2- من تاريخ الحزب الوطنى فى البصرةسنة 1933…. تاسس الحزب فى القضاء قبل اللواء
تالفت الاحزاب السياسية العلنية فى العراق تحت الانتداب فى بغداد حتى قبل اجازتها رسميا من الحكومة فاجيز حزب النهضة العراقية عام 1922 بزعامة المرحوم الحاج امين الجرجفجى
والحزب الوطنى العراقى بزعامةالمرحوم جعفر ابى التمن وكان كلا الحزبين يعرفان بمواقفهما الوطنية المطالبة بالاستقلال التام ومعارضة المعاهدة العراقية البريطانية ولذلك فقد حظيا بمساندة شعبية واسعة وكان الاقبال على الانتساب اليهما كبيرا على ان المندوب السامى امر بغلق الحزبين وتعطيل جريدتيهما المفيد والرافدان ونفى اعداد من زعمائهما الى هنجام اثر المظاهرات العارمة  التى جرت بمناسبة مرور عام على تتويج فيصلا رحمه الله.ا.
بعد تشريع قانون انتخاب النواب عام 1924 عاد الحزبان الى النشاط مرة اخرى واسست احزاب عدة بعد ذلك.
 فى البصرة افتتح حزب النهضة  فرعا له سنة  1924  من كل من جدنا المرحوم الحاج حسين الحاج جعفرالعطية وعبود بك ابن الحاج حمود باشا الملاك والحاج صالح امان الحجاج ومحمد خان على ثم بدا نشاط الحزب بالانكماش بعد اختيار الحاج حسين العطية لعضوية مجلس الاعيان الملكى الاول سنة 1925 عن لواء البصرة وبقى الحزب عاملا لسنة 1927   ثم انتهى نشاطه.اما بالنسبة للحزب الوطنى العراقى فقد اجيز فى اب  1922 وكانت هيئته الموءسسة تتالف من جعفر ابى التمن واحمد الشيخ داود وبهجت زينل ومولود باشا مخلص ومهدى الباجه جى ومحمد مهدى البصير وعبد الغفور البدرى وقد توقف نشاطه كما بينا ثم عاد للعمل سنة  1930  واتفق مع الاخائيين لمقاومة الوزارة السعيدية الاولى اذار1933 لغاية تاليف الوزارة الكيلانية الاولى سنة 1933  ثم انفصل عن الاخائيين ثم انضم اغلب زعمائه الى
جماعة الاهالى  التى برزت على المسرح السياسي ثم انتهت الحياة الحزبية بعد تعطيلها من قبل ياسين الهاشمى سنة 1935 و انتهى نشاط الحزب…..وفى البصرة فان عودة الحزب الوطنى لنشاطه سنة  1930 عند مجىء الاخائيين للحكم تمخض عنها تاسيسه فروعا للحزب فى الوية العراق الامر الذى كان محرما عليه سابقاومن المفارقات الطريفة ان الحزب لم يفتتح له فرعا فى مركز لواء البصرة وانما فتح اول فرع له فى البصرة فى قضاء ابى الخصيب!!  بداية سنة1933 من السادة عبد القادر السياب والحاج عمر اليوسف وغالى الزويد(الذى كان عضوا فى خلبة البصرة للحزب الشيوعى منذ سنة  1929)وعبدالحافظ ابراهيم الخصيبى وعبد السلام السياب وافتتح الحزب تشاطه باقامة حفلة بتاريخ 16  نيسان 1933  وبلغ عدد المنتسبين للحزب حوالى خمسين شخصاويبدو ان الشرطة تتبعت ذلك كما اشار كتاب مامور شرطة ابى الخصيب الى معاونية شرطة اللواء فى 9-4-1933.
 
اما تاسيس فرع الحزب فى لواء البصرة فان اللجنة المركزية كلفت الهيئة المشرفة على فرع ابى الخصيب القيام بمهمة تاسيس فرع الحزب فى مدينة البصرة فاسس الفرع كل من عبد القادر السياب تكليفا وعضوية المرحومين عبد القادر السواد وصالح الحاج شويش وافتتح الفرع بتاريخ25  تموز1933  وتمت الدعوة الى انتخاب الهيئة الادارية التى تكونت من المرحومين عبد الجبار بك الملاك معتمدا والحاج عذار المير سلمان وصالح الحاج شويش وجعفر الحاج كاظم البدر واسطة جواد النجار على ان المرحوم ابى التمن لم يوافق على انتخاب عبد الجبار الملاك والحاج عذار المير سلمان لاسباب قيل انها شخصية فجرى انتخاب هيئة ادارية جديدة خرج منها الذوات المذكورين ودخلها السيد محمد صالح بحر العلوم عضوا…..
من المناسب الاشارة الى ان علاقة المرحوم ابى التمن بالبصرة كانت علاقة قديمة تعود لايام العثمانيين فعندماهرب ابى التمن الى البصرة استضافه جدنا المرحوم الحاج موسى العطية لسنتين ومن ثم ابدل اقامته لدى المرحوم الحاج كاظم البدر وكان على صلة وثيقة باسرالبصرة المعروفة وبشكل خاص العطية والبدر والملاك وهى الاسر العشارية النافذة يومذاك…..حاول فرع الحزب فى ابى الخصيب ان يوءكد حضوره فى الساحة البصرية فنادى بالقضاء على البطالة التى كانت تعصف بالعراق كجزء من المشكلة الاقتصادية العالمية ولما كانت مكابس التمور فى ابى الخصيب من الكثرة لتلبية حاجات تصدير تمر البصرة(سبحان الله اضحت البصرة اليوم تستورد التمر من دول الجوار؟؟) فقد كانت تستوعب عمالة وقتية كبيرة جدا ففاتح الحزب المرحوم الحاج مصطفى طه السلمان لاستخدام العراقيين فى مكابس التمور العائدة له بدلا من الهنود وحاول الحزب تشجيع التعليم مقترحا تاسيس صفوف مسائية فى احدى المدرستين المحمودية) او (باب سليمان )الا ان متصرفية اللواء لم توافق على ذلك…..مع مجىء الوزارة المدفعية الاولى سنة   33-1934 بدا تعرض السلطات للحزب ومضايقته وتصاعدت اجراءات السلطة ضد الحزب بعد امتناع ابى التمن عن الاشتراك فى الانتخابات وموقفه المعارض للسلطة باستمرار وامتدت هذه الاجراءات الى فروع الحزب فى الالوية وخصوصا فى البصرة فابتدات بغلق فرع الحزب غير الرسمى فى ناحية السيبة ومن ثم بقية الفروع وكان المرحوم تحسين على متصرف اللواء يقود الحملة بشكل شخصى فبادر اعضاء الحزب البارزين بارسال برقية الى وزير الداخلية تتضمن شكوى متصرف اللواء واستنكار الاجراءات المتخذة ووقع البرقية كل من جعفر البدر وغالى الزويد وعلى احسان السياب وعبد القادر السياب ونعمة المنصور وعبد الحافظ ابراهيم الخصيبي.فلما ابعدت السلطات عضو الهيئة الادارية فى البصرة السيد محمد صالح بحر العلوم الى كربلاء ارسل الفرع المرحوم هاشم الجواهرى الى النجف الاشرف لمقابلة المراجع الدينية الكبار والرجاء منهم بالتوسط لدى رئيس الحكومة لاعفاء الموما اليه من الابعاد.
ازاء هذه المضايقات والاجراءات التعسفية اتخذ جعفر ابى التمن قراره بوقف نشاط الحزب وادى ذلك الى نشوب ازمة عاصفة داخل الهيئة المركزية وكذلك الفروع فقد رفض مولود باشا مخلص الموافقة على ذلك وايده عبد القادر السياب معتمد الحزب فى ابى الخصيب وامتدت الازمة الى فرع ابى الخصيب فتم اثر ذلك فصل كل من غالى الزويد وعبد الحافظ الخصيبى والحاج عمر اليوسف وتم انتخاب هيئة ادارية جديدة موءلفة من عبد القادر السياب وبدر طه عبد الجليل وعبد السلام السياب وعبد المجيد صالح الخويطر وعبد الكريم احمد الخويطر..اما فرع الحزب فى البصرة فقد ايد جعفر ابى التمن فى قراره وتوقف عن ممارسة نشاطه واستمر ذلك الى ان عطل الهاشمى الحياة الحزبية 1935 حيث توقف عمل الحزب وانتهى
 
اما كوادر الحزب فى البصرة فمنهم من اعتزل العمل الحزبى ومنهم من اتجه الى مشارب جديدة فى مرحلة جديدة فغالى الزويد كان شيوعيا وهو فى الحزب الوطنى ثم عاد الى الحزب الشيوعى حتى اضحى مقررا للحزب فى الناصرية سنة1947 اما المرحوم عبد القادر السياب فقد انضم الى حزب الاستقلال بعد اجازة الاحزاب سنة   1946 اما المرحوم جعفر البدرفقد اتجه الى جماعة الاهالى ومن ثم الى الحزب الوطنى الديمقراطى وبقى فيه حتى النهاية قطب المعارضة البصرى الاول للحكومات فى العهد الملكى.
بعد ثمانين سنة لاقانون للاحزاب فى العراق
  رحم الله الجميع ورحم ايام البصرة الزاهرة المعطاء
تحية لابنة البصرة للدكتورة فاطمة عبد السادة