6 أبريل، 2024 8:45 م
Search
Close this search box.

البشر مخلوق مبرمج!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

من عجائب البشر أنه موجود مبرمج بآليات تتفاعل لصياغته منذ بدء التخلق في الأرحام , بل أن هذا ينطبق على جميع المخلوقات التي تتحقق برمجتها اللازمة لتفاعلاتها مع بعضها ومحيطها.
فالبرمجة تتسبب بصناعة المدارك والإستجابات والقدرات الكفيلة بالبصر , حتى لتجد هذه البرمجة ذات طاقات جماعية , وقد تكون عالمية في زمن التواصل البشري المطلق.
وهناك بشر مبرمج بسلبية وظلامية وسوداوية لا يمكن إخراجه منها , مما يتسبب بمشاكل كبيرة في المجتمع البشري ويدفع به إلى الويلات الفظيعة.
وهذه البرمجة تتوارث سلوكيا وتتحول إلى صياغات تفاعلية ذات تأثيرات واضحة على مسيرة الحياة.
ومن أصعب آليات البرمجة المعتقدات والأديان التي تصنّع العقل وفقا لما يحقق إستلابه ومنعه من التفكير , فهي تريد البشر أن يؤمن أولا وأخيرا , وأن يعطل عقله فلا يسأل ولا يتفكر , وإنما عليه أن يفعل وفقا لمعطيات إيمانه , الذي على ضوئه تتحقق برمجته وبناء ذاته وموضوعه وتحقيق المنطلقات المتفقة وما يؤمن به.
والإيمان إنتماء إنفعالي عاطفي أعمى يلغي العقل ويبتره , أي أن تؤمن بشيئ عليك أن تخلع عقلك.
ذلك أن الإيمان تأجج عاطفي إنفعالي شديد يبني المتاريس والمصدات والجدران أمام أضواء العقول ويمنع السؤال والإستفهام والشك , فالذي يسأل ليس بمؤمن وعلى المؤمن أن يقضي عليه لأنه يزعزع كيانه ويضعه أمام الأنوار المعرفية , التي تتسبب له بقلق ومخاوف مروعة من غيب لا يدركه , لكنه يؤمن بخارطة توضح له ما سيؤول إليه ويكون فيه.
والبرمجة السلوكية من المعضلات التفاعلية المزمنة والمدمرة للألفة البشرية , والساعية إلى إشعال الحروب والصراعات والتواصلات الدامية.
وفي الزمن المعاصر صارت البرمجة ذات تأثيرات عولمية , لأن الأدمغة تتلقى ذات المفردات والأفكار التي يمكنها أن تشكل برامج مشتركة وعاصفة في دنيا البشر , وفي هذا محاسن ومخاطر , لكن إشاعة البرامج العقلية الإيجابية ستساهم في تحقيق نقلة نوعية أرضية ذات قيمة حضارية ومؤثرة في بناء الأسس الكفيلة بالسلام والوئام.
فهل من برامج مَحبة وود وإحترام؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب