18 ديسمبر، 2024 7:41 م

البصرة … المحظوظة

البصرة … المحظوظة

قد يضحك المرء حين يقرأ العنوان و لكن اهل البصرة ممن يعيشون فيها قد يرون فيه خيطا من الامل وبراقة ضوء , البصرة مهد الحضارة والدمار , البصرة بوابة الشرق وعروس الخليج الان ان حكم البعث ومن تلا البعث من مراهقي السياسة احالوها الى اطلال وانقاض تدمي القلب قبل العين و قبل بضعة سنوات زار وفد اجنبي محافظة البصرة وقمت بحكم علاقتي بأحد أعضاء الوفد بالقيام برحلة داخل البصرة ليلا و هالني ما رأيت من الدهشة والحزن على صديقي الأجنبي واخبرني حينها انه كان يتوقع ان تكون البصرة اجمل من دبي الا انه مصدوم ومندهش من اغنى مدينة في العراق , و اليوم ومنذ ان تسنم المحافظ الحالي اسعد عبد الأمير العيداني مسؤولية محافظ البصرة تشهد البصرة قفزة غير مسبوقة في مستوى تقديم الخدمات لاسيما على مستوى البنى التحتية , وان كان كثير من مناطق السكن في البصرة غير مخدومة فان الرجل عمل لتصبح المناطق المخدومة هي مناطق حتى غير مأهولة ولا مبنية و فقد غير اسعد العيداني وجه وملامح البصرة وقلب المعادلة , علما ان الرجل خرج من رحم البصرة ولم يخرج لنا من رحم حزب او تيار إسلامي او علماني , اليوم لا يكاد يخلو حي في البصرة من عمل وعقد وخدمات حتى ان عدد مشاريع البنى التحتية في البصرة فاق ما موجود في كردستان ومن المؤمل ان تكون البصرة بشكل يقارب او يوازي كردستان ان استمر العيداني على راس سلطتها.

ويبدو ان الرجل يعمل في عدد مجالات بالتوازي حتى على مستوى التنمية البشرية فاليوم تجده يسعى لتشغيل أبناء البصرة عبر مبادرة 30 الف درجة وظيفية والتي حاولت بغداد ومن ورائها قوى سياسية افشالها الا ان الله مع البصرة ومع العيداني وافشل كل مخطط لضرب المشروع ة وحين تزور مبنى محافظة البصرة تجد تعامل انساني بشكل لافت تفتقره اغلب المؤسسات الحكومية تبدا ملامح هذا التعامل البسيط بمدير مكتب العيداني الأستاذ عماد العيداني صاحب الاخلاق الرفيعة والتي لا اشك انه استمد قسم منها من مشايخ قبيلة العيدان العريقة , لذا أقول ان البصرة محظوظة , لأنها طوال 13 سنة لم تشهد أي حركة لأعمارها حتى جاء العيداني الذي ضحى بمنصبه النيابي من اجل ان يرى مدينة البصرة تتقدم خطوات للأمام , ما اود قوله ان العمل خير دعاية انتخابية ,فكما عمل جبار اللعيبي ومنحته البصرة رضاها وثقتها تفعل مع المحافظ الحالي فالناس لم تعد تثق بمن يقول سأفعل وسوف وسوف لانهم ببساطة ملو السين وصارت مكروهة جدا لان سوق الكذب والوعود الفارغة سوق رائجة , الناس تريد العمل فقد , تريد ان ترى نتائج العمل على ارض الواقع تريد حياتها ان تكون ابسط واسهل وان تتوفر لهم مقومات الحياة , لا يهم الناس بما تفعله الحكومة على صعيد الخارج او ووضع الخطط للداخل او الخطط الخمسية او العشرية , الناس تريد ان ترى الطرق تعبد والبنايات تنتشر والمجاري تعمل والكهرباء لا تنقطع والمستشفيات تقدم خدمات جيدة لهم وان يرون المواطن العراقي محترم في دول العالم وان يكون للجواز العراقي قيمة اسوة ببقية الجوازات لا ان يسلب منه الجواز عند زيارته لأحدى الدول ولا يسترده الا عند عودته للعراق , تريد ان يكون الجواز العراقي مقبولا عند دول العالم لا ان يمنع العراقي من دخول كل دول العالم حتى دول الجوار منها , وكل هذه الأمور يتلمسها المواطن ولكنه لا يلمس الخطط والندوات واللجان التي لا تغني من فقر ولا تسمن من جوع ولا تؤمن من خوف لذا كان البصرة محظوظة بالعيداني كما كانت محظوظ بالخبير جبار اللعيبي الاب الروحي لوزارة النفط العراقية وطاقمه الإنساني الذي يواصل العمل ليل نهار من اجل تسهيل حياة اهل البصرة ببساطة البصرة تعطي لمن يعطيها لا من يعدها بالعطاء