23 ديسمبر، 2024 8:48 ص

البصرة… الحواسم والمزابل والطسات… الفقر والبطالة …والسفن …عفوا الإدارة الغارقة

البصرة… الحواسم والمزابل والطسات… الفقر والبطالة …والسفن …عفوا الإدارة الغارقة

وجه لي الإعلامي الناجح سعد قصي سؤالا ” عدد كبير من الوفود من الدول الأجنبية تزور البصرة بنية الاستثمار لكن لحد الآن لا يبدو أن  إدارة الاستثمار في البصرة ومجلس محافظتها … نجحا في جذب عدد ولو على عدد الأصابع من هذه الدول للاستثمار…؟
الجواب لا يحتاج الى الكثير من الفطنة… مشاكل الاستثمار في البصرة تبدأ من مطارها … بدء من طابور منح سمة الدخول والذي ينفرد المطار بالمحاباة في ذلك ثم تفتيش حقائب القادمين “المطار الوحيد في العالم” الى تسليب القادمين بحكر النقل على سيارات المطار وباليتها تنقلهم للمدينة ،ولان هذه الوفود لديهم الوقت يعادل بالمال … فان قد يصل الوفد ويجابه بان الشخصية المعنية بمقابلتهم إما في عطلة دينية أو لأداء زيارة أو في الحج كما حصل مع الوفد الايطالي … وإذا اجتمعوا فقد يفاجئ الوفد باعتذار ممن اجتمع معهم في لب الاجتماع  بان عليه ان يؤدي صلاة الظهر … وقد يكون ورعا فيطيلها أكثر من ساعة … وبانتهائها يكون الدوام الرسمي قد انتهى … لكن الأكثر غرابة للوفد … عندما يجتمعون مع مسئولين ليس ذوي اختصاص أو صلاحية … هذا ما حصل عندما فوجئنا باجتماع عضو مجلس المحافظة الطبيبة مع الوفد الايطالي الخاص بانتشال ” الفوارق” في شط العرب … اذ كانت ميلوا دراما اكتفت الطبيبة بهز رأسها فقط مع الوفد ثم أدلت بتصريح اقتصر على ” جاءوا للسفن الغارقة “… ثم أن هؤلاء الوفود عندما ياتون فجزء من ثقافتهم …وأقول ثقافتهم السهر في المطاعم والنوادي الليلية وتناول المشروبات الروحية … وهذه في بلدان العالم جزء من الاستثمار اما عند مجلس محافظة البصرة وأصحاب العمائم فيه فان ذلك ممنوع لتعارضه مع الدين الإسلامي مع انه حرية شخصية كفلها الدستور  …  وان دول العالم الإسلامي اجمعها عدا ” إيران” تجيز ذلك وأولها الإمارات التي تسجل أعلى الاستثمارات دوليا… في تصنيفنا العالمي في الاستثمار نوضع في آخر الرتب 165 من 172 دولة لكن الطريف ان اليمن تسبقنا بعدد من المرتب … الخلاصة …ان أصحاب القرار في البصرة بدء من هيئة الاستثمار … لا يملكون المهنية ولا العقلية ولا الثقافة اللازمة للتعامل مع الوفود الأجنبية وخاصة الأوربيين منهم … الأجنبي يفكر بالجدوى والنظام والإدارة المتطورة  ومسئولنا وأولهم المحافظ يفكر بأموره الدينية ” الصلاة ، الزيارة ، الحج ” والأوربيين لديهم العمل عبادة وشعارهم ” بالعلم والعمل يعيش الناس سعداء “… نحن نفتقد ذلك تماما …ثم والاهم الأمن والأمان المفقود عندنا وبالتالي هناك فجوة واسعة بين ما يطلبه المستثمر وبين أجواء الاستثمار   “اي عرب وين وطنبورة وين” …
ثم لو قام الوفد المستثمر بجولة واحدة في شوارع المحافظة … فالشواخص البارزة فيها … تلال المزابل عند كل ناصية شارع … وشوارع غير مبلطة تملئها الحفر و ” الطسات ” … وقطعان من الكلاب السائبة … وإعداد من المتسولين تزداد يوما بعد آخر عند تقاطعات المرور … ثم ألاف الدور العشوائية الغير نظامية ” الحواسم “… وحتما سيتساءل …هل  هذه حال أغنى مدينة في العالم … ؟؟؟. وحتما سيزيد اين ذهبت المليارات المخصصة لميزانية هذه المحافظة …ولا يحتاج الى جهد للوصول الى استنتاج …بان أموال هذه المحافظة قد بددت وصرفت دون اعتبار لأولويات حاجات مواطنيها … وسيفاجئ بالأرصفة المقرنصة …وإعداد جسور المشاة الأوتوماتيكية التي زرعها المحافظ السابق في كل إنحاء البصرة …
في مقابلة له مع الفضائية الشرقية … تحدث الشاعر المبدع كاظم الحجاج  عن بعض تاريخ البصرة وكيف ان فيها 15 دار سينما وفيها سينمات يقال عنها صيفية وذلك خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي … وكيف أن العائلات البصرية المعروفة … كانت تحضر لمشاهدة الأفلام التي تعرض في هذه السينمات …وإنها أي تلك العائلات  كانت تحضر بما يسمى الدور الثاني … أي العرض الذي يبدأ الساعة التاسعة ليلا وينتهي الساعة الحادية عشر ليلا … هذا بعض شواهد ثقافة مجتمع البصرة المدني …الذي ضاع بالثقافات المتخلفة الوافدة من خارج المدينة … وللأسف سادت هذه الثقافات …وهيمنت بتخلفها على مواقع اتخاذ القرار … ولا عجب فالمزابل والحواسم والكلاب السائبة والطسات … بعض  تلك الثقافات … باتت المناداة بعودة الثقافة البصرية الأصيلة … أمنيات … والأمنيات راس مال المفلس …