22 ديسمبر، 2024 11:06 م

البرابرة في بغداد

البرابرة في بغداد

تمر هذه الايام ذكرى الغزو البربري للعراق, وقد سجلت الايام التي تلت هذا الغزو ,أن ما حدث لهذا البلد لم يحدث لبلد آخر فوق رقعة الأرض ومازال العراقيون الى اليوم يعيشون تحت وطأة ماجرى في عام 2003, وللأسف تغنى بعض العراقيين آنذاك بالخلاص من الطاغية والاستبداد ،ويقينا أن أكثر الذين تغنوا بالخلاص هم اليوم يترحمون على تلك الايام على ما فيها من ظلم واستبداد ،وقد نتفق مع كثيرين في وطأة الظلم  آنذاك إلا أننا نختلف في التصفيق والتهليل للمحتل الغازي ،وقد خسر كل الذين صفقوا وهللوا( لدبابات التحرير) إلا الذي ركبها وسار وفق مايشتهون إدلائها وأذلائها، والناظر من العراقيين الى سنين (التحرير) لن يجد إلا الموت المزروع في كل مكان من العراق، وبات العراقيون يحسبون عدد شهدائهم الذي وصل الى أكثر من مليون شهيد ،وعدد أرامله بلغ ثلاثة ملايين أرملة وعدد أيتامه بلغ أكثر من ستة ملايين يتيم بحسب آخر الإحصائيات فيما بلغ عدد مهجريه في الداخل والخارج تسعة ملايين مهجر، ومازالت قوائم الاحصائيات مفتوحة لتسجل كل جديد لان ( أيام التحرير) مستمرة بلا انقطاع، فضلا عن الخراب في كل مؤسسات الدولة ومفاصلها ،ومازال الفرحون (بأيام التحرير) يتبادلون التهاني والقبلات على مافعلوه وماجنوه من هذه الايام ،حيث لهم ولعوائلهم السرقات والمال الحرام والقصور الحمراء في الداخل والخارج والغواني يرقصن لهم وعليهم في أي مكان ينزلون ,أما العراقي فله تدمير مدنه وحرق أخضرها ويابسها، والوقوف بالطوابير أمام مستشفيات الطب العدلي لاستلام جثثه،وله الذل والهوان ،والموت والقحط والجوع والتهجير والنوم في الشوارع والطرقات والمزابل ،والأكل من حشائش الأرض والشرب من مستنقعاتها ,يا أهل العهر والرذيلة عن أي تحرير تتحدثون ,تحريركم الذي تعنون هي أن تموت بغداد ويعيش البرابرة فيها، ، وتحريرنا الذي نعني هو أن تحيا بغداد ويموت البرابرة فيها مع كل أفعالهم الوضيعة.