عندما يتحول البشر إلى جراد فلابد من حفر الخنادق لإبادته!!
وبعض البشر ربما إختاروا التحول إلى جراد , وأن الآخرين إجتهدوا بحفر الخنادق لهم!!
وعنما يتحول المعتقد البشري إلى خندق فإنه يحقق نتائج إنفراضية فائقة , ويتم ذلك بإنشاء الأحزاب والحركات والقِوى الدينية التي تقوم بدور الخندق الذي يُدفن فيه البشر!!
تلك حقيقة مأساوية تعيشها بعض المجتمعات وهي في غفلة من أمرها , بما تقوم به من سلوكيات إنتحارية وتفاعلات إنقراضية , مؤزرة بأعدائها الذين يريدون لها أن تبيد , وتكون من الأذلة المشردين في أصقاع الدنيا.
فيعلنون للناس بأنهم المتسولون , الذين رفضوا نعمة وجودهم في أوطانهم , وأنكروا أبسط معايير وقواعد التفاعل المشترك , والعمل الصالح والحياة العزيزة الكريمة.
ومعظمهم يتحول إلى جراد بإرادته وخياراته وإمعانه في سفاسف الأمور , وإبتعاده عن قيمه وتراثه وحضارته وجغرافيته وعصره , وإنغماسه في متاهات التضليل والبهتان , وقبوله بأن يكون قطيعا يديره مَن حوّل أمّارة الأسوأ التي فيه إلى عقيدة ودين.
ومن عجائب هذا البشر أن الذابح ينادي بإسم ربه والمذبوح يشهد بإسم ذات الرب!!!
بشر يذبح دينه ويدنس قيمه ويمرغ الإنسانية في وحل الآثام والخطايا , ويرفع رايات ربه!!
وسلوكه المرعب المشين يتسبب بتكاثر الجراد وبعواقبه الفتاكة , التي تقرضه قرضا , وتواريه تراب الفناء والخسران , وجميع الجراد لا مصير له إلا السقوط في خنادق العدم.
بشر يتخندق ضد بعضه ودينه وما عاد له دور إلا أن يسفك دم الحياة!!
والدنيا ترقبه وتأنس لما يُصاب به من الإذلال والعدوان على بعضه , وهذا مصير البشر الجراد في العصر الجديد , فالدنيا مشغولة بمكافحة الجراد وتدمير أمواجه وإبادتها بعد أن توقعه في خنادق دينه!!
فهل يستلطف الجراد مصاره الأليم؟!!