1- البقرة الحلوب…….. الملك والمتصرف والمدير الانكليزى
كثر اخيرا تداول مصطلح(البقرة الحلوب) كوصف لحال البصرة لعطائها اللامحدود وقلة ما تحصل عليه من خيراتها والوصف لجا اليه العديد من السياسيين والاداريين وبمختلف المناسبات سواء منها ما ترافق مع الدعوة للاقليم او الادارة اللامركزية وغير ذلك وفى جميع الاحوال فان كل من استخدم هذا المصطلح او الوصف محق فى تقديرى تماما وان كان ذلك لايعنى بالضرورة تاييدا لطرح معين والبصرة كانت وما زالت تعطى دون حدود. ولكن من هو اول من استخدم هذا الوصف للبصرة ومتى؟
ما اعرفه كبصرى عتيق سانقله هنا وربما يكون هو الصواب. والقصة تبداء سنة 1929 حينما قرر مدير الموانىء انذاك الكولونيل وورد ابتناء بناية جديدة لمديرية الموانىء
بدلا من بنايتها السابقة فى التنومة تكون قريبة من ارصفة الميناء فى المعقل وبوشر ببناء البناية الحالية التى لازالت شامخة ليومنا هذا كمقر لادارة الموانىء العراقية, وهذه الادارة بالمناسبة كانت ولازالت
الادارة الوحيدة فى العراق التى تشغل ذات البناية منذ اكثر من ثمانين عاما!!, وحضر افتتاح البناية الجديدة الملك فيصل الاول رحمه الله وقام بافتتاحها يوم السبت 18 شوال 1350 هجرى الموافق 17 اذار 1931 ميلادى
( وهنا سانقل ما كتبه الشيخ الجليل المرحوم عبد القادر باش اعيان فى كتابه موسوعة تاريخ البصرة الجزء الاول الذى كان احد المدعوين فى تلك الحفلة (التاريخية) كما اسماها رحمه الله
جاء(يقصد الملك) بقطار خاص وبصحبته رئيس الوزراء ورئيسا مجلس الاعيان والنواب وعدد من المرافقين والوزراء وكان فى استقباله كبار رجال البلدة يتقدمهم متصرف البصرة رؤوف الكبيسى والكولونيل السير جون وورد مديرالميناء والملاحة العامة وقد خصص لمكوثه اليخت نياركوس مدة اقامته وبعد وصوله جرى الاحتفال لافتتاح البناية الجديدة التى لاتزال باقية الى الان تعلوها قبة عالية مبلطة بالكاشى الازرق وقد حضرالاحتفال عدد من وجوه البصرة وا لجالية الاجنبية وممثلو الشركات البريطانية وقداعدت الساحة الواقعة على جانبى البناية لجلوس المدعوين واقيمت عند مدخلها مقصورة من الخشب لجلوس الملك ووزرائه وبعدها القى الكولونيل وورد خطبته باللغة الانكليزية التى ترجمت الى العربية وقد ذكر فيها المنجزات التى حققتها مديرية الموانىء وحفر ممر الروكة عند فم الفاو وقد بلغت مصروفات الحفر مليونا وربع المليون باون ذهب وقد نظم فضيلة قاضى البصرة سابقا الشيخ محى الدين شيخ العرب هذه الابيات
قصر تسامى بالفخامة حاكيا هرما لمصر فى ربى الفيحاء
قد شيد فى شكل بديع صنعه وسمت سناه بقبة زرقاء
حين الكمال تقرر استفتاحه بحضور فيصل سيد الامراء
وحوى الجميع بحفلة ارختها مسك الختام ادارة الميناء
ومما يجدر ذكره ان رؤوفا الكبيسى ارتجل خطابا رد به بعض ما جاء فى خطاب الكولونيل فاشار انه من الممكن ان يقوم اى شخص بمثل هذا العمل على ضخامته اذا تيسر له المال الكافى الامر الذى كدر خواطر بعض الحاضرين وحين عاد الملك الى بغداد صدرت ارادة ملكية باحالته على التقاعد) انتهى كلام الشيخ رحمه الله….بمناسبة احالة المتصرف المرحوم رؤوف الكبيسى الى التقاعد اقام عدد من الوجهاء حفل شاى لتوديعه ,وقد حدثنى جدى المرحوم الحاج هاشم العطية(ت1974) الذى حضر الحفل بان المرحوم الكبيسي ارتجل كلمة شكر للمحتفين تحدث فيها عن البصرة ولاول مرة استخدم تعبيرا لوصفها بالنص (ان البصرة كالبقرة الحلوب خيرها لغيرها) ولم يذكر ان هناك من سبقه لهذا الوصف.
… والكبيسى المذكور هو والد المرحوم باسل الكبيسي ممثل منظمة التحرير الفلسطينية فى باريس الذى اغتالته اسرائيل سنة 1973 على ما اذكر
والبصرة يوم قال الكبيسى المرحوم كلمته لم تكن قدعرفت النفط بل كانت ميناء العراق والمنطقة الاول تعتمد فى تجارتها على انتاجها من التمور حينما كانت غابة النخيل الاولى فى العالم
م…مركز تجارة العراق الاكبر استيرادا وتصديرا ……من ولاية عثمانية لقرون الى
منطقة اريد لها ان تلحق اداريا بالهند اوائل الاحتلال البريطانى سنة 1914الى عودة لاصلها كواحدة من ولايات ثلاث شكلت العراق الملكى الحديث كما تقرر لها فى مؤتمر القاهرة سنة 1920 .حاول بعض اهلهاو
ادراكا لوضعها الخاص ان يقيموا لها كيانا متميزا فى العراق الجديد سنة1921 فاتهموا ولازالوا واتهمت بالانفصال وهى منه براء لم يحب احدا العراق كما البصرة ولم يضحى احدا للعراق كما البصرة ولم يعطى احدا للعراق كما البصرة لم تمتن اوتشكو او تتذمر حملت وطنها العزيز ولازالت على كتفيها ولم تعطى الا النزر اليسير من حقها ولا زالت وحديثها ذو شجون
حفظ الله العراق وحفظ البصرة عين العراق وثغره وفيحاؤه