في مطلع عام 2004 ،اقترح الامريكيون علىمجلس الحكم ،تشكيل لجنة من اعضائه وخبراء قانونيين عراقيين ومن جنسيات اخرى،لكتابة قانون ادارة الدولة المؤقت .واستجاب المجلس للمقترح .واثناء المناقشات فاجأ السيد مسعود البرزاني زملاءه في اللجنة القانونية باقتراح وضع مادة ضمن قانون ادارة الدولة المؤقت ،تعطي حق الفيتو لنواب رئيس الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء (الاكراد)لنقض أيّ قرار او قانون يصدر من قبل الرؤساء الثلاثة و لا يتفق مع توجهاتهم ..واعترض اعضاء مجلس الحكم العرب (شيعة وسنة )على مقترح البرزاني هذا ،الا ان الاخير لم يتراجع عن موقفه ،وعندها لجأوا الى سيدهم بريمر وتمنوا عليه ان يتدخل ،الا ان بريمر اصر على (الحيادية ) ودعا المستجيرين به الى تشكيل لجنة من بينهم ومن ثم الذهاب الى اربيل لاقناع البرزاني بوجهة نظرهم !! وفعلا شكلوا لجنة مختلطة ( شيعة وسنة ) …ذهبت الى اربيل لتلتقي مسعود البرزاني ،وفي اول لقاء للجنة به قالوا له : ان حق الفيتو الذي تطالب به انما يلغي سلطة الرئاسات الثلاث،وبالتالي يلغي العملية السياسية التي تعتمد الديمقراطية اساسا في الحكم ،وتعود بالعراق الى دكتاتورية الاقلية ،وهي دكتاتورية لا تقل سوءا عن دكتاتورية الحاكم السابق .الا ان البرزاني اصر على موقفه . في اليوم التالي اجتمعت اللجنة ثانية بالبرزاني وحاورته لتليين موقفه،ولكنه رفض الاستجابة لمفاوضبه العرب .وعندها قال له احد اعضاء اللجنة :ابو مسرور ،اخاطبك باسم زملائي الحاضرين من اعضاء مجلس الحكم ،واقترح عليك اعلان استقلال كردستان عن العراق، ونحن اول من يعترف بقيام الدولة الكردية ،وسنحاول اقناع كل من تركيا وسورية وايران ،بما لنا من صداقات مع حكوماتها ، ان تعترف هي الاخرى بالدولة الكردية .واضاف عضو اللجنة التفاوضية قائلا :ابو مسرور …سنؤمن لدولتكم منافذ على الخليج وعبر اجوائنا ،وكذلك لا نمانع بضم كركوك الى دولتكم لتأمين مورد مالي للدولة الفتية .وسأل عضو اللجنة المفاوضة البرزاني
قائلا :الا تكفيكم هذه الضمانات لاقامة الدولة التي كنتم تحلمون بها وتقاتلون من اجلها ؟ …بعد صمت استغرق عدة دقائق قال البرزاني لاعضاء اللجنة :هذا فخ !! كان صدام قد سبقكم اليه ،فقد سحب جيشه وشرطته وقضاته وترك فراغا سياسيا وامنيا ،وحرضنا سرا على اعلان الاستقلال ولكننا لم ننخدع بعروضه ،لاننا مقتنعون انه ما ان نعلن الاستقلال ،فان الجيوش التركية والسورية والايرانية ستعلن الحرب علينا ،ولا قرة لنا على مواجهتها ،وعندها ستحتل كردستان وتدمر كل ما بنيناه ولن تقوم لنا بعدها قائمة ،.وقبل ان ينهي البرزاني حديثه ترك الوفد العراقي المفاوض قاعة الاجتماع ،واغلب اعضائه على قناعة بان البرزاني وغيره انما يحاولون ابتزازهم بالتهديد باستقلال كردستان ،وهم لا يريدونه اساسا .وما زالت هذه القناعة راسخة في عقول الكثير من السياسيين ،باستثناء الاغبياء من الحاكمين في يغداد منذ 2004 وحتى يومنا هذا .