تردي الاضاع في إيران و وصول النظام الى مفترق طرق معظمها لاتبعث على الطمأنينة، توحي کثيرا بأن حظ النظام الايراني في البقاء على دست الحکم قد بات ضئيلا جدا و لم تعد العديد من الدوائر و الاوساط السياسية التي کانت في السابق تراهن على حتمية بقائه”مهما کانت الظروف”، تميل الى التأکيد على بقائه وانما حتى باتت تنأى بنفسها عن إطلاق أي موقف و تفضل الانتظار و ترقب الاحداث مما يؤکد بأن وضع النظام قد صار أکثر من حرج.
الجبهات المفتوحة على النظام على تنوعها و إختلاف مشاربها، بمقدور کل واحدة أن تفتح کل واحدة ثغرة ما في جدار النظام، ماعدا منظمة مجاهدي خلق التي لوحدها تعتبر أکبر و أهم و أخطر جبهة سياسية ـ فکرية ـ عسکرية مفتوحة ضد النظام منذ أکثر من ثلاثة عقود لأنها و منذ أن بادر رجال الدين المتنفذون في إيران بزعامة الخميني الى إعلان نظام ولاية الفقيه، إتخذت موقفا حديا رافضا بقوة لهذا النظام و إعتبرته نمطا و شکلا جديدا من أشکال الدکتاتورية و الاستبداد لکن بمضمون ديني بحت، والذي ميز منظمة مجاهدي خلق عن غيرها من الاحزاب و التيارات الايرانية الاخرى المعارضة للنظام انها الوحيدة التي لم تدخل في أية مساومة لم تقبل بمختلف عروض النظام لکي تعلن تإييدها.
الصراعات و المواجهات الحادة بين أقطاب نظام ولاية الفقيه و الاوضاع المزرية التي آلت إليها إيران في ظل السياسات المجنونة و الحمقاء التي إتبعها و يتبعها هذا النظام، سبق وان أشارت إليها المنظمة و توقعتها قبل سنوات عديدة خلت و أکدت بأن النظام يسير في طريق أحادي الاتجاه لارجعة فيه، بل وانها وفي غمرة ممارسة النظام لألاعيبه المکشوفة بزعم الاصلاح و الانفتاح على العالم من خلال وجوه محددة، أعلنت المنظمة مرارا و تکرارا في أدبياتها و وسائل إعلامها و تصريحات و خطب قادتها، بأن لاإصلاح و لاإنفتاح و لاأي خير يرجى من وراء هذا النظام، موضحة بأن النظام و طالبت العالم بمقاطعته و سحب الاعتراف منه تمهيدا لتغييره، لکن المجتمع الدولي و عوضا من الاخذ بوجهة النظر السديدة للمنظمة بادر وللأسف البالغ الى و في سبيل ترضية و مماشاة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الى وضع المنظمة في قائمة المنظمات الارهابية ولفترة 15 عاما، على أمل أن تصبح المنظمة کبش فداء من أجل أن ينتهج النظام الايراني سياسة عقلانية و يترك التطرف و الارهاب، لکن الذي حدث و جرى هو خلاف ذلك تماما بل وان هذه السياسة الخاطئة و المشوهة قد ساهمت في تحجيم و تحديد و تأطير نضال و کفاح الشعب الايراني من أجل التغيير و أدت الى ترسيخ هذا النظام القمعي و جعله أمرا واقعا على کاهل الشعب الايراني الى إشعار آخر.
منظمة مجاهدي خلق التي کانت دائما سباقة الى المبادرة و إنتهاج الخطوط السياسية و الفکرية الکفيلة بتطوير و إغناء النضال و الکفاح الشعبي في إيران من أجل إسقاط النظام الاستبدادي، بات العالم کله اليوم يکاد أن ينظر للنظام من تلك الزوايا التي نظرت المنظمة منها للنظام الايراني، خصوصا وان الانتصارات السياسية المبينة التي حققتها المنظمة و على رأسها خروجها من قائمة الارهاب و الانتصار السياسي الکبير الذي حققته بإخراج 3000 من سکان أشرف الذين کانوا يتواجدون في العراق وکانوا يواجهون أخطارا و تهديدات بالابادة سالمين الى خارج العراق، مثلما لفتت الانظار بقوة الى النضال المرير الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل نيل حريته، کل ذلك جعل من المنظمة رقما صعبا جدا بات يرعب النظام و يزلزل أرکانه وان تهريجاته و تخريفاته بشأن المنظمة وهو مقبل على إنتخابات الرئاسة الصورية الهزيلة من جهة و على إختيار خليفة للمرشد الاعلى المصاب بالسرطان، يؤکد بأن المنظمة قد أثبتت حضورها الفاعل على الساحة و توحي للعالم کله من إنها البديل الذي صار مرشحا لأن يقرع أبواب طهران بقوة.