متى يخرج السياسيون من خنادقهم الضيقة ؟؟ ومتى يتحدثون بلغة الوطن الواحد ؟؟ بعد ان زُكِمت أنوفنا من رائحة التخندق الطائفي والعرقي .. وهل من الممكن ان يقترب السياسيون ؟؟ ومتى تُترجم تصريحاتهم الفضفاضة الى واقع ملموس ؟؟ ومتى يرسم هؤلاء السياسيون الطارئون الابتسامة على شفاه الناس المتعبين المثقلين بالهموم اليومية والخوف من المجهول بعد ان تكالبت علينا المحن من كل حدب وصوب … ومتى ينتبه هؤلاء الى اننا أحوج مانكون اليوم الى صوت العقل والحكمة ؟؟؟ أسئلة كثيرة تدعو الى البكاء هي لسان حال كل العراقيين الصابرين وهم يرون بأم أعينهم ويسمعون هذا التخندق الطائفي جهارا نهارا ( والكل يبكي على ليلاه ) وليلى أصابها السقم من شرور أعمالهم …. سبعة عشر عاما مرّت ونحتت من أعمارنا واشتعلت رؤوسنا شيبا ونحن ننام ونصحو على ( حصة المكونات ) والله انني أنئى بنفسي ان اتحدث عن المسميات ولكن لضرورة المقال أحكام .. نعم الشيعة يتحدثون عن حصتهم وكذلك السنة والأكراد .. بل ان البعض منهم يضع شروطا ربما تكون تعجيزية وتضع العصا في العجلة … اضف الى ذلك ان هناك اجندات خارجية تتحكم بالمشهد العراقي وبكل وقاحة من الشرق والغرب والشمال والجنوب وكل ذلك يجري في الغرف المظامة سيئة الصيت … الكل يريد حصته حتى لو احترق الوطن والدليل مايمر به البلد هذه الأيام نتيجة انخفاض اسعار النفط وتأثير ذلك على الموازنة الأتحادية التي لم تُقر لحد الآن بسبب المناكفات بين الكتل السياسية وكذلك الأزمة الأقتصادية المخيفة والمرعبة نتيجة العجز المالي الكبير …. أضف الى ذلك ماحصل في العالم نتيجة وباء الكورونا الذي هو الآخر ( زاد الطين بلّة ) نتيجة حظر التجوال وتوقف الأعمال خاصة لأصحاب المهن الحرة الذين بعتاشون على قوتهم اليومي والمستقبل مجهول مجهول مجهول … السياسون في واد والشعب يتلوى عوزا وفقرا وجوعا بعد توقّف أغلب الأعمال …. السياسيون هم وعوائلهم ينعمون وينامون في العسل والمضحك المبكي انهم صدّعوا رؤوسنا بأحاديثهم ولقاءاتهم اليومية من خلال الفضائيات وهم يتباكون على الوطن والشعب والفقراء وهم يرتدون أرقى الملابس والأكسسوارات والبعض منهم اجرى عمليات ( زرع الشعر ) والبعض منهم( ومنهن ) أجرى عمليات تجميل بملايين الدولارات خارج العراق … نعم يتباكون كذبا ويذرفون دموع التماسيح وكلهم قد رتّبوا أمورهم وأمور عوائلهم ربما لمئات السنين .. وهنا نسأل اين ذهبت أموال العراق وميزانياته الخرافية في السنوات السابقة ؟؟؟ الجواب اتركه اليك عزيزي القارئ الكريم .. الكل يخاف من الكل وهناك ازمة ثقة كبيرة بين الفرقاء … ولاأدري هل اننا الان في هذه الظروف الخانقة بحاجة الى ( نبي ) يُرسل من السماء ليصلح ماأفسده السياسيون ؟؟ انني أجزم لو افترضنا ان نبيا جاء مرسلا من السماء والتقى بالسياسيين والفرقاء وحاول ان يلم شملهم ويخرجهم من خنادقهم الضيقة فأن البعض سيقولون عنه ( انه ساحر وكذّاب وداعشي ) كما حصل لنبينا العظيم محمد ص عندما جاء برسالة السماء فقد اتهمه دهاقنة قريش والمتسلطون بأنه ( ساحر ) والسبب لأن مصالحهم ونفوذهم ( أصبحت في خطر ) … لقد توقفت لغة الكلام عندي ولاأدري ماذا يخبئ لنا قادم الايام في ظل هذا المخاض العسير … اقول العراق في اعناقكم وكفاكم عنادا وخلافات وتخندقات وصراعات .. والظالم سيلعنه الناريخ وستلعنه الاجيال القادمة وان التاريخ لايرحم والشواهد كثيرة … وأخيرا أقول وأسأل :: هل من الممكن ان يكون البديل هو الأنصهار الوطني من اجل الخروج من الخنادق الضيقة ؟؟؟ نتمنى ذلك فهو ممكن وليس مستحيلا بشرط صدق النوايا وغسل الضمائر التي اصابها الصدأ … ورحم الله الشاعر الذي قال ( ماأضيق العيش لولا فسحة الأملِ ) … السلام عليكم