23 ديسمبر، 2024 12:31 م

البديهية: مبدأ يُسَلّم به لأنه واضح بذاته ولا يحتاج لبرهان , كالقول : أنصاف الأشياء المتساوية متساوية.
الواقع الفاعل في الأمة أن المواطن يسعى لتأمين ما يجب أن يكون مؤمَّنا , فهو من حقه الطبيعي , وواجب الحكومات أن تيسره له , وتوفر أسباب الحصول عليه بسهولة.
وهي ظاهرة تشير إلى تردي الأوضاع المعيشية , وفقدان قيمة الإنسان وإعتباره رقم تُجرى عليه عمليات حسابية تقضي بمحقه.
والمواطن يعيش في ظروف قاسية ومكابدات قاهرة , تستنزف طاقته وتبدد قواه , وتمنعه من التفاعل الإيجابي مع الحياة.
فلا وجود لما هو قائم في مجتمعات الغير , فترى المواطن يحلم بمغادرة بلده إلى بلدان أخرى , تحرره من الركض المرهق وراء ما يجب أن يكون متوفرا بأقل جهد.
فالسكن الجيد , والتعليم , والرعاية الصحية , وإحترام قيمة الإنسان وإطعامه من الأمور المعتادة في مجتمعات الدنيا المتقدمة , وتعتبر من حقوق المواطن ومن واجبات الدولة تأمينها , وفي المجتمعات المغلوبة على أمرها ,الدولة تجتهد لحكم المواطنين بالحرمان من أبسط حقوقهم الإنسانية.
ووفقا لهذه التعويقات والتحديات المريرة , تسعى الحكومات لإذلال المواطن وتحطيم إرادته وتطويعه , ليكون خانعا تابعا راضيا بالجور والتعسف والهوان , خصوصا عندما تمَلَح الخطايا والآثام بحقه بما يصرح به المتاجرون بالدين , الذين يسوّقون سلوكيات النفس الأمارة بالسوء والبغضاء.
وهكذا تجد المجتمعات تنوء تحت سنابك الفساد والفقر والجوع والإهمال والحرمان , وثروات بلدانها تنهب وحقوقها تسلب , ولا تستطيع أن تفعل شيئا نافعا , وإن طالبت بحقوقها طبقت عليها لوائح الإجرام , وما يتصل بها من إجراءات قمعية قاسية.
فإلى متى يبقى المواطن يكابد الوجيع لنيل حقوقه الطبيعية , في مجتمعات تتولاها أحزاب ترفع رايات دين , ولا يُعرف ما ذات تقصد بالدين؟!!
فهل أن البلاد والعباد غنائم أدعياء الدين؟!!