22 ديسمبر، 2024 9:01 م

البرامج الحوارية الثقافية في الفضائيات العراقية جودة الفكرة ضعف الاداء

البرامج الحوارية الثقافية في الفضائيات العراقية جودة الفكرة ضعف الاداء

هذه المقالة تسلط الضوء على البرامج الحوارية المتعلقة بالفنون من تمثيل وتشكيل والأدب من شعر ٍوقصة وهي ما يصطلح عليه عُرفاً بالثقافة دون ان يكون لبرامج الحوار السياسي والديني نصيب من النقد على الرغم من امكان عدها هي الاخرى برامج ثقافية لنشرها المفاهيم المتعلقة بكلا الشأنين السياسي والديني , وبناء على ما تقدم يمكن ملاحظة جملة امور تتعلق بالبرامج الثقافية المعنية بالفنون والأدب التي يكون عنصرها الحوار بين مقدم البرنامج ومضيفه فناناً كان أو أديباً وبالتالي ثمة اسئلة تثار بشأن هذه البرامج والقائمين عليها من معدين ومخرجين وما إلى غيره من المساهمين في ظهور هذا البرنامج أو ذاك بهذه الصورة أو تلك وقد تسنى لنا جمع بضع شواهد عن موضوع نقدنا هذا ملتمسين ان لم نكن مخطئين بأن شواهدنا عن هذه البرامج قد اشتملت على البرامج الأكثر مشاهدة وتخصص دون غيرها ولكي لا نطيل الحديث كان غرض بعض البرامج تسليط الضوء على الشخصيات الأدبية والفنية ذات التجربة الأدبية أو الفنية الكبيرة بعمرها الزماني وقد فات القائمين على هذه البرامج أمر في غاية الأهمية هو أن بعض التجارب لا تقاس بعمر صاحبها وكم نتاجه الأدبي بل بمقدار ما ترك من تأثير ولعلنا في تجربة من أطلقت عليه بريطانية لقب أديب خير دليل وأعني هنا الأديب العراقي مجيد الهماشي الذي لم تكن تجربته تزيد عن رواية واحدة فقط هي رواية (من بغداد إلى بيدلام) والتي نشرها باللغة الانكليزية ليخطف بها الأضواء على ضفاف نهر التايمز في لندن من خلال حفل اقيم لتكريمه وليكون بروايته (اليتيمة) هذه محط انظار واقلام النقاد هناك ليغني بتجربته الفريدة هذه الجيل الناشئ في حين وعلى العكس من ذلك نرى ان برنامج (حديث العمر) الذي يعرض من قناة العراقية الرائع بمقدمه المحاور المبدع الزميل عباس حمزة قد جعل جل اهتمامه كبار السن من فنانين وادباء مادة لبرنامجه في اقصاء واضح للتجارب الشبابية الغنية بمضمون اعمالها , وبالمقابل هناك من بين البرامج من كانت مسألة استضافته في البرنامج تخضع لشرط تواجده في خارج البلد أو في القدرة على السفر إلى خارج البلد لتسجيل اللقاء به أضف إلى ذلك استبعاده لمبدعين لا ذنب لهم في عدم تحقق استضافتهم سوى انهم من محافظات عراقية أقصيت اعلاميا وكأن معد هذا البرنامج أما جاهلاً فعلاً بوجود هؤلاء المبدعين أو قد تعمد ذلك لأسباب لعل من بينها ظنه بأن استضافتهم لا تحقق لبرنامجه النجاح الذي ينشد ولعلنا نلمس ذلك كله في برنامج (أطراف الحديث) الذي يعرض من على شاشة قناة الشرقية وهو من اعداد وتقديم المحاور الفخم الدكتور مجيد السامرائي , ومن جانبها كانت برامج حوارية اخرى لا متبنى واضح من قبلها سوى تحقق اللقاء ليس إلا دون ان تراعي حق المشاهد في ان يشاهد ما يسر ذوقه وينمي فكره والأقسى وقعاً في هذه البرامج ان ضيوفها ما بين قامة عملاقة في مجال الفن والأدب وما بين أشخاص نرى أن من جلبهم لتصوير هذه الحلقة أو تلك الصدفة أو العلاقات الشخصية وهذا ما ينطبق على برنامج مرايا الذي تعرضه قناة البغدادية وهو من تقديم الزميل العزيز الدكتور منير طه وبرنامج (vip) الذي تصدق عليه انه برنامج حواري رغم طريقة اخراجه المختلفة لمعدته ومقدمته العزيزة مروة عامر , أننا مما تقدم نلمس من القائمين على هذه البرامج معدين ومخرجين ومقدمين أن يكون الغرض الأساس من عرض هذا البرنامج أو ذاك بالإضافة إلى تحقيق متعة المشاهدة عند المتلقي ضمان جودة ما يتم ارساءه من قيم تحملها تجارب الفنانين والأدباء الذين يتم اللقاء بهم وان تكون هناك عدالة ما بين عرض تجربة لفنان أو أديب كبير السن وبين تجربة تستحق الثناء والوقوف عندها لشاب واعد كما ان العدالة يجب ان تلامس عراقيي الداخل من أدباء وفناني المحافظات أسوة ببغداد وبعض المحافظات التي بات جلياً وواضحاً أنها باتت هي دون غيرها تحظى بالرعاية الاعلامية.