تمنى رجال أن أموت وأن أمت ..فتلك سبيل لست فيها باوحد
هذا هو الجزء السابع من ثقافة الحشود الشعبية لقتال التكفيرية ألآرهابية الوهابية , واضعين نصب أعيننا الفرق بين هذه العصابات الضالة المجرمة وبين من ينحو منحاها محاولا ألآستفادة من أجواء الفتنة التي خلقتها في العراق , وهؤلاء على أصناف منهم كيانات ومنهم أحزاب ومنهم أفراد يجمعهم غوغاء الحدث وشغبه وتفرقهم مطالب النفوس التي سحرتها الغواية وأستهوتها البداية ولم تعرف عاقبة النهاية التي لن تكون خيارا في متناول أرباب ألآشاعة والدعاية من الذين نسوا : القارعة , والصاخة , والغاشية , والطامة , والحطمة , والغسلين , والزقوم , وأسفل سافلين , والعمد الممددة , ونارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد هي أقسى من غلظتهم , وأشد من شدتهم التي سولت لهم أنفسهم أن يبطشوا بها ويتجبروا فيها , وما أنفسهم ألآ رهينة مقود وحبيسة أجل مكتوب , وقرار محسوب , ومشيئة غالب لامغلوب , المنتصر في كل المواقف والحروب , ذلك هو علام الغيوب , رب القضاء والقدر , ومسخر السحاب , ومنزل المطر , فالق ألآصباح , خالق الفلاح , بيده أسباب ألآنشراح ومقومات النجاح وسر الكون الزاخر بالحياة والضياء والشعاع واللون والصوت والصدى , ويعلم مخابئ الكمون وتجمع الندى ومواعيد الموت والردى , فيهب لمن يشاء الحياة , ويسلب ممن يشاء القوة والعافية , يحدث كل ذلك في ألآرض التي وضعها للآنام وقدر أقواتها وأرسى جبالها وسير أنهارها وأنبت نباتها وأشجارها في أربعة أيام , وجعل فيها خليفة هو ألآنسان الذي أنزل اليه رسالة ” قل لو كان في ألآرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ” وهذه هي حتمية علاقة ألآرض بالسماء التي تسمو على كل حتمية قال بها الفلاسفة وأصحاب العقائد الوضعية والذين كانوا سببا في أندلاع الحروب ودمار الممتلكات وخراب الزراعة وضعف الصحة والمناعة وبلبلة ألآفكار التي أبتعدت عن صواب الحوار , وتاهت في صناعة القرار فضيعت المسار فكانت حروب التتار تعبيرا عن نزعة ألآنا وألآستئثار الذي لايجلب ألآ الخيانة والعار , وهذا الذي يحدث في بلاد اليمن والشام ومصر والسودان ومن جاورها من البلدان , وما يحدث في نينوى وألآنبار من دعاوى للآنتحار , مما جعل كردستان العراق تضل طريق ألآخوة و الحوار متخذة من داعش مثالا للآنفصال وما درت أن داعش لاتؤتمن على صحبة وفيها من يحضر للآكراد المأتم , وتفجيرات اربيل أول الغيث قطر ثم ينهمر , ومسعود البرزاني الذي يبدو فرحا بما قامت به داعش معتبرا ذلك فرصته الذهبية لتحقيق أحلامه في الدولة الكردية التي عمل لها والده مصطفى البرزاني من أيام جمهورية مهاباد التي أصبحت منسية لآنها لم تقوى على كبح أرادات الدول القوية والتي لازالت هي المعنية , والتي عبر عنها جون كيري وزير خارجية أمريكية صاحبة المكر المبيت في مثل هذه القضية عندما قال ردا على توسل البرزاني في منح أقليم كردستان العراق ألآنفصال , فرد كيري قائلا : هذا أمر سلبي على المنطقة ؟ وكيري يعني مايعني , فحليفه التركي لايقبل ذلك مطلقا وهو من يضطهد ألآكراد ويضع زعيمهم عبدالله أوجلان في السجن وهم ألآكثر عددا بين ألآكراد في بقية الدول التي يقيمون فيها , وأيران التي يحرص ألآمريكيون على تجنب ألآصطدام بها بعد كل الذي فعلوه معها من حصار وعقوبات أقتصادية , ولكنها لم تتراجع وتقدمت في برنامجها النووي الذي يؤرق أسرائيل , فايران هي ألآخرى لاتقبل بقيام دولة كردية لآنها تعلم أنها ستكون ساحة جديدة لآسرائيل هذا بألآضافة الى أن غالبية أكراد أيران وجدوا في النظام ألآسلامي في أيران مايجعلهم مطمئنين مما لايدفعهم للمجازفة بمطالب غير مضمونة تفقدهم حريتهم وأمنهم , أما سورية فرغم الحرب الكونية عليها ألآ أن قسما من أكراد سورية ظلوا متمسكين بوحدة الوطن السوري , والبرزاني الذي لم يخلو أقليمه من وجود معارض له مما يهدد مستقبل زعامته , فكيف به مع الحالة الكردية العامة في المنطقة أعني أكراد تركيا وحزبهم حزب العمال الكردستاني التركي وزعيمه القوي عبد الله أوجلان الذي يعلم كم قدم البرزاني تنازلا لحكومة تركيا في سبيل تسهيلات نفطية على حساب قضية أكراد تركيا الذين يشعرون بالظلم وألآضطهاد ولم يهدأ لهم بال حتى يخرج زعيمهم من السجن وحتى تتحقق مطاليبهم وعندئذ سيكون أوجلان متقدما على زعامة البرزاني التي ظهرت عليها ملاحظات كثيرة منذ 1992 وما قبلها ؟ وما يقال عن منافسة زعماء أكراد تركيا للبرزاني وتفوقهم عليه يقال كذلك عن زعماء أكراد أيران وزعماء اكراد سورية وان بدرجة أقل , أن مسعودالبرزاني أصبح مثالا لقول الشاعر :-
فما ذنبنا أذ جاش بحر أبن عمكم . وبحرك ساج لايواري الدعامصا
أن تصريحات البرزاني قبل استقباله جون كيري في اربيل والتي كرر فيها الدعوة لآستقلال كردستان من خلال الدعوة للآستفتاء حول ألآنفصال , وأذا كان البرزاني يطلق تلك التصريحات سابقا للضغط على الحكومة المركزية التي سكتت عن كثير من مخالفات البرزاني للدستور نتيجة الضغوط التي تواجهها من عصابات ألآرهاب الممولة من بعض دول الجوار كالسعودية والمسهل لها من قبل تركيا ونتيجة وجود خلافات سياسية مع ألآطراف المشاركة في الحكم والعملية السياسية والتي كانت تعمل على الحصول على أمتيازات المحاصصة دون تحمل مسؤولية وأعباء الحكم , والسيد البرزاني الذي وقع على الدستور العراقي ألآتحادي بمواده البالغة144 ” وهذا الدستور يعطي الحق للمحافظات بأقامة ألآقاليم بطلب ألآستفتاء بواسطة ثلث أعضاء مجلس المحافظة أو طلب عشر الناخبين كما في المادة ” 115″ أولا و ثانيا , ولاتوجد مادة في الدستور العراقي تجيز ألآنفصال او ألآستقلال كما يدعو لذلك السيد مسعود البرزاني , ثم أن المادة ” 13″ في الدستور العراقي لاتجيز وجود مواد تعارض الدستور ألآتحادي في دساتير ألآقاليم , وكذلك فأن المادة ” 141 ” والتي أجازت بقاء دستور اقليم كردستان لسنة 1992 ما لم يتعارض مع الدستور ألآتحادي .
أن السيد مسعود البرزاني بدعواته ألآنفصالية أنما يتنكر لوطن طالما وجد من شعبه ومراجعه كل الحب وألآحتضان باستثناء بعض الحكام الظلمة الذين وزعوا ظلمهم على كل الشعب العراقي , واليوم عندما ينتهز البرزاني ظروف تعرض العراق لهجمة أرهابية مخطط لها وممولة من دول معروفة ليعلن رغبته بألآنفصال أمام ألآمريكيين , فأن البرزاني يعلن خيانة لشعب العراق ووحدة العراق وفي الوقت نفسه فأنه يجازف بأمن وأقتصاد أقليم كردستان ويعرضه لمصير مجهول من أجل رغبات شخصية قد لاتجد أجماعا عند أغلب سياسي ألآقليم فضلا عن سكان المدن الكردستانية العراقية التي شهدت أستقرارا ونموا أقتصاديا بفضل ماوفرته الدولة ألآتحادية لها من أمتيازات على حساب حصة المحافظات ألآخرى ومثالها حصة 17|0 من الميزانية وهي أكثر بكثير من أستحقاقها الفعلي 5و12|0 حسب مستندات البطاقة التموينية , هذا بألآضافة الى سكوت الحكومة الفدرالية على التجاوزات الدستورية التي مارسها السيد البرزاني الذي لم يراع قواعد الحكومات الفدرالية وعمل متعمدا على أظهار حكومة ألآنفصال وهو أن دل على شيئ فانما يدل على الشخصانية الفردية وأنانيتها المتمظهرة في ألآمتيازات العائلية والقبلية والتي لايمكن أستمرارها في ثقافة القرن الواحد والعشرين , ثم أن أصرار السيد البرزاني على جعل أربيل مكانا لكل من يعادي حكومة المركز هو عمل أستفزازي غير مبرر , واصراره على تغيير المالكي بعيدا عن الطرق الديمقراطية وفي ظروف الهجمة ألآرهابية والمواقف الطائفية أنما يجعل من البرزاني نصيرا للآرهاب والطائفية وخاذلا للعراق في ظروف المحنة التي لايجهلها العقلاء ألآ أذا كانوا يفضلون مصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن , وموقف البرزاني هذا غير المحسوب بحسابات وطنية جعلته يكون مشجعا لمواقف بعض ألآحزاب والكتل التي لم تراع مايتعرض له الوطن من تحد أرهابي عالمي وأقليمي لذلك راح البعض يدعوا لعدم أنعقاد الجلسة ألآولى للبرلمان وهو أمر دستوري بحجة تصفية الموقف الوطني , والغريب أن هؤلاء يخلطون بين المراهقة السياسية والعمى الفكري الذي لايجعلهم يرون ماذا يجري في البلد , وماهي معاناة أهل الموصل وتلعفر وبيجي والعظيم وبمن يفكرالنازحون الذي أضطروا لترك منازلهم وأعمالهم , ومن أسوأ ماتحدث به بعضهم ممن قال كاشفا عن ضحالة سياسية وعوز ثقافي عندما قال : لو أن سلطان هاشم موجودا وليس في السجن ماحدث الذي حدث ؟ ناسيا أن سلطان هاشم كان موجودا في الجيش العراقي مسؤولا وحدث أحتلال الكويت وقبلها قادسية العار والدمار وبعد كل ذلك حدث موت المؤسسة العسكرية في التسعينات وسلطان هاشم كان وزيرا للدفاع ؟ فهل يمكن التباهي والتفاخر بمن كانوا أمعات بيد من وضع لنفسه أسماء بعدد أسماء الله الحسني وسولت له نفسه كتابة القرأن الكريم بدمه النجس ليس فقط بنجاسة الدم ألآدمي ولكن بما أضيف له من محرمات ألآكل والشرب وهي معروفة في قصور بنيت من السحت وسميت بقصور الشعب ومن صدق ذلك لايمكن اليوم أن يكون عرابا لشيئ نافع أللهم ألآ عرابا لداعش أم المصائب وفزاعة الدمار التي تنتمي لعصر التتار , وما عبرت عنه كل من السعودية وقطر , مثلما عبر عنه بعض وجوه الفتنة الطائفية في لبنان ولاسيما في طرابلس عندما هاجم سالم الرافعي المالكي مدعيا قيام ثورة في الموصل وذلك دعما لداعش وأعمالها ألآجرامية ومنها قتل ” 12″أ ماما من أئمة مساجد الموصل وقيامها بأغتصاب النساء مع هدم تمثال الشاعر العباسي أبو تمام وهدم قبر أبن ألآثير وأغلاق مقام النبي يونس والنبي شيت وهدم الكناس , وأذا كانت هذه ألآعمال ثورية عند الطائفيين الوهابيين , فيبدو أنها عند السيد مسعود البرزاني تعني العراق الجديد الذي يريد أن يؤسس عليه أستقلاله وما درى أن في ذلك حتفه وألآستفراد به , لآن التكفيريين ألآرهابيين لازالوا يمنون أنفسهم بغزوة في عقر دار ألآقطاعية الكردية كما حدث لآكراد القامشلي في سورية وأذا كانت جماعة البرزاني التي تحلم بزعامة أكراد المنطقة وداعش تحلم بأقامة دولة ألآسلام في العراق والشام حتى وأن خالفها الظواهري المختفي في تورا بورا أو بجوارها التي يعرفها ألآمريكيون جيدا كما كانوا يعرفون منزل أسامة بن لادن الذي جعلوه طعما لآسماك القرش , ولايدري الظواهري وأبو بكر البغدادي ماذا سيكون مصيرهم مع طائرات ألآستطلاع ذات العيون السحرية الليزرية , ومسعود البرزاني يعرف ذلك وأن أستبد به الطمع فليتذكر قول العقلاء : رب أكلة منعت أكلات , ومثلما تغص اليوم داعش بأكلة الموصل التي لم تستمرئها بعد فأنها ستغص بصلاح الدين وألآنبار بعدما توجهت حشود العراقيين الملبية لنداء المرجعية صاحبة الحق في حماية دماء الناس وألآعراض والممتلكات , مثل حقها في حماية دماء ألآكراد عندما اراد بعض الحكام أستغلالها وهدرها وهذا الحق مورس مع الفلسطينيين , مما ترك للمرجعية أثرا طيبا في نفوس العراقيين وكل العرب والمسلمين , وقرار وفتوى من هذا العيار لاتصمد بوجهه تطلعات التتار, ولا فوضى مخطط لها عند دول اللعبة والقرار , فالحشود الشعبية معادلة جديدة لم تعرفها ألوان المواجهة التي تفتقر لجدية الشعار وصواب القرار .