياتهم قد وصلت الى مراحل عيش متدنية ، ويبكي على حالهم حتى الحجر قبل البشر وهم الان يندبون حظهم العاثر الذي اوصل مدينتهم الى هذا الحال الذي لايسر بكل تأكيد!!

لم يعد من بقايا ماضي مدينة البصرة الفيحاء التليد من وجهة نظر اهليها غير حكايات مرة ومريرة عن اطلال الزمن القريب ، عن مدينة يغطيها الاهمال وتختفي معالمها الجميلة وراحت الصحراء والبحيرات الملوثة والازبال والاطيان والرمال والاتربة وكل معالم التخلف والتراجع والانحدار تغطي معظم معالمها وشوارعها، حتى ان اهاليها ووجهائها وشيوخها ونسائها واهلها الطيبين راحوا يبكون على حال محافظتهم، وقد أكل عليها الدهر وشرب، وها هي عاديات الزمن الأغبر تفعل فعلها، لتحول هذه المحافظة الى خرائب وبيوت وشوارع لاتجد فيها من معالم المدنية من شيء الا ماندر، مما تبقى من تراث المدينة ومعمارها الزاهي قبل عشرين عاما من الزمان، بل حتى في عصور غابرة من الزمان يوم كان أهل البصرة يفخرون بأن مدينتهم، تحولت الى واحة غناء ، تزدهر فيها التجارة وتبدو شوارعها ومبانيها وبيوتها وقد ازدانت بالجمال الساحر الاخاذ ، وتزدهي بالتجارة وعمليات التبادل السلعي بمختلف اشكاله مع عواصم الدنيا وبخاصة مع جارتها الكويت ودول الخليج ، وراحت تداعب خيلاء الشعراء والادباء والباحثين عن أماكن اللهو والفرح والزهو في اغلب شوارع هذه المحافظة في الثمانيات والتسعينات، التي تعد العصر الذهبي لمحافظة البصرة ، وهي من تستحق هذه المكانة التي تليق بها عن جدارة!!

أما الحرمان وما حفر به الزمن من اخاديد في وجوه اهل  البصرة الطيبين واختفاء فرص العمل لديهم والبطالة التي تفتك بهم ، حتى عدت البصرة اكبر مدينة لموئل البطالة وانتشار فواحشها في هذه المحافظة التي كانت مهبط كل حالم بالفضيلة وحسن طباع اهلها وطيبتهم وجمال الطبيعة الخلاب وهي على مقربة من شط العرب وملتقى نهري دجلة والفرات الخالدين واهلها عطشى يحلمون بشربة ماء رقراقة تطفيء عطشهم وتروي افئدتهم التي اضناتها سنوات الغربة وضياع مستقبل هذه المحافظة بين اطماع سياسييها ومن تولوا امرها في العقد الاخير من الزمن الذي يعد من اٍسوأ العصور التي عاشتها هذه المدينة حلكة وظلاما!!

كفاكم ظلما لأهل البصرة الطيبين ايها السياسيون ومن توليتهم امر قيادتها ، منذ عقد من السنين، فقد طفح الكيل وتعدى الظلم بأهلها وناسها كل حدود المنطق وبقايا الصبر ، لأن للصبر حدود كما يقال!!

واهالي البصرة الذين يظهرون من على شاشات قناة البغدادية كل يوم هم من يحكون قصصا اغرب من الخيال عن مآسي هذه المحافظة وما تعرض لها اهلها من حرمان في مختلف انواع الخدمات والبطالة التي استشرت فيها الى حدود مرعبة، وميزانيتها الان شبه خاوية،وهي حتى الان بلا  مشاريع سكن او خدمات او شوارع تليق بمقام هذه المحافظة، التي تننازعها صراعات السياسيين على الكراسي والمناصب والامتيازات ، أما أهلوها وهم بالملايين ، فتتآكلهم الحسرات على ما حل بمدينتهم من انقراض وتراجع وخيبات الأمل، وتتطلع بين كلماتهم ومرارة ما تعبر عنه افئدتهم وما تفوح به ضمائرهم، يختزن اخاديد من حسرات المرارة من ظلم ذوي القربى عليهم، ومن اوكلتهم الاقدار ليكونوا على رأس قيادة هذه المحافظة، واذا بهم يخذلون اهلها، وها هي حكاياتهم وشكاواهم وما يعبرون عنه من معاناة قاسية اليمة مع قناة البغدادية التي تعرضها من على منابرها كل يوم، تكاد تتفطر منها القلوب وتتقطع من جورها الافئدة، وما بقيت امامهم غير رحمة رب السموات والارض ان يعيد لاهل البصرة بعض هيبتهم، وهو ما يتمناه كل عراقي شريف ان تحظى هذه المحافظة العريقة الكبيرة بثرواتها باهتمام من تولوا أمرها لكنهم لم يحسنوا التعامل مع مقدرات هذه المحافظة وما تكتنزه من ثروات!!

انها وقفة استذكار لمكانة هذه المدينة وهي تستحق منا ان نبني لها مدنا شاهقة ، ان أردنا ان نرد لها بعض دينها، وهو ما يأمله أهالي البصرة وابناؤها الطيبون، بأن ترى محافظتهم نور الشمس وقد أشرق فجرها من جديد ، ويبقى حلمهم هذا مشروعا وحقا وواجبا يفترض ان يرى النور بلا مزايدات وشعارات فارغة عفا عليها الزمن ، لم تعد تجدي نفعا او تعيد بصيص الامل بين جموع من البشر وقد صل ظلم القائمين عليها حدا لم يعد بالامكان تحمله وهو من شدة وطأته وجوره يكاد يشق عباب السماء!

البصرة..وبحيرات النفط..وظلم الزمان..وإستغاثات أهلها التي تشق عباب السماء!!
البصرة..مدينة الخليل ابن احمد الفراهيدي مؤلف علم العروض، وواليها أبو الاسود الدؤلي الذي أغنى لغتها بعد أن كان أول من وضع للغتها العربية النقاط على الحروف ، وشهدت هذه المدينة عبر حقب التاريخ غزارة الادب والفلسفة وسمو البلاغة ومناهل الابداع  !!

مر بها الجاحظ وكتب عنها مالا يكتبه أحد بحق هذه المدينة التي كانت منال كل طالب للجمال والفلسفة والاداب واهتم بها الرحالة ورجالات التجارة والمال الذين عبروا من موانئها الى كل اصقاع الارض..لكن قصص اهلها وفواجعهم وما يعرضونه من معاناة عبر قناة البغدادية ، هذه الايام ، تكاد تمزق القلوب وتتفطر منه الافئدة لشدة ما يعانيه اهلها من ظلم وأهوال !!

كانت البصرة مدينة السياب ونهر بويب، بل كانت قبله قبلة البلاغة ومدينة عروض الشعر وزارها فطاحل الشعراء وعلماء النحو والرحالة الذين كتبوا في سفرها الخالد مايرفع رأس كل عراقي الى السماء!!

هذه المحافظة تطفو الان على بحيرات هائلة من النفط ، تكفي مواردها لبناء امبراطوريات ودول، على غرار ما تعيشه أوربا ودول اخرى في شرقي آسيا  وفي القارة الاميركية من رفاهية وازدهار!!

وقد وهب الله ارض هذه المدينة الغناء من الثروات الزراعية والانهر ومنابع المياه ، مايعمر مدنا ترفد العالم بمخزونه الغذائي ، وتعد سوقا تجارية كبيرة لو وجدت من يهتم بأحوالها ، ويقدر مكانتها بما تتطلبه من اهتمام!!

وهي بحق كان يفترض بها ان تكون عاصمة العراق الاقتصادية ، لما تكتنزه بواطنها من ثروات هائلة ، وتعتمد موازنات العراق على ثلثي ما تنتجه البصرة من النفط، ومع هذا بقيت هذه المدينة من اكثر محافظات العراق تخلفا وفقرا ويعيش اهلها على الكفاف ان لم تكن حياتهم قد وصلت الى مراحل عيش متدنية ، ويبكي على حالهم حتى الحجر قبل البشر وهم الان يندبون حظهم العاثر الذي اوصل مدينتهم الى هذا الحال الذي لايسر بكل تأكيد!!

لم يعد من بقايا ماضي مدينة البصرة الفيحاء التليد من وجهة نظر اهليها غير حكايات مرة ومريرة عن اطلال الزمن القريب ، عن مدينة يغطيها الاهمال وتختفي معالمها الجميلة وراحت الصحراء والبحيرات الملوثة والازبال والاطيان والرمال والاتربة وكل معالم التخلف والتراجع والانحدار تغطي معظم معالمها وشوارعها، حتى ان اهاليها ووجهائها وشيوخها ونسائها واهلها الطيبين راحوا يبكون على حال محافظتهم، وقد أكل عليها الدهر وشرب، وها هي عاديات الزمن الأغبر تفعل فعلها، لتحول هذه المحافظة الى خرائب وبيوت وشوارع لاتجد فيها من معالم المدنية من شيء الا ماندر، مما تبقى من تراث المدينة ومعمارها الزاهي قبل عشرين عاما من الزمان، بل حتى في عصور غابرة من الزمان يوم كان أهل البصرة يفخرون بأن مدينتهم، تحولت الى واحة غناء ، تزدهر فيها التجارة وتبدو شوارعها ومبانيها وبيوتها وقد ازدانت بالجمال الساحر الاخاذ ، وتزدهي بالتجارة وعمليات التبادل السلعي بمختلف اشكاله مع عواصم الدنيا وبخاصة مع جارتها الكويت ودول الخليج ، وراحت تداعب خيلاء الشعراء والادباء والباحثين عن أماكن اللهو والفرح والزهو في اغلب شوارع هذه المحافظة في الثمانيات والتسعينات، التي تعد العصر الذهبي لمحافظة البصرة ، وهي من تستحق هذه المكانة التي تليق بها عن جدارة!!

أما الحرمان وما حفر به الزمن من اخاديد في وجوه اهل  البصرة الطيبين واختفاء فرص العمل لديهم والبطالة التي تفتك بهم ، حتى عدت البصرة اكبر مدينة لموئل البطالة وانتشار فواحشها في هذه المحافظة التي كانت مهبط كل حالم بالفضيلة وحسن طباع اهلها وطيبتهم وجمال الطبيعة الخلاب وهي على مقربة من شط العرب وملتقى نهري دجلة والفرات الخالدين واهلها عطشى يحلمون بشربة ماء رقراقة تطفيء عطشهم وتروي افئدتهم التي اضناتها سنوات الغربة وضياع مستقبل هذه المحافظة بين اطماع سياسييها ومن تولوا امرها في العقد الاخير من الزمن الذي يعد من اٍسوأ العصور التي عاشتها هذه المدينة حلكة وظلاما!!

كفاكم ظلما لأهل البصرة الطيبين ايها السياسيون ومن توليتهم امر قيادتها ، منذ عقد من السنين، فقد طفح الكيل وتعدى الظلم بأهلها وناسها كل حدود المنطق وبقايا الصبر ، لأن للصبر حدود كما يقال!!

واهالي البصرة الذين يظهرون من على شاشات قناة البغدادية كل يوم هم من يحكون قصصا اغرب من الخيال عن مآسي هذه المحافظة وما تعرض لها اهلها من حرمان في مختلف انواع الخدمات والبطالة التي استشرت فيها الى حدود مرعبة، وميزانيتها الان شبه خاوية،وهي حتى الان بلا  مشاريع سكن او خدمات او شوارع تليق بمقام هذه المحافظة، التي تننازعها صراعات السياسيين على الكراسي والمناصب والامتيازات ، أما أهلوها وهم بالملايين ، فتتآكلهم الحسرات على ما حل بمدينتهم من انقراض وتراجع وخيبات الأمل، وتتطلع بين كلماتهم ومرارة ما تعبر عنه افئدتهم وما تفوح به ضمائرهم، يختزن اخاديد من حسرات المرارة من ظلم ذوي القربى عليهم، ومن اوكلتهم الاقدار ليكونوا على رأس قيادة هذه المحافظة، واذا بهم يخذلون اهلها، وها هي حكاياتهم وشكاواهم وما يعبرون عنه من معاناة قاسية اليمة مع قناة البغدادية التي تعرضها من على منابرها كل يوم، تكاد تتفطر منها القلوب وتتقطع من جورها الافئدة، وما بقيت امامهم غير رحمة رب السموات والارض ان يعيد لاهل البصرة بعض هيبتهم، وهو ما يتمناه كل عراقي شريف ان تحظى هذه المحافظة العريقة الكبيرة بثرواتها باهتمام من تولوا أمرها لكنهم لم يحسنوا التعامل مع مقدرات هذه المحافظة وما تكتنزه من ثروات!!

انها وقفة استذكار لمكانة هذه المدينة وهي تستحق منا ان نبني لها مدنا شاهقة ، ان أردنا ان نرد لها بعض دينها، وهو ما يأمله أهالي البصرة وابناؤها الطيبون، بأن ترى محافظتهم نور الشمس وقد أشرق فجرها من جديد ، ويبقى حلمهم هذا مشروعا وحقا وواجبا يفترض ان يرى النور بلا مزايدات وشعارات فارغة عفا عليها الزمن ، لم تعد تجدي نفعا او تعيد بصيص الامل بين جموع من البشر وقد صل ظلم القائمين عليها حدا لم يعد بالامكان تحمله وهو من شدة وطأته وجوره يكاد يشق عباب السماء!