مهمة البرلمان العراقي الجديد قد تكون صعبة ، ولكن ليست مستحيلة ، هذا إذا تم العمل بموجب التصريحات والوعود التي صدرت قبل الانتخابات وبعدها من قبل قادة الكتل السياسية والمرشحين أنفسهم والذين هم حاليا أعضاء برلمان ، هناك من يتخوف من استهدافه في المستقبل ، اي بعد تشكيل الحكومة ، وهذا ما نلاحظه من محاولات تأخير اجراءات اكمال النصاب الدستوري والقانوني للبرلمان الجديد ، بأختلاق الأزمات المؤقتة ، والتي لاتغير في جوهر العمل السياسي ، فقط محاولة تأخير عمل البرلمان والمدد الدستورية ، ولكن المحكمة الاتحادية لهم بالمرصاد.
إذا نتحدث عن المشاكل في المنظومة السياسية فهي اصلا موجودة ، ومن يثير المشاكل تجده أما كان بعيد عن المشهد السياسي ويحاول الدخول اليه من هذا الباب ، وآخر يحاول اعادة نشاطه السياسي من خلال “دغدغة” قانونية واستمالة عاطفية قد تصب بالفائدة لأحد اطراف الخلاف ، والفائدة هنا هي فقط كسب الوقت لطرف على حساب الآخر لا غير.
البعض يقول ما الذي تغير في هذه الدورة البرلمانية ان “نفس الوجوه عادت” ، نقول الأهم من “الوجوه” هو التغيير الذي حدث في موازين القوى داخل البرلمان ، من خلال تحالفات جديدة شملت كافة اطياف المجتمع العراقي ، وهذا ما ارعب بعض الجهات ، والغريب تجدها الان تفرض شروطا وهي “خاسرة” حسب نتائج الانتخابات.
كلنا يعلم ان الخسارة او عدم الفوز بالمركز الأول في الانتخابات الاخيرة ليست نهاية المشوار السياسي ، بالامكان الاتجاه الى المعارضة البرلمانية واخذ دور الرقيب وتصحيح مسار عمل الحكومة القادمة ومؤسساتها ، كونكم أصحاب خبرة في العمل السياسي والبرلماني والحكومي ايضا لاكثر من ثمانية عشر عام مضت.
المعارضة ليس ان تقف حائط صد او عرقلة عمل شركائكم ، لكي تقول لاحظوا هذه الحكومة فاشلة او فشلت في عملها (علما ان الشعب لن يلمس نجاح برلماني وحكومي سابقا) ، ما نحتاج إليه هو الرقابة الحقيقية من خلال تصحيح جانب معين او خطأ او ثغرة قانونية في الخطة المستقبلية التي يتم وضعها من قبل السلطة التنفيذية القادمة ، النجاح “ان شاء الله” واجب عليكم جميعا ، والفشل “لاسامح الله” تتحملون نتائجه جميعا.