17 نوفمبر، 2024 12:23 م
Search
Close this search box.

البشرية اليوم في نضال دؤوب من أجل تغير العالم إلى تعددية الاقطاب بدل القطب الواحد

البشرية اليوم في نضال دؤوب من أجل تغير العالم إلى تعددية الاقطاب بدل القطب الواحد

سيأتي وقت يكون فيه هذا الحاضر ذكرى ، وسيتحدث الناس عن عصر عظيم وعن أبطال مجهولين صنعوا التاريخ ، و ليكن معلوما أنهم ما كانوا أبطالا، انهم بشر لهم أسماء و قسمات و تطلعات و امال، وأن عذبات أصغر هؤلاء شأنا ما كانت اقل من عذابات من خلدن أسماهم ٠
( يوليوس فوتشك )

لقد عانت البشرية معانات كلفتها الكثير من الخسائر البشرية بالدرجة الأولى و كذلك المالية و الاقتصادية و الاحتلالات لبلدنا، من خلال الحروب التي اندلعت في القرن العشرين الأولى ادت بسقوط الدولة العثمانية التي سيطرت على الكثير من البلدان ، و كان الدين الاسلامي ، الذي سارت رافعة رايته حتى فاتحة في استمرار البلدان الأوربية ذات التوجيهات الدينية ، اليهودية والمسحية ، و انتهت الحرب العالمية الأولى ، إلى سقوط الدولة العثمانية في المشرق والمغرب ، و هيمنت دول استعمارية جديدة على الكثير من البلدان سيطرة فرنسا و انكلترا على بلدان الشرق الأوسط ، و في أفريقيا غزا الاستعمار البلجيكي دولة الكونغو و غزت البرتغال دولة انغولا وغينيا بيساو و موزنبيق ، كما هو معروف ان الاستعمار لهذا البلدان جاء من أجل نهب ثروتها الطبيعية مثل النفط والغاز و الكبريت والذهب و اليورانيوم و القهوة و الكاكو وغيرها من المعادن و كذلك المحاصيل الزراعية ٠
و جاء المستوطنون البريطانيون البيض الى جنوب افريقيا واحتلوها و اقوموا دولة المستوطنين البيض وضطدهدوا سكانها الاصليين من ذو البشرة السوداء وتعاملوا معهم بمبدأ العبودية ، و لم يدم بقائهم بنهب ثروات الشعوب وتعاملهم تعامل ( السيد للعبد ) و حتى طال الزمن ام قصر ٠
و بدء أدلوف هتلر و حزبه النازي في نهايةالثلاثينات من القرن الماضي بشن الحرب على دول اوربا وسيطر على دول في اوربا واحتلالها الواحدة تلو الاخرى، حتى نقض اتفاقية عدم الاعتداء مع الدولة الاشتراكية السوفيتية ، و بدء الحرب على بلد السوفيت و احتل أجزاء كبيرة و فرض الحصار على المدن الرئيسية و منهامدينة لينينغراد و الذي دام الحصار لفترة طويلة عانى من هذا الحصار سكان المدينة البطلة ، وعندما أنتهت الحرب في التاسع من أيار عام 1945 , برفع راية الجيش الأحمر السوفيتي على الرايخستاغ الألماني و انتحر هتلر ، وعقد مؤتمر يالطا للدول المشاركة في الانتصار ، حيث شارك فيه جوزيف ستالين و الحلفاء، ونستن تشرشل رئيس وزراء المملكة المتحدة و كذلك رئيس الولايات المتحدة الامريكية روزفلت ، وفي هذا المؤتمر تشكلت سياسة الاقطاب التي شاركت بهزيمة النازية الهتلرية والفاشية الإيطالية بقيادة موسليني ، و تشكلت الأمم المتحدة ومجلس امنها بعد عصبة الأمم، ولقد لعب الاتحاد السوفيتي و المنظومة الاشتراكية المشكلة بعد الانتصار ، دورا كبيرا في مساندة حركات التحرر الوطني في اسيا و أفريقيا للتخلص من الاستعمار بكل أشكاله، وذلك بتقديم المعونات المالية و الاقتصادية و دعم القوى والاحزاب الوطنية فيها ، و كان للدول الامبريالية بقيادة الولايات المتحدة ، أن تشكل حلفا عسكريا سمي بحلف الناتو ( حلف شمال الأطلسي) و ضم دول اوربا الغربية و أقيمت في بلدانها قواعد عسكرية موجهة ضد الاتحاد السوفيتي و المنظومة الاشتراكية بحجة الخوف من التمدد ما سمي انذاك بالخطر الشيوعي ، مما جعل الاتحاد السوفيتي أن يقوم بخطوة مماثلة ، بتشكيل حلف عسكري سمي بحلف وارشوا باسم عاصمة جمهورية بولونيا الاشتراكية، وأصبح هذا الحلف الند لحلف الناتو ٠
و في قيادة ميخائيل غربوتشوف للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي و طرح برنامجه في ( العلانية و إعادة البناء ) ، استغل الغرب و مجموعة من داخل الحزب وفي مقدمتهم بوريس يلسن تدهور الوضع الاقتصادي و بدء التامر على الحزب والسلطة السوفيتية مما أدى إلى تفكك الاتحاد السوفيتي و المنظومة الاشتراكية ، و بذلك انتهى عصر الدولة الاشتراكية الأولى التي قادها لينين و رفيقه ستالين وقادة الحزب الشيوعي السوفيتي، و أصبحت روسيا الاتحادية تسير وفق النظام الاقتصادي الراسمالي وسمي ( بسياسة اقتصاد السوق ) ، و انتهى حلف وارشوا و لكن الغرب تمسك بحلف الناتو ، بقوته و تسليحه ، و أصح العالم يسير بسياسة القطب الواحد و بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ٠
و اليوم و بعد اوغلت امريكا بسياستها المعادية للشعوب ، للهيمنة على اقتصادياتها وثرواتها المعدنية و النفطية و الزراعية ، و في التامر على الأنظمة التي تمردت عليها وانتهجت سياسات مستقلة ، وذلك بالانقلابات العسكرية و كانت المهمة الأساسية تقع على تنفيذها بيد المخابرات المركزية ( CIA ) ، و هناك أمثلة عديدة مثل تشيلي و نيكارجوا و فنزويلا و البرازيل والعراق وايران و اندنوسيا و غيرها من البلدان في اسيا وأفريقيا ٠
و بعد أن وصل السيل الزبى في أوكرانيا عند استلام النازية الجديدة السلطة و أصبحت بقيادة زلينسكي ، اقدمت الولايات المتحدة الامريكية على انشاء قواعد عسكرية ومختبرات للحروب الجرثومية ، متأخمة لحدود روسيا الاتحادية ، وأصبحت جمهورية روسيا الاتحادية بين فكي كماشة أوكرانيا من جهة و حلف شمال الأطلسي( حلف الناتو ) من جهة أخرى و المخابرات الأمريكية هي المخطط لكل ما يعمله و يقدمه لهم الرئيس الاوكرايني زلينسكي و حكومته و الاعتداءات بالقصف المستمر على جمهوريتي دانيسك و لوغانسك ذات الحكم الذاتي والتي تقطنها أغلبية روسية ، مما حدى بالقيادة الروسية تدارس الوضع الذي يشتد خطورة يوم بعد آخر، وخرجوا بقرار سمي ( بالعملية العسكرية الروسية الخاصة )، من أجل دفع الخطر المحدق بالاتحاد الروسي ، و دخلت الحرب عامها الثاني مع تصاعد الضربات العسكرية لكلا الطرفين روسيا و اسلحتها المتطورة و كذلك امريكا ودول الاتحاد الأوربي و الناتو تومول أوكرانيا بالسلاح والمال و لهما مصلحة في استمرار المعارك بين الطرفين من أجل انهاك روسيا عسكريا وماليا علما بأن الولايات المتحدة الامريكية اتخذت قرارات في الحصار على روسيا و كذلك شاركتها دول الناتو في الغرب الأوربي، و امريكا لها مصلحة في بيع السلاح إلى أوكرانيا التي هي اليوم بات مثقلة بالديون وهذا سيكلف الشعب الاوكرايني الدفع لسنوات بعد انتهاء الحرب ، وانقطاع الغاز الروسي عن اوربا في ظل شتاء قارص وتخريب انبوب الغاز لسيل الشمالي ٠
و في هذا الوقت الذي تعلن جمهو ية الصين الشعبية أن تيوان هي جزء من الجغرافية الصينية و يجب أن تعاد كما عادت هونك كونك إلى أحضان الصين الام ، ولكن الولايات المتحدة تمد تايوان بالسلاح ، وتقوم بفعاليات حربية على حدود الصين و منها المناورات العسكرية المشتركة بصنوف من التشكيلات الجوية و الأرضية و كذلك البحرية ، و الصين كانت تراقب هذه الاستفزازات العسكرية من قبل تايون والولايات المتحدة الامريكية ٠ و من هنا تعالت الأصوات من جمهورية روسيا الاتحادية و جمهورية الصين الشعبية ، لوضع حد لسياسة و هيمنة القطب الواحد في العالم امريكا ، و أصبحت تعددية الاقطاب مسألة مهمة يجري العمل بجد عليها ، وهناك دول أخرى تقف إلى جانب التعددية ومنها الهند و البرازيل وجمهورية جنوب افريقيا، وأصبحت المجموعة المسماة مجموعة البريكست و هي تحالف أقتصادي ضم كل من جمهورية روسيا الاتحادية و جمهو ية الصين الشعبية و دولة الهند و البرازيل وجمهورية جنوب أفريقيا ٠
أمريكا اليوم تعاني من انقسامات حادة بين الرئيس بايدن الديمقراطي و مكارثي رئيس مجلس النواب من الحزب الجمهوري حيث بلغ سقف الدين الأمريكي 31,4 ترليون دولار أمريكي ، وحذر خبراء اقتصاديون : ( من أن فترة طويلة من التخلف عن السداد من الممكن أن تؤدي بالاقتصاد الأمريكي إلى حالة من الركود العميق مع ارتفاع معدلات البطالة و من ثم زعزعة استقرار نظام مالي عالمي يعتمد على السندات الأمريكية ، ويساعد المستثمرون لمواجهةأثر ذلك ) ٠ و بذلك تسير الأمور بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية نحو الانهيار الاقتصادي ، وازدياد البطالة ، و كذلك عمليت القتل للسود اي زيادة التميز العنصري و ضرب حقوق الإنسان , أضافة لما جرى في منطقة الشرق الأوسط من مصالحات بين السعودية و ايران بوساطة جمهورية الصين الشعبية و الموافقة على أقامة علاقات دبلوماسية ، وعودة الجمهورية العربية السورية إلى عضويتها في مجلس الجامعة العربية ، بعد إحدى عشر عاما ، لتأخذ مكانها الفاعال ، و كل هذه الأمور تسير بعيدة عن التدخل الامبريالية الأمريكية في المنطقة ، والأمل اليوم سيكون هو القرار للشعوب و الدول في أقامة عالم متعدد الاقطاب ٠

أحدث المقالات