البدو هم سكان البادية وليست الصحراء ! هذا الاسم أطلق عليهم لأنهم يسكنون في البوادي والبوادي جمع بادية وهي دوماً يوجد لديها مصدر ماء فبدون الماء لا تستمر الحياة.
اذن البدو سكان البادية تعاملوا مع الماء دوما ًوهذا أثر ثقافي قد يكون قليلاً ولكن ليس نادراً.
أما صفة الرحيل هي من الارتحال وتتبع الرزق فهي هجرة داخل وطن أينما كان فهم ليسوا سكان أنهر ثابتة وقد يكونوا وقد ارتحلوا للأسباب نجهلها بعيد عن الأنهر.
موقعهم الجغرافي: مكانهم الجغرافي في قديم الزمان وليومنا هذا من أواسط أسيا وشمالها .
الصين والهند والسند وأفغانستان وباكستان وبلاد فارس (إيران حالياً) ومغوليا وأنفوليا(تركيا وأفريقيا اللاتينية الجنوبية وصحارى أمريكا الشمالية الواسعة جداً وكل العالم من يسكن تلك الأرض الشاسعة اليسوا هم بدو ولكن يطلق على العرب فقط بدو ” أذن هذه تسمية سياسية ولها أسبابها العديدة .
حياة البادية :
حياة البادية نقية السماء والطارق لا يوجد تلوث بيئي وهكذا انعكس على تفكير البداوة ورجوعاً للغات (اللغة البابلية) القديمة سموا سكان البادية بدئوا وسكان الجبال كرد فلعراق القديم يمتد من منابع دجلة والفرات إلى نهاية العالم القديم جنوباً عمان واليمن السعيد والوادي الأخضر.
وهكذا فسكان الأرض لهم مسميات مختلفة فسكان ضفاف الأنهر مزارعين والمدن (مدنيات) مدني ساكن المدينة التي تحولت بسبب الاستمرارية والتطور لمدينة أعلى ونشأت حضارات وهذا ما نشاده على أثار نقشها البابليون في المناطق الجبلية والأنهر والبوادي عندما تركوا أثارهم في بادية الجزيرة.
أذن البداوة ليست انتقاص من سكانها البدو كما هو حالياً يشار لهم (قوم رحل يتقاتلون من أجل لقمة العيش) وثقافة الغزو التي سمم بها الفكر العربي المعاصر وللأسف من خلال كتاب عرب وعراقيين بالذات عندما فهم الواقع المقلوب وتجاوز حدود معرفتهم للأسف وللأسباب سياسية في الفكر لمحاربة تلك الحضارة المنسية وللأسف من خلال الكتب المدرسية والفكر المعادي للأمة العربية والمضحك أن من يتهم العرب بالبداوة هم بدون الشرق والغرب والشمال..
وثقافة الغزو(مع تحفظي على هذا الكلمة السياسة) هي صراع من أجل الحدود أي الحدود الجغرافية الافتراضية لهيبة القبيلة وفكرة المساس بالحدود كان موجودة وخط أحمر لا يسمح لأحد تجاوزه ” فهي الكرامة” لكون التجاوز هو تجاوز على اقتصاد تلك المجاميع السكانية وأملاكهم بالإضافة خطر الاعتداء على أفراد المجتمع ونسائهم وشيوخهم وأطفالهم وفي ثقافة البداوة تعني الكثير ولاحقاً نشير لذلك عندما نجد أن الهة العرب جلّها نساء وهذا تكريم من حضارة البداوة والبدو للمرأة لكون تعكس شجرة عطاء وولاء الخير واستمرارية الحياة وحياة البداوة غير حياة المدينة أو الجبل.
ففي الجبل الحدود أقوى والموانع واضحة وكذلك حدود المدن تحطيها الأسوار العالية أما في البادية حدود الخطر مفتوحة دوماً ولهذا تجد ثقافة الاستبعاد للدفاع عن حيظ الوطن(الافتراضي) عندما ما ينام الفرسان على خيولهم استعداد لساعة الصفر.
اما عن جذورهم فهي عميقة في النفس فمن خصائص البداوة المحافظة على الإرث الإنساني العائلي والمدني وبتعبير أدق المحافظة على شجرة العائلة وتبيان التسلسل والانتساب وهي منظومة أمنية لحماية المتجمع من الأغراب والدخلاء والذين دوماً في التاريخ يكونوا معول هدم للمجتمع (تبينوا العرق فان العرق دساس)وهذا حديث يؤسس حكمه وخلاصة لتجربة مدنية تراثية .
الاصالة:
لديهم منبع الانتساب علماً بأنهم يتناسبون مع القبائل والعشائر البعيدة والقريبة بعد التأكد من أصولهم لكي تحافظ على الأصل عليك اقتلاع الحشائش التي تحيط بالشجرة وهذه ليست سهلة الثقافة المحافظة على الأصول”
اخلاقياً: هل قرأتهم أو سمعتم في تاريخ البداوة الانحلال الأخلاقي والشذوذ الجنسي فالعلاقات الموجودة الإنسانية نقية النقاوة الطبيعة وانعكاسها على السلوك الإنساني ولم تتلوث بثقافة المصانع الحديثة ودخانها الكثيف.
عكاظ:
مهرجان من المهرجانات التاريخية يقصدها البعيد والداني وعكاظ وهي لم تكن سوق جمعه لبيع الماشية، والسلع وأنما واحة تلتقي بها الحكمة والأدب والشعر والفلسفة وهي خلاصة النبوغ الإنساني والأدبي في مهرجان عفوي ينطلق بشكل متكرر في جو نقي وصافي هو ملتقى النوابغ فالشاعر لا ينطق هواء وإنما يطلق العنان بحصانه الرشيق ويولد سيمفونية ومعزوفة جميلة تحكي لنا معاناة و الم وفرحة وفكرة وفلسفة وأهم من ذلك الحكمة وشعراء العصر الجاهلي ومع تحفظي الشديد على معنى الجاهلية بعد أفهم الجمهور بقلب الأمور وكان الجاهلية مسبه أنما عكاظ عروسها فيكف يكون الشاعر والحكيم الفنان والأديب جاهلاً..
الاشكال اللغوى في التفسير رهن بالمستوى المعرفي ومدى رجاحة عقل المفسرين فهم في بعض الأحيان يفسرون أرائهم قبل أن يفسروا الكتب وهذا خيانة للنص وأعوذ بالله فالاجتهاد في التفسير أمانة خطيرة لا يجوز لمن هب ودب بقيادة هذه الأمة للجهل من خلال الناقص وغير العلمي والمنطقي والمفسرون للأسف أكثرهم يتبعون طريقة تفكير معنية لتجنب الحساسية الدينية فينتقصون من معنى الجاهلية للمفسر يجب أن تكون هناك قواعد يلم بها وهو الالمام الكامل في اللغة والدين وعلوم الأدب والنحو والصرف والتاريخ وحتى الجغرافية وعلم المنطق كلها يجب أن تكون مكتملة لكي يحصل على أجازة في التفسير وأن يفسر في حدود وليس كل شيئ مثل البعض ” يشبر ويكتب” .
أذن العمق الثقافي الأدبي الشعري والفلسفي هي تلك الأرضية لثقافة البداوة وثقافة تلك العقلية من غبار الزمن.
المثالية: كذلك هي سمة عصر البداوة فالصور التي تردنا من الماضي نجدها في كل بقعة من العالم القديم وهي سمة عامة في الملبس والمأكل وأنماط المعيشة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب لقد كانت تجارة الاقمشة وصناعة الملابس على بساطتها جميلة وكذلك أسواق الحرير والعطور جزء من حركة التجارة العالمية إلى الجزيرة العربية عن طريق الحرير الصيني وطريق الجمال الشامي ومعه تنقل الكتب والألواح والصحاف والعلوم والمعلومات آنذاك.
اما صور الماضي المشوه مقصورة على حضارات العرب فقط وأرجو التأكد من كلامي فشاهدوا صور الماضي للأناقة في أفريقيا وأسيا وفارس ومنغوليا والأناضول وأوروبا حضارة (الاستيكا والمايا) حضارة أمريكا اللاتينية أنها نفس الصور بألوان مختلفة حسب الطبيعة وعطائها والإمكانيات المادية وفي يوماً هذا علب الصفيح في اغنى دول العالم الولايات المتحدة والمكسيك (اقتصاد المخدرات) وأمريكا الجنوبية البرازيل وكذلك الهند وحتى في دول نفطية مهمة فملابس رثة ومياه نتنه وشوارع متسخة وغير مبلطة ووسائل نقل متخلفة وتلوث ومن كأنها قد خرجت للتو من كارثة فهذه سمة وعيوب البشرية الغنية عندما تدور بظهرها للبقية.
فالمثالية : في البداوة تأتي من الانتماء وأخلاق الفروسية والشجاعة وشخصيتهم القوية تأتي من قوة اللغة والبلاغة والمحافظة عليها وكان سكان المدن يرسلون أولادهم في سن السابعة لكي يتعلموا قواعد اللغة الفصحى وآدابها وحتى من دول سابقه بالحضارة مثل العراق وبلاد الشام ويتعلمون أي الاطفال ركوب الخيل والفروسية والخشونة والرماية وهذه لكي يؤهل الرجل ركوب سفينة الحياة ويصل إلى بر الأمان.
أذن البداوة كانت ثقافتها مدرسة تعلم المدنية؟!
لذلك ولدت في محيطها قراءة النجوم ومراقبة الكواكب هو علم حالم ومهم كانت البادية قد سجلته في عدسته البسيطة هذه كانت أرضيه للبقية لكي يكملوا المشوار.
وسجل العرب في علومهم ملاحظات الاقدمين وعرفوا درب التبانه التي بعد سنوات طويلة اكتشفتها المناظير الضخمة العملاقة ولا شك به سكان الجزيرة العربية كانوا في لقاء ثقافي وحوار دائم مع حضارات الشمال الرافدين وبلاد مملكة ماري السورية وهم امتداد طبيعي للسريانيين ورهبان البصرة وعلاقتهم بالجزيرة واضحة وكذلك ثقافة النصاطرة النصارى وتأثيرهم على الجزيرة.
وعلوم الطبيعة مثل تتبع الأثر واتجاه الريح ومعرفة نوعية التربة التي من خلالها يعلم الرحالة بوصولهم إلى ارض أخرى كانت من فنون البداوة وعلومها ولقد ولدت في محيطهم علوم فك الألغاز والتنبؤ والتنجيم وقراءة الطالع فقراءة الأبراج هو علم بحد ذاته نقل إليهم من الرافدين فبابل لمن تكن لها حدود مع الجزيرة وإنما هي الجزيرة نفسها.
والأبراج تعطي تفسير عندما تزور واحدة الأخرى في الصيف والشتاء وتأثيرها على المناخ والرياح والأعاصير وولادة الحط وإنما من خصائص البداوة الأمثلة والأمثال انها في الحقيقة حكمة مدروسة في كلمات محدودة فهي خلاصة الخلاصة لفكرة تصل بسهولة للمخ الإنساني لكي تنور العقل والروح وهي قصة مختصرة لتجربة كبيرة.
وصناعة الأمثال وقولها تخصص الحكماء ونقل الحكمة للبشر العاديين اذا كانت الحكمة لها مواطن مختلفة في العالم القديم وكانت البداوة إحدى بيوتها.
الواحات: الواحة موجودة في كل بلدان العالم ويقصد بها سكانها أي مجتمع الواحات وهي موجودة في الجزيرة واندثرت الكثير منها بسبب تغيير المناخ وانتقال سكانها للمدن فحياة المدن أسهل وتوفر فرص العمل عند الغير أكثر وبها رفاهية أكثر حتى مرحلة ظهور النفط التي قلبت أنماط الحياة بشكل كبير كما في أوروبا عندما ظهرت الصناعات فانحسرت الغابة أمام توسع المدينة وظهور المجمعات السكانية الكبيرة التي تغذي اليد العاملة الصناعات العملاقة وهذا كان على البيئة وخلق مشكلة التلوث والتي تكلف الصناعات والدول ميزانيات قياسية للإعادة تأهيل الطبيعة واليوم يحاول المجتمع من جديد العودة لمجتمع الغابة!
ففي الواحة توجد مياه والمياه ليس هي للشرب فقط فإنما للزراعة البسيطة وتربية الحيوانات وهي بؤر استقرار أذن أساليب الزرع والحصاد كانت موجودة في ثقافة البداوة .
علاقات وحروب:
أن السيدة الفاضلة خديجة بنت خويلد الكل يعرفها كان لها نصيب الأسد في تجارة الشام وتدير تجارتها من زنجبار وهذا يؤكد اتصال العرب بالأفارقة وكان لديها خمسمائة ناقة من أصل الف ناقة وكانت عُمان في الجنوب واليمن. والبصرة في الشمال نقاط عبور البضائع من أفريقيا والهند وعن طريق الحرير الصيني للبصرة وهو أحدى طرق تجارة الصين القديمة والثاني عبر بخاره وشمال العراق إلى الاناضول.
وهنالك في التاريخ أشارات كثيرة عن دعم أبناء القبائل العربية لإخوانهم في العراق في معاركهم مع الفرس والتي قادها آنذاك قبل الإسلام هاني ابن مسعود الشيباني وأنتصر بها العرب على الفرس فا أخلاقية النخوة هي كذلك أحد صفات مجتمع البداوة.
الدين والتدين:
عندما يرمي العربي سهماً يريد أن يصيب هدفاً وهكذا كانت الأديان في جزيرة العرب فهي حالة موروثة من التأمل والمنقول ولا يستطيع أحد أن يبعد أثر الديانات الأخرى والامتداد الثقافي لوادي الرافدين على ديانات البداوة.
لم يكن العرب ملحدين بمفهوم الالحاد الحالي فهم يؤمنون بوجود قوى فوق طبيعة البشر العقلية ولها تأثير على مجرى الحياة فالأديان إيمان وعمل وطقوس وفرائض وشعائر ويقدمون القرابين ويزورن الاصنام والأوثان وهي طريقتهم للاسترضاء الآلهة .
بمعنى التقرب من الآلة من خلال نصب أو وثن لأنه لا يمكن رؤية الآله والتحدث فهم وساطة وبعد ظهور الأديان السماوية نجد صور الماضي في هذا الحاضر من زيارة الأحجار والقبور وتقديم القرابين والنذور.
وكان العرب كما اليوم يؤمنون بأديان مختلفة كاليهودية والمسيحية والوثنية في نفس الوقت فلم تكن هنالك حدود ثقافية وسياسية مثل اليوم فلثقافة تزور بعضها البعض بدون سمة مرور (الفيز).
ومنهم من أمن بالله الواحد الأحد الذي لا شريك له كقول قس بن ساعد الأيادي:
“كلا بل هو الله إله واحد ليس بمولود ولا والد وهذا يعني التوحيد”
أما الشرك هو أن يجعل الله شريكاً في الوهيته وكانت الوثنية دين يستمد من الطبيعة وهي أشكال بدائية للأديان أما الأصنام هو ما ينبعث ويصاغ من فضة ونحاس وللصنم أشكال جسم أصورة وغير ذلك هو وثن.
في المعاجم العربية يقال أنها معربه من كلمة (شمن) كتاب (لسان العرب )فهو قريب للغة العبرية أو الارامية لأنها وجدت في نقوش أراميه .
ويعتقد البعض من الباحثين أن الأصنام جلبت من بلاد مجاورة.
ويقال أن عمر بن لحى هو أول من نصب الأصنام في مكة ولقد جلب بصنم يقال له هبل من هيت من أرض الجزيرة شمال جزيرة العرب بادية العراق ونصبه على بئر في بطن الكعبة وأمر بعبادته.
واشهر الأصنام عند العرب هم ” وقد ذكرها القرآن في سورة النجم آية 2
مناة: أقدم الأصنام وتقع على ساحل البحر الأحمر شمال الغدير بين مكة والمدينة وكان العرب يقدمون القرابين ويلتمسون الرجاء ومعنى مناة القدر فهي تتحكم بمصير الفرد.
اللآت: وهي صخرة بيضاء مربعة تعبدها ثقيف في الطائف وكانوا أتخذا لها بيتاً فطاوبوه وجعلوا له سدنه ويقول الأب لويس شيخو في دراسة القيمة(النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية) لقد أجمع الاثريون على أن اللآت هي الزهرة ويعتبرها اللغويين مؤنث (الاله، وعرفت باسم الربه، والسيدة وهي تقابل الأم الكبرى ” عشتروت” عند الساميين الشماليين.
هيدودتس الإغريقي المؤرخ قال في تاريخه أن العرب يعبدون الزهرة.
العزى : أي الكلية القدرة والعزه وهي آلهه أنثى وكانت أعظم أصنام قريش وموجودة في وادي نخله وكان يقدم لها القرابين ويقومون بزيارتها .
هبل: يقول أبن الكلبي كانت لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها وكان أعظمهم هبل وهو من عقيق أحمر وبشكل صورة إنسان.
ولا أريد أن أطيل بالتفاصيل لأنني بصدد دراسة موسعة بهذا الخصوص أتنسى أن ترى النور هذه السنة.
أماكن العبادة:
أمكان العرب متنوعة ومنتشرة في أرجاء الجزيرة ومباني تبنى من الأحجار وتكون ملكا للدولة مثل ممالك جنوب الجزيرة وكندة أما في الشرق كانت تبنى بالطوب اللبن.
أما اللحيانيين. كانوا يلحقون أحواض للماء للتطهير قرب المعابد(وهذه دلالة للاستعمال الماء بكثره)
والفرائص كانت يقيمونها بدون أوقات محددة أما بتوجيه نظرهم إلى الأجرام مع ذكر الهتهم وأما ببعض أعمال السجود والدعاء ولديهم مقامات دينية تدعى الكعبات وهي بيوت مربعة مرتفعة على شكل الكعاب.
ومنها الكعبات في شمال الجزيرة لبني أيار وكعبة نجران والكعبة اليمانية حيث بنو خثعم يعبدون منهم المسمى ذا الخلصة وأشهرها الكعبة الحجازية في مكة قبل أن تتحول إلى مركز أصنام كانت أول بيت وضع للناس من أجل عبادة الله اذا جاء في القرآن الكريم (أن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين).
وكانوا يحافظون عليها ويعيدون تجديدها من أثر العوامل الطبيعية مثل السيول ومواد البناء القديمة وكانوا يتخذون لها حرماً أن يجعلون لها دائرة تحفظ حرمتها ولا يجوز لاحد أنتهاكها ويقوم بخدمة هذه الأماكن ” سدنة أي خدماً للمقدس” لخدمة حاجاتها وحاجات زوارها.
وكانوا يزينون هياكلها بالتصاوير المنقوشة على جدرانها وينصبون التماثيل والأصنام على أشكال شتى وحتى يستخدمون صخور من العقيق وبعض الأحجار الكريمة.
هذه صور مبسطة للعادات والتقاليد وصور الممارسات الدينية في ذلك الزمن ومحاولة للتقرب للرب الخالق من خلال أنصاب وأوثان يقدمون لها القرابين وهي موجودة في حتى أعرق الحضارات الإنسانية القديمة العراقية والمصرية والهندية والصينية واليابانية والفارسية وأعظم حضارة في أوروبا حضارة الإغريق (اليونانية).
وهذه عادات استمرت بشكل أو بأخر بعد ورود الرسالات السماوية الثلاثة المتفق عليها.
قد كان للمستشرقين دوراً مهماً في نقل حضارة العرب وقام البعض بتشويهها للأغراض السياسية الدعائية لكي يعكسوا فكرة التخلف والهيمنة والقسوة ومعاملة النساء السيئة وخصوصاً الفرس والروم فكان الدس المتعمد وتحويل مجاري ومشارب تلك الحضارة وتلوينها حسب الحاجة وتسميم أفكار الجمهور العالمي لقطع صلة الاتصال مع حضارات ما قبل الأديان لكي تحصر الحضارات فقط في أديان الثلاثة وهنا بودي أن أشير لملاحظة مفرحة أنها كلها كانت أديان عربية أو وجدت في أرض العرب اليهودية والنصرانية والإسلامية نقطعت واتصلت بالجاهلية وهي كلها في منطقة ثقافية جغرافية واحدة ومن شجرة لغوية واحدة الاكدية وجذورها السومري فلا أكديه شجرة تفرع منها العبرية والعربية والأراميه والسريانية وهي لغة السيد المسيح (يسوع الناصري) العربي فهنئاً لكم يا مسيحيين أوروبا أنتم تؤمنون بي عربي!
والله أنها كلمة الهية فمرحاً لكم يا نصرى فأنتم عرب أقحاح وقوميتكم اكديه قومية والعالم القديم من جنوب اليمن وحضر موت وعمان والوادي الأخضر إلى صور وعكا وفلسطين وغزه ومن الشرق بلاد عيلام والعراق وحتى البحر الأحمر.
اليوم يشار لحياة البداوة بصور غير حقيقية..
أما حالة التخلف هي حالة عامة للمجتمع وحتى المدينة رغم مظاهر المدنية هنالك تخلف ثقافي وحضاري فكيف القرية وخصوصاً قرى الصحراء البعيدة عن الخدمات العامة.
وبسبب ضعف الاقتصاد والفقر تعكس لنا صور الحياة البائسة وحتى هذه الصور موجودة في الدول النفطية وعندما تراكمت الثروة المادية نجد أبناء البداوة قد تفوقوا بشدة في المدارس والجامعات في كل مجالات العلّم وهذا نجده في السعودية ودول الساحل العربي الشرقي والأردن.
أذا كانت الندرة والحاجة المادية أعاقة تقدم تلك الشعوب وعامل الزمن فلم تكن في أوروبا وبريطانيا أم الجامعات هذا الكم الهائل من معاهد التعليم في القرون القديمة فهل هؤلاء كانوا بدو كذلك أنها حركة التطور والصناعة والعامل الاقتصادي وليس العامل القاري أو المناخي.
وفي قراءة للتاريخ نجد دوماً هنالك شعوب تبدأ من نقطة تتبعها شعوب تبدأ من نقطة نهاية الأولى وكأنها رياضة مارثونية كلا يسلم الراية للأخر.
يقول: الفيلسوف ” فلبان” أنها ميزان القادمين الجدد الجيل الأول يسلم الراية للجيل الجديد والجيل الجديد أكثر حظنا ًمن قبله في سلم الرقي والعلمي والتعليمي فهو يحصل على جهد الآخرين بمجرد ولادته.
كل هذه المقدمة لفكرة بسيطة البداوة حضارة أساسية للانطلاق العالم الجديد فهي أثر أخلاقي وجمالي وأدبي وفني وديني وفلسفي وعلمي.
وهي ليست صور مشوهة كما يحاول الشرق والغرب تصويرها أنها صفحة إنسانية مجيدة في الفنون والعلوم والميثولوجيا .
وأهم خاصية في تلك الحضارة يقال عنها وجدت في صحراء قاحلة