23 ديسمبر، 2024 4:18 م

البصرة…فرحان الحلو جيبيله جكليته

البصرة…فرحان الحلو جيبيله جكليته

الإستخفاف بعقول الناس والإستهزاء منهم والتمثيل عليهم كلها أصبحت صفات يتمتع بها مجلس نوابنا العتيد…وكل ما نشاهده من بث حول جلسات هذا البرلمان ما هي إلا سيناريوهات تم طبخها في المطابخ القذرة لهذا المجلس وتبادل في الآدوار لا يستطيع من إتقانها إلا عتات (…………..) 
ومن لف لفهم وصعد صعود الصاروخ ليجد نفسه يجلس على مقعد يلعنه ويلعن كل من أوصله وأجلسه عليه….فبالأمس القريب عرض المجلس تمثيليته الدورية والتي أسماها جلسة إستجواب السيد وزير الدفاع وما رافقها من أحداث إمتدت أيام إنشغل الشارع بتفاصيلها كما وكأنها مسلسل من المسلسلات المدملجه التي لا طعم لها ولا رائحة وكانت لها نهايتها الدراماتيكية والتي مثلت منتهى الإستخفاف بعقول البشر عندما تم إغلاق الملف بسرعة البرق مع كل الوثائق المتوفرة والتي تحتاج الوقت الكافي لتدقيقها وإثبات مدى صحتها أو بطلانها….
ثم جاءت تمثيلية جديده شهدناها عنوانها قانون العفو العام فصل بطريقه محكمه بحيث لا يستفيد منه إلا الفئة الضالة التي تسيدت المشهد العراقي بعد السقوط وبطريقه يعرف القضاء كيف ينفذ منها ليشمل الإرهابين وسراق المال العام مثلها مثل براءة صاحبنا والذي تسيد المجلس اليوم وبكل أعتزاز وأفتخار راح يطرح سؤالا للتصويت عليه….والمعروف من الناحية النفسية والسايكلوجية إن هناك طرق لطرح سؤال للحصول على نتيجه إيجابية وبالتأكيد إن صاحبنا خبير بهذه الطرق والجالسون أمامه ما هم إلا (…………) لذلك فطرح السؤال بالطريقة التي يستحصل على الإجابة التي يرغبها وكان له ذلك، ولو تم طرح السؤال بطريقه مخالفة لحصل على نتيجه مخالفه عن ما يرغب وهنا يكمن مربط الفرس…ما يهمنا في الموضوع ماهي النتيجة التي سوف تترتب على تصويت اليوم أم إن الموضوع أقفل لهذا الحد ولا ضرر ولا ضرار وقع على الجانبين وأقفل المحضر بتاريخة والشعب غافل عن ما يفعل مجلسهم الموقر….في ظل هذه المسلسلات المدملجه والمتكررة الأحداث والمشاهد التي تبث على شاشة مجلس النواب ويتابعها الشعب العراقي يكمن هناك جزء من هذا الشعب في اقصى الجنوب في منطقة تسمى محافظة البصرة يقال إنها تتربع على إحتياطي نفطي هائل ويقال أيضا إن ميزانية العراق مصدرها هذه المدينة البائسة والمظلومة من قبل المتنفذين في بغداد يتم سرقتها يوميا بطرق مختلفة قد نعجز عن وصفها، مدينة يعاني سكنتها الآمرين من تصرفات حكومة مركزية لا تعرفها إلا من خلال رائحة البترول الذي يملأ جيوبهم دولارات سحت حرام وتزيد عليها حكومة محلية لا تنتمي لهذه المدينة لا من قريب ولا من بعيد مشغولة هي
الآخرى في تحقيق مكاسب سريعة من مناقصات مشبوهة في الهواء تزيد المدينة تخلفا وتتردى فيها الخدمات وتنتشر فيها الجريمة المنظمة والرشاوى في كل مفصل من مفاصلها، وزياده على هذا وذاك تتعرض المدينة للسرقة العلنية من دول الجوار في وضح النهار وتحت علم وتغطية تامه وتوافق لا نظير له من قبل الأحزاب المتسيده في هذه المدينة المنكوبة على مدى تاريخها الماضي والحاضر ولعل حاضرها أكثر إيلاما من ماضيها بما تعطي المدينة من قوافل الشهداء دفاعا عن أرض العراق ضد عصابات داعش التي تعيث فسادا في الأرض وقد لا نغالي إذا قلنا إن رغم عمق المعاناة التي تعيشها مدينة البصرة فهي لم تتخلى عن واجبها المقدس في الدفاع عن أرض العراق وتكاد المدينة تتحمل الجزء الكبير في هذا المجال وتستقبل بكل فخر وإعتزاز قوافل شهداءها من خيرة شبابها دون ان تشكي أو تتألم ولكن ما يؤلمها هي العقارب التي تمتص دمها بينما هي مشغولة في مقاتلة دواعش العراق والخارج والمتنقل في شوارع البصرة يكاد يحس مقدار الآلم والحسرة عندما يتطلع إلى وجوه أهلها وتقاسيمها والتي تعكس مدى المأساة التي تتعرض لها….
لقد تحسس دهاقنة الساسة في بغداد وذيولهم من الأحزاب في البصرة حالة الإحساس بالظلم التي يعاني منها أهل البصرة وإن هذه الحالة قد تؤدي إلى إنفجار قد تسحقهم وتسحق كل متآمر على مدينة البصرة فما كان منهم إلا أن تتفتق عبقريتهم عن طريقه جديده تثير الإشمئزاز وخبيثة في نفس الوقت من خلال عرض بعض الحقائب الوزارية على أهل البصرة ولأن أهل البصرة طيبون بطريقة لا يصدقها العقل وأمام الترويج الإعلامي الكبير في مختلف وسائل الإعلام حيث تم إستغلال وسائل التواصل الإجتماعي من خلال جنود مجنده من قبل مافيات الفساد إنساق قسم كبير من أهل البصرة وراح يصفق لهذه الحقائب الوزارية التي خصصت لهم وكأن مظلومية أهل البصرة تختزل بحقيبة وزارية من هنا أو هناك ولكون الساسة في بغداد وذيولها من الأحزاب تعرف بالتمام والكمال حقية اللعبة القذرة التي يلعبونها مع أهل البصرة فحتى وعدهم بعدد الحقائب قد تم أختزاله لحقيبتين في مسلسل أخر من مسلاسات البرلمان المدملجه التي تم بثها… 
هم يتوهمون عندما يتصورون إن البصراوي الآصيل تهمه المناصب لأن إناءهم ينضح بهذه الفلسفة الساذجه وإن البصرة مثلما تعطي قوافل الشهداء فهي لا يهمها إن خصص لها مناصب أو لم يخصص قدر ما يهمها من القادر على تقديم الخدمات للعراق بصورة عامة ولأهل البصرة بصورة خاصه ونقول لمن راح يروج في الآيام الأخيرة لهذه المناصب التي خصصت لأهل البصرة ويعبر عن فرحة غير مسبوقه نقول لهم تنطبق عليكم المقولة “فرحان الحلو جابوله جكليته” سوف نصبح وتصبحون لتجدوا إن فرحكم ليس إلا قشة عصفت بها رياح شديدة فألقت بها على ضفاف حكومة فاسدة ومجلس مدملج.