المُسلمون في البصرة مِن المذهبين الشّيعي يسود المدينة والسُّني يسود أطرافها الزُّبير وابو الخصيب. اتباع الطّائفة الموسويَّة اليهوديَّة والمسيحيَّة والصّابئة جوار المساجد السُّنيَّة والحُسينيّات الشّيعيَّة تُجاورالكنائس المسيحيَّة في المركز العشّار. مركز العبادة اليهوديّ في البصرة القديمة معبدهم في وكان لديهم حاخام مُعتمد يرأس شؤونهم الدينيَّة. حيثُ جامع الإخباريَّة بإمامة ميرزا عبّاس جمال الدِّين (عمّ ووالد زوج الشّاعِر مُصطفى جمال الدِّين)، بناه (جدَّنا) الشَّريف الحاج «محسن أحمد غريب» أوقفَ عليه مكتبته البيتيَّة، يرتاده جاره الفتى جمال أبو مهدي المُهندس نائب هيأة الحشد الشَّعبي قبل نزوحه إلى الكويت. وجامع السَّيّد عبدالله الموسوي. وكان لأتباع المذهب السُّني جامعان في العشّار أوَّلهما جامع المقام (جامع الأمير، ابو الأئمَّة علي) على صدر نهر العشار إمامهُ شهاب الدِّين القيسي يقصدهُ اتباع المذهب الشّيعي. وجامع الخضيري الذي بناه وسط العشّار قاسم باشا الخضيري إمامه ِمن اهالي تكريت لمُدَّة طويلة. وفي الزُّبير يوجد جامع الزُّبير فيه قبر الصَّحابي الزُّبير بن العوّام وفي شرق المدينة أطلال جامع الأمام علي اثر بناه الأمام علي وقربه (جوار طريق كويت بصرة) مرقد طلحة قتيل واقعة الجَّمل. المسيحيون كنيسهم قرب نهر الخندق ذات قبّة كبيرة وكنيسة اُخرى قرب سوق المغايز وكنيسة بناها الجَّيش البريطاني بروتستانتيَّة قرب مدخل نهر العشّار وللأرمن دار عباده خاصّ بهم وهم مِن طائفة الأرثدوكس.

بيوتات بصريَّة في ظِلِّ النَّخل قصر أوَّل وزير داخليَّة عِراقيّ سيّد طالب النقيب الأن اطلال في مِنطقة السّبيليّات قرب أكبر غابة نخيل في العالَم أبو الخصيب على شطّ العرب، لم تعمل له ايّ صيانه سكنه نازحو الفاو وغيرهم. صاحبه من رجال السّياسة والمليشيات أيّام الحُكم العُثماني نفاه الإنگليز إلى الهند حيث توفى هناك. السَّفينة التي أعادَت جثمانهُ ليلاً مضائة بمصابيح يُرافقه عبدالرزاق المير (سُمي الأمير لاحقاً، كما سُمي لاحقاً، عريف علي مجيِّد: الفريق علي حسن المجيد. قصر عبدالرّزاق المير في محلَّة الخربطلية جَنوبيّ المَعقِل). قصر سيّد هاشم النقيب على ضفاف شط العرب (مُحاذياً لما عُرف لاحقاً بالكورنيش ومُجاوراً لفندق شيراتون) جَنوبيّ نهر العشّار قصر كبير جَميل اصبحَ مُتحفاً. قصر سيّد حامد النقيب في محلَّة البصرة. قصر آغا جعفر على شطّ العرب ونهر السَّراجي تبع قضاء ابو الخصيب جنوبي البراضعيَّة. يُسمى قصر ابو السّباع لوجود تمثالين لأسدين أمام القصر يقودان إلى درج ينحدر إلى النهر، جرت صيانته واُلحقَ بقصر رئاسي في العَقد الأخير للقرن الماضي مركز قيادة القوّات البريطانيَّة بعد فرار حديثيّ النّعمة الطّارئين آل مجيّد. قصر القنصليَّة البريطانيَّة على ضفاف شط العرب (قرب جسر التنومة العائم) اصبح مقر جامعة البصرة ويجاورهُ قصور عبدالّلطيف المنديل وعبدالمحسن الشّعيبي. وعلى الضّفة الشَّرقيَّة مِن شط العرب في كوت الجُّوع القريبة من نهر الصّالحيَّة قصر عبدالكاظم الشَّمخاني فيه شرفة واسعة مُحاط ببستان نخيل. قصر محمد خلف العبدالواحد على ضفة نهر العشّار قرب المُتصرفية تعلوه قباب بيضاء اُزيل في ستينيّات القرن الماضي لشق كورنيش نهر العشّار. قصر عبدالجَّبار الخضيري على ضفة نهر العشّار وقصر الحاج عبدالوهاب الخضيري (بُني عام 1932م واُزيل من قبل الدَّولة سنه 1952م لشَق شارع كورنيش البراضعيَّة). بيوت الشّناشيل في البصرة القديمة محلَّة المُوفقية تُسمى محلَّة الباشا حيث قصر الوالي التركي إبان الحُكم العثماني على ضفاف نهر العشّار وغيرها من بيوت البصرة. قصر هاشم الخضيري وصالح العبدالواحد في البراضعيَّة قُرب قصر عبدالسَّلام باشا عيان، شناشيل جوار جامع الكوّاز في البصرة القديمة (سُني بُني قبل نحو 440 سنه مِن قِبل عائلة باشا أعيان وبه مقبرة عائلتهم) على رأس شارع ينتهي بكورنيش شطّ العرب شقه النظام الجُّمهوريّ باسم شارع 14 تموز.

نخيلُ البصرة هجَرَها إلى ولايات أميركا الجَّنوبيَّة مِثل أريزونا ونيفادا وكاليفورنيا «جواهر الصَّحراء في كاليفورنيا Jewels of The Desert»، بوساطة المُزارعين الإسبان الذين زرعوا النخيل في البَدءِ عن طريق البذور. عام 1890م استوردت وزارة الزّراعة الأميركيَّة بريادة دكتور «والتر سوينجل» من بصرة العِراق، والجَّزائر والمغرب وتونس ومصر وسلطنة عُمان، مجموعة من فسائل النخيل المُختلفة معظمها صنف «دجلة نور» مِن أقطار شَماليّ إفريقيا، وصنف «البرحي» من العراق، اُستزرعت في محطات الأبحاث الخاصة بالوزارة في كُلٍّ مِن ولاية كاليفورنيا، وولاية أريزونا وفي تكساس، ونيومكسيكو. وبعد نجاحها وإنتاجها فسائل جديدة، تم توزيع هذه الفسائل على المُزارعين الرّاغبين في زراعة النخيل مجاناً، وما بقيَ زُرع في مراكز أبحاث وزارة الزّراعة لأغراض الدّراسة والبحث وتطبيق التجارب الحقليَّة عليها. نخيلُ التمر أوَّل زرع في بابل قبلَ تكوين الطَّميّ للبصرة، نزولاً إلى شِبه جزيرة العرب قبل نحو 5 آلاف عام قبل الميلاد، وقد ذُكرت الشَّجَرة المُباركة النخلة في الكُتب الإبراهيميَّة وأرضُ إبراهيمُ أبُ الأنبياء اُور، بَدء التأريخ، ذكرها العهدان القديمُ والجَّديدُ التوراة والإنجيل، والقرآن الكريم والسُّنَّة النبويَّة أنْ (أكرموا عمَّتكم النخلة !). التَّمرُ ثمرٌ مِن أهم مصادر غذاء الفقير وفاكهة وحلوى ودَواء. كانت بلاد حضارة بابل وسومر جَنوبيّ العِراق وأطرافه الصَّحراء العربيَّة وشَماليّ إفريقيا وَطن نخيل التمر، لم يعرفه العالم الجَّديد قبل نحو قرن ونصف القرن، حتى جلبَ باحثون أميركان عبرَ البحار واستزرعوا فسائلها عام 1857م، وجوَّدوا سلالاتها بصريَّة الأصل برعاية وزارة الزّراعة الأميركيَّة (باكورة الإنتاج عام 1877م لم تكن نوعيَّة جيدة)،.قبل نخر خراب (دوباس) حزب البعث، أعزّوا مُنتجاتها وحموها بشبكة واسعة مِن الأبحاث العِلميَّة التي تحافظ على هذه الثروة الوَطنيَّة الحيويَّة وتفتح الأسواق لها وتضع الحلول أمام الآفات الطَّبيعيَّة والبيئيَّة لرعايتها اُسوة بأوطانٍ مُستعارة كريمة تبنت المُضيَّعين العِراقيين منذ قطعَ صدّام الهدّام رؤوس نخل البصرة وعبثَ البعثُ بحيوات مَن في ظِلِّ النخل، فأصبحت أميركا بعد عَقد ونصف العَقد مِن زَمَن اسقاطِه، واحدة مِن أهم الدُّول في إنتاج التمور، ويتمتع منتجها بالجَّودة والقيمة الاقتصاديَّة. مطلع عام 1913م إنشاء جمعيَّة مُزارعي فسائل «دجلة نور»، القطاع الخاص في وادي كوتشيلا جَنوبي كاليفورنيا، أشرفت على إصدار مجلة (Date growers inst) المُتخصصة لنشر البحوث ونتائج الندوات والمؤتمرات واللّقاءات العِلميّة عن النخيل والتمر في الولايات المتحدة ودُول العالَم، تصدر بانتظام لنحو نصف قَرن، توقفت عن الصدور في الرّبع الأخير من القرن الماضي بعد أن أوقفت وزارة الزّراعة الأميركيَّة الدَّعم الماديّ عن أبحاث النخيل والتمر. بلغ إنتاج التمور في الولايات المُتحدة الأميركيَّة 16511 طُناً وبلغت المساحة المزروعة بالنخيل 2102 هكتار وأصبح ترتيب الولايات المُتحدة 19 على مُستوى العالم في كمية إنتاج التمور. وتزايد الطَّلب على استهلاك التمور ليس فقط في أميركا وحدها بل على المُستوى العالمي، بلغ 7 ملايين طُن، وبلغت المساحة المزروعة بالنخيل أكثر مِن 12 مليون هكتار (كما يشير الكتاب الإحصائي لمُنظمة الغذاء والزّراعة عام 2010م).
https://kitabat.com/2018/08/02/البصرة-الطَّيّبة-قبل-60-تُمُّوز-1958-2018م-2/