وقفنا طويلا عند احد الحواجز في ذلك السرب الطويل من السيارات ، وكالعادة اخذ المفسرون يفسرون هذا الزحام فمنهم من يقول انهم يبحثون عن الاسلحة المهربة الى ثوار سوريا ؟؟ ومنهم من يقول انهم يبحثون عن السيارات الملغمة وآخر يقول انها تحوطات امنية بسبب اصدار الاحكام القضائية على الهاشمي والمقربين منه والتخوف من ردود الافعال ، ثم انتفض احد الشباب ليقول انهم يبحثون عن افراد الجيش الحر الذي اخذ يجند بقايا البعث البائد والمتضررين من الحكم الجديد في العراق .. فقلت في نفسي ما اكثرهم ، ولكن ما هذه المعادلة المعوجة التي كنا نسمعها في ايام النظام البائد وهاهي تتردد اليوم فاما ان تكون مع الحكومة او تكن مع البعث والقاعدة وجيش العراق الحر الذي اصبح كالاشباح التي تخيف الناس في النوم واليقظة .. تماما كما كان الجميع اما ان يصفقوا لصدام حسين او يكونوا في خانة الرجعية ، سبحان الله .. ما اشبه اليوم بالبارحة .
يبدو ان تهريب الاسلحة من العراق التي يقال انها ارتفعت الى ثلاثة اضعاف سعرها السابق لم تطبق الحكومة اي خطوة لايقافه الا التشديد في نقاط التفتيش وبعض الجهد الاستخباراتي وقد نسيت الحكومة او تناست ان التوعية الحقيقية وعن قرب هي السبيل الافضل والامثل لتحصين الجبهة الداخلية وهذا مما لا يوفق له قادة العراق من اهل التخمة لانهم لم يكونوا يوما مؤهلين لحمل المسؤولية والسهر على الصالح العام و الاحساس بتاريخية المرحلة وحراجة المنزلة التي شغلوها من قيادة هذه المرحلة ومصيرهذا الشعب !!
الم يكن بامكان الحكومة بكل دوائرها التتبع الحقيقي لجذور الحالة التي نحن بصددها فكيف يتمكن هؤلاء من جلب الاسلحة والمتاجرة بها ونقلها كل هذه المسافات ، ولماذا لا تقود الحكومة حملة مضادة لشراء الاسحة ممن يتاجر بها ومن المكاتب المرخصة لبيع الاسلحة ام انهم يلقون باعبائهم على الناس كما القوا مهمة تزويد المواطن بالكهرباء على اصحاب المولدات في الصيف اللاهب .
لقد ارتكب ارباب سياسة الفشل العراقي نفس الاخطاء عندما هولوا من خطر القاعدة حتى اصبحت كثير من المناطق العراقية حواضن للقاعدة كبديل لهذه الحكومة التي تصنع وتصطنع لها اعداء لتشغل الناس عن صلب الماساة العراقية والفشل الذريع الذي يسجل عليها على كل المستويات ، فهاهم يهولوا من عنوان الجيش الحر ليزرعوا الهلع بين الناس ويشجعوا اعدائهم المتضررين الكثر ان يصطفوا مع اي عنوان في محاربة رموز الفشل والطائفية والفساد في حكومة الاحتلال التي تنام وتستيقظ في المنطقة الخضراء ؛ فكيف يستطيع الجيش الحر ان يجند الناس وبقايا البعث ان وجدوا والشباب الساخط على السياسات الفاشلة لحكومة المنطقة الخضراء وهي تتفرج فما هي مسؤوليتها ، إن هذا التهويل هو احد الاخطاء التي وقعت الحكومة وتقع فيها وستقع لاحقا لانها لا تسجل التجارب ولا تؤسس لها .
لقد بحثت في كل السيارات المتوقفة عند ذلك الحاجز ولم اجد ما يدل او يشير الى جيش العراق الحر ؟؟