23 ديسمبر، 2024 10:09 ص

البرلمان وأحضان أخرى!

البرلمان وأحضان أخرى!

أمريكا حصن لصناع الحروب والطائفيين! وآل سعود حضن للبعثيين والإرهابيين! أربيل حصن للسياسيين الفاشلين والمتآمرين! وداعش حضن للثوار والمضطهدين! والمعارضة حصن للمهمشين والمنتفضين والمحتجين! والبرلمان حضن للمشبوهين والفاسدين، إلا ما رحم ربي الذين يتكلمون بإسم الأبرياء المواطنين! بقي شيءٌ أيها المتلونون، إعلموا إن المرجعية الرشيدة ليست لأحد بل حصن لجميع العراقيين!

لكل طبخة سياسية أسرارها، وما حصل في جلسات مجلس النواب الهزيلة المنتهية صلاحياته، يمكن أن يؤشر بملاحظة مهمة، وهي أن توقيته في غير محله لأن عمله إنتهى، إنها تعطي إنطباعاً للشارع العراقي، أن الإصلاح المزعوم، بما له من ملفات ساخنة، تحاول وبشتى الطرق إدماج تعقيدات المرحلة الأمنية الراهنة، مع هذه المسرحية الوطنية الحماسية، مكافحة الإرهاب والفساد المالي والإداري، يقابلها صفقات مليارية لمرحلة ما بعد داعش، لتدمير المجتمع في مجالات التربية، والصحة، والمياه، والبيئة، والثقافة، والزراعة).

الجلسات البرلمانية تعقد بنشاط لكنها يتيمة، فما فائدته إذا كان تمديد عمل مجلس النواب مخالف للدستور، فعمله انتهى في (30 حزيران)، وستضرب بعض عقول الأعضاء الجلطات الدماغية، وكأنهم في غرف الإنعاش ينتظرون نجاح عمليتهم القيصرية، المتمثلة بتمديد صلاحيتهم من قبل المحكمة الإتحادية؟ إنه برلمان التمديد يحتضر، ليصطدم بالدستور والقانون والمحكمة.

(تحت الرغوة اللبن الصريح) مثل عربي قديم، يوضح أن ما يحدث من عقد لجلسات مجلس النواب هو ضحك على الذقون، وتجاوز على الدستور، لأن عمله انتهى قبل أيام، والحقيقة أن العراقيين لم يشعروا بأهمية مطلقة لعمل البرلمان، حتى يستشعروا أهمية تمديد عمله، فما قدمه لا يذكر على مستوى الأمن والخدمات، فهل نستطيع تشكيل برلمان، قادر على تقديم الإنجازات والخدمات؟ ومتى ما شرب العراقيون لبناً صريحاً، عندها سنقول أن البرلمان مهم وحريص على العراق وأمنه وإستقراره.

التداعيات والتزوير والحرق بعد إنتخابات (12/5/2018) تمس جوهر العملية السياسية، وحقوق الشعب وأمنه وأمانه، وإذا ثبتت صحة هذه الإدعاءات، فإنها ومثيلاتها أساس الفساد، والذي نخر ميزانية الدولة وأفرغتها، ولابد من التصدي لهذه الممارسات المنحرفة، للمضي بالمسيرة الإصلاحية وإعادة إستقرار البلد سياسياً، وأمنياً، وإقتصادياً، وليس لغرض التسقيط والتشويه، لذا سنسأل أليس للنفق البرلماني المظلم من بارقة أمل، نأمن بها شر الفاسدين، ونفسح المجال للمعتدلين والشرفاء بالعمل، من أجل الوطن والمواطن، بدلاً من البحث عن أحضان أخرى.