18 ديسمبر، 2024 10:45 م

البصرة الطَّيّبة قبل 60 تُمُّوز 1958- 2018م/ 6

البصرة الطَّيّبة قبل 60 تُمُّوز 1958- 2018م/ 6

الطُّرقُ مُعبَّدةٌ في البصرة ومركزها العشّار والمَعقِل شَمالاً وابو الخصيب جَنوباً والزُّبير جَنوب غربيّ.

عام 1914م أنشأ البريطانيّون قطار السّكك الحديد بصرة بغداد لأغراض عسكريَّة للذهاب والإياب وكان قطار الرّكاب غير مُكيف يصل المسافر إلى مقصدهِ مُعفر بالغُبار. وكانت الإدارة بريطانيَّة مُدير محطَّة القطار في البصرة هندي اسمه صبري حتى أربعينيّات القرن الماضي، ذكرهُ الشّاعِر الشَّعبيّ مُلّا عبود الكرْخي في إحدى قصائدهِ، بعدَ إنشاء السّكك الحديد بين البصرة وبغداد، وإنشاء السّكك الحديد بين بغداد والموصل مِن قبل ألمانيا في العهد العُثماني. كان القطار يُغادر البصرة ليلاً ليصل بغداد نحو السّاعة العاشرة مِن صباح اليوم التالي. ويتلاقى القطاران القادمان مِن البصرة وبغداد في محطّة السَّماوة. وعادةً لدى توقف القطار في محطَّة المُسيَّب، يشتري الرُّكاب من الباعة الجّوالين في المحطَّة القيمر (Slagroom). كانت ثلاث درجات للرُّكاب:
الدَّرجة الأُولى مقصورَة لفرد واحد تتحوّل للمنام.
الدَّرجة الثانية مقصورَة لأربعه أفراد للمنام أيضا.
والدَّرجة الثالثة تحتوي أرائك خشبيَّة للجُّلوس فقط.
وكانت ثمَّت عربة للطَّعام بنوعية طعام وخدمات مُمتازة. وببَدء الحرب العالميَّة الثانية أُدخلت العربات المُكيَّفة. وكان اهل البصرة عند سفرهم إلى بغداد يحملون معهم الغذاء اللّازم للسَّفر (المتاع)، فضلاً عن الهدايا (الصّوغهَ) إلى اقاربهم هناك ومِنها تنكات ( الصَّناديق المَعدِنيَّة) مِن تمور وأسماك بحريّة اشتهرت بها البصرة وطرشي ابو الخصيب وحلاوة نهر خوز. توضع في عربة الأمانات في القاطرة الأخيرة. الثروة السَّمكيّة في البصرة مُتوزعه على الأهوار وشط العرب وساحل الخليج وما يتفرع مِنه بضمنه خور الزُّبير. في ثلاثينيّات القرن الماضي، كانت ماتزال العربات تسحبها الخيول الهزيلة سائسها ( العربنجي) وكان الصغار يتراكضون خلفها ويحاول البعض التسلق خلفها فإذا استطاعوا ذلك يصرخ البقيَّة مُنبهين السّائق الى ذلك بكلمات (وراك! وراك!) وحينئذ يقوم العربنجي بمد سوطه الى الخلف لضرب الأطفال المتعلقين بمؤخره العربة. السَّيّارات الخاصَّة كانت قليلة العدد لا تتعدى العشرات يملكها اثرياء المدينة والأجانب ومِثل ذلك سيّارات الأجرة أو الحافلات التي كان جدارها مِن الخشب تجميع النَّجف.

الرَّسام البريطاني J. M. W. Turner (مولود 23 نيسان 1775م) في لوحاته ألمح إلى البواخر بالماكنة تحل محل السُّفن الشّراعيَّة التي تسير بقوّة الرّيح. لوحته زورق بُخاري صغير يقطر السَّفينة الشّراعيَّة الضَّخمة The Fighting Temeraire، إلى مقبرة المرفأ حيث جرى تفكيكها.

عام 1936م تأسَّس مطار البصرة، في عهد الملك غازي، فيه قطعة رخام تذكاريَّة تُشير إلى ذلك، وكان المطار الرَّئيس في المنطقة تهبط فيه الطّائرات القادمة مِن اُورُبا إلى الشَّرق الأقصى وبالعكس. ويحتوي فندق وصالة انتظار ومطعم يديره طبّاخ سويسريّ، ومكاتب شتى شِركات الطَّيران. تُحيطه حدائق فسيحة ومسبح. وكان مَن يخدم فيه يُدرَّب جيّداً وبعضهم يبدأ تدريبهم في سِنٍّ مُبكّرة. وكانت فيه طائرة مدنيَّة مائيَّة تهبط على شط العرب وترسو أمام المطار، تهبطت على سطح بُحيرة الحبّانيَّة حيث خدَم الضّابط “ حُسني مُبارك ” المخلوع لاحقاً بالثورة المصريَّة المغدورة، قبل ان تهبط على سطح بُحيرة طبريّا في فلسطين. مُسافرو العُبور Translate يتناولون المُثلَّجات Ice cream بأكواب مَعدِنيَّة فضيَّة.

وزيرُ “ النقل والمواصلات ” العراقيّ البصريّ السّابق «عامر عبدالجَّبّار»، واللّاحق القبطان Captain البحري السّتينيُّ «كاظم فنجان الحماميّ» ولد في مدينة البصرة جَنوبيّ العِراق في 1 ماي عام مولد جمهوريَّة العِراق 1958م.

في الهور تكثر أسماك المياه العذبة يصطادها الأهالي بالفالة (رمح في نهايته مَعدِن مُستدَق) أو بالشَّبكة، وفي شط العرب يستعمل (الكركور= قفصٌ مِن المَعدِن) للصَّيد، يُترك في قعر النهر وفيه الطُّعم تدخله السَّمكة ولا تستطيع مُغادرته. وتكثر أسماك الماء الحُلو في شط العرب مِثل سمك الشَّبوط والحمري والأسماك الموسميَّة التي تصعد من الخليج مِثل (الصّبور) يكثر في فصل الرَّبيع لكثرته ومذاقه ورخص سعره واشواكه غير مُؤذية تهضم بسهوله، ضيوفنا القادمون مِن بغداد يُعانون مِن مشقة أكله وتجنب أشواكه. وأهل لبصره يتلذذونه ويحشى بكثير من التوابل والتمر الهندي والثوم ما يؤدي اكلةُ إلى العطش وضجر اكلهِ، لذلك قيل المَثل “مثل الصّبورة مأكولة مذمومة”. كان المُزارعون يستعملونه لسماد النخيل. في فصل الصَّيف يكثر سَمك الشّانگ

(شبيه سمك الشّعري في الأمارات. ابن حضارات العِراق «مطلع آب اللّهاب 2018م» وتجاوز الحرارة نصف درجة الغليان، يحتجّ على سوء الخِدمات وفساد النُّهاب ووجه السَّفارات الصَّفيق الَّتي تنكر تيهه في المنفى المنسى، وفي أطراف مضارب البداوة أعلنت وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات، إنقاذ صغير قرش الحوت الذي ضلَّ طريقه في مياه خور دبي، بالتعاون مع شرطة الإمارة وجمعيَّة حماية البيئة البحريَّة، في عمليَّة استغرقت أكثر من 5 ساعات. وطالبت العالمة العراقيَّة «اقبال لطيف جابر» الحاصلة على براءة اختراع في مجال الاستصلاح الحيويّ للتُربة المُلوثة بالعناصر المُشعة إلى مُقاضاة الدُّول المُشاركة في الحرب على العراق مُنذ عام 1991م ونتيجة استخدامها أسلحة مُحرَّمة دوليَّا سببت كارثة بيئيَّة وصحيَّة في العراق، الاسلحة المُستخدمة كانت سبباً رئيساً في انتشار الامراض السَّرطانيَّة والولادات المُشوَّهة اضافة الى فقدان الاراضي الزّراعيَّة لخصوبتها نتيجة تشبعها بالمواد المُشعة. في حين هطلت الأمطار بكثافة على مدينة “ خميس مشيط ” كُبرى مُدن جَنوبيّ السَّعوديَّة قلب منطقة عسير، وكست الثلوج العديد مِن طُرقها، في حين تتزايد موجة الحرارة التي تجتاح مُدن أُورُبا، إذ ارتفعت درجات الحرارة في إسبانيا والبرتغال إلى مُستويات قياسيَّة. وترتفع مدينة خميس مشيط عن مُستوى سطح البحر بنحو 1850 متراً، وتُعد رابع أكبر مركز تجاريّ في السَّعوديَّة).

.. الشّانگ في شط العرب قادماً من الخليج العربي ويُصطاد بالشّص (عصا تنتهي بخيط وسنّارة) أو بواسطة (البِلدْ) خيط طويل ينتهي بالطُّعم وبثقل يرمى بعيداً عن الشاطئ. ويُصطاد (الكوسج) ضيف موسم الصَّيف بواسطة (البِلدْ) لكن بحبل غليظ وسنارة كبيرة. يفترس احيانا أرجُل الصِّبية السّابحين في النهر. ويستعمل بعض الصّيادون (السْلية) شبكة ترمى على شَكل دائرة مُثقلة بمَعدِن على سطح الماء تتقعَّر إلى الأعماق فتنكمش (تغلق) وتعلق بها أسماك النهر. يُغلق مدخل النهر الفرعي لشط العرب بشبكه بعد نهاية المَدّ لتتعلق بها الأسماك عند حصول الجَّزر ومحاولتها الخروج مِن النهر بعملية (سدّ النهر). يُصطاد سمك الصّبور بفضل (الهيّالة) يمدون شباكهم الطَّويلة المربوطة بزوارقهم مُثبت فيها كرب النخيل تطفو الشباك على المياه عبر شط العرب محمولة بتيار الماء الجّاري، وتستمر العملية بضع ساعات لتُرفع الشبّاك مع الاسماك العالقة بها. سمك الزُّبيدي والمزلگ يُصطاد مِن الخليج، والرُّوبيان القريدس Caridea Prawn يكثر في الخليج والأهوار. كانت تكثر على جانبي الجَّداول السَّرطانات

(كالمرض الخبيث Cancer قيل: أبو الجّنيب الخبيث يمشي أعوج ويعيل بيّيَ !)

يُستعمل كطُعم لصيد الأسماك خصوصاً سَمك الشّانگ. تمرُّ في سماء البصرة الطُّيور المُهاجرة المُختلفة مُتجهة شَمالاً او جَنوباً حسب فصول السَّنة. في بساتين البصرة لم تكن إلّا اعداداً قليلة مِن الطُّيور الحمام والغراب المُلوَّن بلون اسود وابيض والعصافير والبلابل وأحياناً الببغاوات الهنديَّة التي تعشعش في أعالي النخيل ويمرّ كريماً الهُدهُدُ الَّذي هدَّدَ سُليمان وطائر السّنونو المُهاجر. وكانت من آنٍ لآخر تغزو المنطقة اسراب الجَّراد ويأكلها الناس شَيّا. وفي الشتاء تكثر طيور النورس فوق مياه شط العرب وبالأخص حول البواخر البحريَّة الرّاسية فيه يلتقط الطَّعام مع أليفتِه فإذا افتقدها صامَ وتأبّى عن الطَّعام. وتتواجد الثعابين في الصَّحراء والأهوار من نهري دجله والفرات والكثير مِنها مُشتركة بين لوائي البصرة والناصريَّة. وكانت العقارب تكثر في الصَّحراء و ايضا تتواجد الغزلان. كانت تكثر في شوارع البصرة وأزقتها الكلاب السّائبة والقطط وكانت الخنازير البريَّة تكثر في بساتين المطوعة وغيرها ويُسمع ليلاً صياح ابن آوى الذي كان يكثر في بساتين الصّالحيَّة على الضّفة الشَّرقيَّة المُقابلة مِن شط العرب، وفي الصَّحراء كان الأهالي يصطادون (الضَّب) الزّاحف ويُقال لحمه كلحم الأرنب.