البرلمان العراقي يلفظ انفاسه الاخيرة, بعد ان فشل بعقد جلسته المزعومة التي كان من المؤمل ان يقر بها قانون تمديد لعمره التشريعي المسنون بالدستور العراقي, لهذا اصبح يوم السبت اي الثلاثون من حزيران اخر يوم فعلي بعمر البرلمان العراقي الحالي و انتهاء دورته التشريعية بشكل قانوني.
من الملفت ان بعض النواب وفي مقدمتهم رئيس مجلس النواب الجبوري, اذ أستبسل من اجل ان يكتمل نصاب المجلس ليقر ( القراءة الرابعة لقانون التمديد) وحاول جاهداً بتكثيف الاتصالات لحث النواب للحضور, لعقد جلسة أخيرة تمثل نجادة النجاة لتمديد عمر البرلمان بعض ايام حتى, لكن باءت كل تلك المحاولات بالفشل, تمثل ذلك الاخفاق بالحضور البائس للعشرين نائب, من اصل 328 نائب.
هكذا اسدل الستار عن دورة برلمانية كانت حافلة, بالأعاصير والزوابع الدستورية, اخرها قانون اعادة العد والفرز, ومحاولة تمرير قانون التمديد الذي لا يملك اي غطاء دستوري!
اي لم تعد هناك حصانة برلمانية, ولم تعد هناك امتيازات, يتنعم بها النواب, فاصبحوا عراة الصدور بدون اي دروع تقيهم من الملاحقة القانونية, فبعضهم تحوم حوله شبهات فساد مالي, والاخر قد يكون متورط بقضايا ارهاب وتحريض.
اما الساحة الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي, فتبدو انها تتناغم مع ايقاع الحراك السياسي, وتفرز فقاعات فيسبوكية بين فترة واخرى, كردات فعل للتخبط الذي تشهده الاحداث, فبين انباء عن انتشار حمى النزفية و تهويل العالم الافتراضي لها, فبدل من نشر وسائل الوقاية او التوعية من هكذا امراض وبائية, اخذت الاخبار تتناقل بتهويل عن اعداد الضحايا التي سقطت نتيجة هذا المرض, وبين نداء 88 وهو هاشتاك اطلقه مجموعة من الشباب المدون من على منصة الفيس بوك, وقد اثار ضجة بين متصفحين هذا العالم الافتراضي, حول ماهيته؟ ومن يقف وراءه؟ والذي تتلخص مطالب هؤلاء الشباب الفيسبوكي, بالثورة على النظام الديمقراطي العراقي, ثورة !
اجد ان الكلمة مغبرة بعض الشيء, فزمن الثورات والأنقلابات قد ولى لغير رجعة, لسبب وحيد وبسيط, لانه لايوجد اجماع
جمعي على فكرة ما, فمثل هكذا صيحات ونداءات ما هي الا فورة ابريق شاي, يغلي لفترة وما يلبت حتى يهمد ويسكن, وتنتهي هذه الثورة, لكن ما هو مؤكد وحقيقي اننا نشهد انقلاب صيفي سياسي, ونهاية لمسلسل سياسي كان حامي جدا.