المتتبع لبعض خطب الكتل البرلمانية وهي تعزف با نامل خارجية على اوتار حناجرها النكراء …. تجعل من صدر المواطن العراقي يتفجر غيضا وتتقطع اوداجه حسرة والما على تلك الاصابع التي بصمت لهولاء الامعات و أوصلتهم الى قبة البرلمان ….فقد اختزل البرلمان العراقي بيد كتل سياسية تتحكم بقراراته وهي لا تفقه من علم السياسة شيئا سوى المهاترات والبحث عن المغانم… واختزلت ايضا تلك الكتل بيد اشخاص رؤسائها وما سمي بقادتها الذين يعدون على اصابع اليد يتحكمون بمصير البلاد والعباد واضحى برلمان الشعب الثلثمائة والخمس والعشرون ليسوا الا دمى يحركها عدة لاعبون … هم رؤساء تلك الكتل ليرسموا اقبح خارطة للديمقراطية في البلاد .. وتحولت تلك الديمقراطية الى دكتاتورية قاده الكتل ..
ما بين دوامة الخلافات بين الكتل المتطاحنه على مغانم كنوز العراق وما بين صراعات الكتل التي تغذيها قوى اقليمية حتى اضحت تلك الكتل اداه لمصالح تلك الدول لتضيع حقوق الناس البسطاء وتسحق امالهم واحلامهم وينتهي ربيعهم (( الذي شطب من فصول العراق الدائم القيظ ))
لقد صنع البرلمان العراقي حاجزا من جدران بينه وبين الشعب بل لم يكتفي هذا البرلمان بهذا الحاجز بل عاد يعمل بالضد من مصالح الشعب وكل ما يحقق له الرفاهية والامان ..
وما قراراته ومحاور جلساته وتقاطعاته الا عبارة عن مصالح شخصية وامتيازات خاصة وتامين حماية لاعضاء البرلمان منذ بداية الجلسة الاولى وحتى سنته الاخيرة لقد اثبت با لفعل هذا البرلمان انه بالضد علنا من مصالح الشعب وتطلعاته دون ادنى حياء وهنا لا اريد ان اعدد امتيازاته التي حصل عليها بسنواته الثلاث الماضية والتي لم يتمتع بها ارقى برلمانات العالم من اقصاه لاقصاه لا في الشرق ولافي الغرب ……
وكمثال بسيط لاالحصر تلك الرواتب الخياليه و افواج الحمايات وقطع الاراضي في ارقى مناطق البلاد والسيارات المصفحه وجوازاتهم الدبلوماسية ومنح المبالغ المليونيه والقروض …. وقانون التقاعد الاستثنائي وغير ذلك الكثير والكثير ….في الوقت الذي تقرر تلك الامتيازات بدقائق معدودة تاخذ القوانين التي تهم مصالح الناس بمداولات ومساومات وتاجيلات لتغدو في طي النسيان
ولكن الاكثر ايلاما ان اصواتهم بدت تتعالى دون خجل ودون حياء .. وهي تنادي مطالبة بالعفو العام عن القتلة والارهابين ..لتضيع دماء الناس الابرياء سدى وتتهافت الاصوات الضعيفه الخافته التي تنادي بانصاف المقتولين والمظلومين ! من باب اخر
نجد هذا البرلمان وهو يشجع على القتل والارهاب خلال وقوفه بالضد من اقرار قانون يتشدد بحيازة واستعمال الكواتم التي فتكت بكفاءات العراق من قاده امنين و اطباء و مهندسين وعلماء…. وهي اهداف محسوبه فاما ان تكون تلل لكتل البرلمانيه التي وقفت بالضد من المشروع اما ن تكون هي من تريد لدوامة العنف ان يستمر او تكون هي من تعمل بخلاياها المسلحة بالكواتم وغير الكواتم ….وهكذا اسقطت مشروع الكواتم ….. لمصلحه من ؟ ان هذا القانون يحد من العمليات الارهابية والاغتيالات الى اقصى حد …وهذا معمول به كل بلدان العالم ((عدا العراق )) حيث تشرع قوانين استشنانيه لمواجهة حالات طارئه تشكل خطرا على امن البلاد وسلامة المواطن……في حين ان بلدنا وعلى الرغم كونه بامس الحاجة الى هكذا قوانين صارمه في هذه المرحلة نجد من يعارض ويقف بالضد من مصلحة المواطن وبالتالي يشجع على القتل ويغذي دوامة العنف ؟! ان كل برلمانات العالم هي صمام امان لمصالح الشعب وهي عين على اداء الحكومة لكن من عجائب الدنيا ان بلدنا ابتلى ( وما اكثر ابتلائاته ) ببرلمان لا يفكر الا بنفسه وبمصالح كتله وقراراته تحكمها الصفقات والمساومات والادهى والامر ان من بين اعضائه من قادة القتل والارهاب والتكفير واصحاب الفكر الصدامي البغيض هكذا ليدخل هذا البرلمان في موسعة غينز كأسوأ برلمان على وجه الارض ! وغدا وحين يقترب موعد الانتخابات سيعزف الساسة على انغام الوتر الطائفى وسيصعدون من المد الطائفي لاثارة المشاعر ولانهم كالخفافيش لا تنشط الا بالظلام فهل تنطلي على شعبنا الاعيب الساسة ليغمسوا اصابعهم لامثال هؤلاء بحبر مسموم ؟