التأريخ يخبرنا بأن البشر ما أن يمتلك قوة ما حتى يستخدمها ضد غيره , فهذا ديدن السلوك البشري منذ الأزل.
واليوم يمتلك البشر قوة هائلة قادرة على تطهير الأرض من مخلوقاتها وعمرانها , ولا تبقي عليها حيا يذكر , أو مَعلما يشير إلى أنها كانت مأهولة.
والعجيب في الأمر أن البشرية تقبض على جمرة وجودها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم , ويبدو أنها ربما قد تعبت من هذا القبض المحكم , وبدأت بإرخائه مما يعني أن الواقعة ربما ستقع.
وسبب ديمومة القبض أن المواجهات ستكون خاسرة لأطرافها , وفي زمن تتشكل فيه المحاور القوية , فأن المستقبل ينذر بتداعيات مروعة , خصوصا وأنها تحصل في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين , فطبائع القرون تؤكد أن في ربعها الأول تتسبب بأحداث جسيمة ترسم خارطة المسير فيما يتبقى من القرن , وهذا يعني أن قبل نهاية الربع الأول من هذا القرن , أي في السنوات الأربعة القادمات لابد أن يحدث ما لم يكن في الحسبان.
فالتحالف الأوربي الأمريكي ضد الصين وروسيا وكوريا الشمالية وغيرها من القوى الأخرى , ينذر بأعاصير عدوانية نووية ستقبل عليها البشرية.
فلا يتوقع من الصين أن تبقى صامتة , ولا من روسيا وكوريا الشمالية , بل أنها ستتآلف في محور لمواجهة القوى المتحالفة ضدها , أي أن الحرب ما بين المحاور المشكلة ستبدأ , وما عادت لعبة الحرب بالنيابة تكفي , فزمن الحرب الباردة قد إنتهى , والبشرية على شفا الحروب الملتهبة الساخنة.
هذه قراءة نفسية سلوكية , للوحة التفاعلات المرسومة ما بين القوى المتكبرة في الأرض , وأن المستقبل القريب لينذر بتداعيات مريرة ربما لا قِبل للأرض بها!!
فهل ستتمكن البشرية من إحكام قبضتها على ما ينهيها , أم أنها ستنهار وتتأهب للإنتحار؟!!