17 نوفمبر، 2024 3:26 م
Search
Close this search box.

البصرة بين الثروة والفقر

البصرة بين الثروة والفقر

المتتبع لوضع العراق بعد 2003 يجد فيه  من المفارقات الشيء الكثير ن والبصرة احد اهم واكبر هذه المفارقات ن فهي خزان العراق من النفط وفيها اكبر حقول النفط والغاز في العراق ، علاوة على ذلك فان البصرة منفذ العراق الوحيد على الخليج العربي وفيها كل منافذ العراق البحرية ، والبصرة تحدد كل من  ايران والكويت والقليل من السعودية ، هذا الموقع الذي تشغله البصرة لم يشفع لها بان تنال القليل من اهتمام الحكومة العراقية  ، حيث انها ايضا تتصدر العراق في عدد حالات الاصابة بالامراض الخطيرة والرئوية بسبب الغازات الخانقة التي تصاحب عمليات انتاج النفط والغاز ، وبرغم انها حظيت حالها حال بقية المدن بمحافظين بصريين بعد 2003 الا انهم جميعا ساهموا بشكل او باخر بزيادة الفقر والحرمان فيها فلا نكاد نجد محافظا او نائبا عنها اهتم بها وجعلها من اولوياته عدا جبار اللعيبي ، فالرجل منذ ان كان مديرا عاما لشركة نفط البصرة حاول تحسين صورتها ولكن الحكومة المركزية لم يرق لها هذا السلوك البصري فاخذت تكيد له المكائد حتى اجبرته على الاستقالة ، عاد اللعيبي مرة اخرى من نافذة وزارة النفط وقام خلال فترة استيزاره القصيرة بانجازات يتغنى بها اليوم اهل البصرة ولعلع اهمها كري وتنظيف نهر العشار الذي طواه النسيان فصار اهلها يفتخرون بالنهر وعادت عوائلهم تجلس عند ضفافه بل راح البعض يسير البلم فيه لنزهة العوائل ، انجازات جبار اللعيبي اكبر من مجرد نهر لكنها دليل واضح على ان سياسيي البصرة لا تهمهم البصرة مطلقا ربما لان الاهتمام بالبصرة يكلفهم كراسيهم ودعم احزابهم لهم ، ولكن جبار اللعيبياختار البصرة فحاربته الطبقة السياسية كلها ، ومازلت البصرة هي عشق جبار اللعيبي وهمه الاكبر حتى بعد ان ترك كرسي الوزارة فكثيرا ما نراه يتابع المشاريع التي بدأ القيام بها ويحاول حث الخطى نحو اكمالها بما له من سلكته النيابية، في حين لا نكاد نسكع او نرى نائبا او محافظا نالت البصرة من نشاطه الاهتمام المطلوب طبقا لقواعد اللعبة النيابية ربما عدا عن تحركات جيدة للنائب عدي عواد،ويبدو ان الحكومة الحالية لم تضع البصرة في سلم اولوياتها حتى الان برغم حرارة الصيف اللاهب فزيارات الوزراء لها خدولة وان حدثت بعضها فهي تتركز في زيارة دوائر الوزارة التي يتبع لها الوزير  ولمدة يوم واحد ، كم اتمنى ان يجلس الوزراء في البصرة يوم او اكثر يعايشون اهلها في بيوتهم ليروا كيف يقاسي الناس حر الصيف بلا كهرباء وملوحة الماء ان وجد الماء اصلا وقلة الخدمات البلدية وتدهور المؤسسات الصحية ، فكل الوزراء ينقلون صور وردية عن البصرة والحياة فيها من مستشاريهم الذين لم يرا اي منهم هذه المحافظة المنكوبة ولعلع اغلب المستشارين يعيشون اصلا خارج العراق او انهم يكتبون للوزير ما يحب سماعه تماما كما كان حسين الشهرستانييفعل مع المالكي لذا فمظاهرات البصرة التي امتدت لاكثر من 6 اعوام يلزم ان تكون بصوت اعلى واوضح حتى تصل لأذن السياسيين الذين يتقاتلون على الحقائب الوزراية والدرجات الخاصة والا فان انفجارا مرعبا هو وحده القادر على تغيير نظرتهم للبصرة وليعلموا ان للبصرة رجال  قادرون على تغيير المعادلة والسلام

أحدث المقالات