27 ديسمبر، 2024 1:39 م

القيمة الحقيقية لأية عملة نقدية مبنية على قدرتها الشرائية , وبما أن أكثر البضائع في الدنيا شراءً هي الطاقة وعلى رأسها النفط والغاز , فأن أية عملة يمكنها شراؤهما فهي ذات قيمة وأهمية وسيادة إقتصادية.
وقد فرضت القوى المتمكنة على أصحاب الثروات النفطية بيعه بالعملة التي عليها أن تسود وتهيمن على الواقع المالي العالمي.
فقيمة تلك العملة ليس ذهبا كما كانت العملات تكتسب قيمتها , وإنما بمدى تداولها في أسواق النفط , ولكي تقلل من قيمة أي عملة , عليك بإخراجها من أسواق النفط أو تحجيم دورها فيها.
الحرب الدائرة هدفها الخفي إخراج العملة المهيمنة على أسواق النفط , وإستبدالها بعملات الدول التي إمتلكت القوة والإقتدار الفائق , ويعود السبب لضعف الدول المصدرة للنفط , خصوصا دول الأمة التي لا تبيع النفط بعملاتها , بل بالعملة المهيمنة والقابضة على مصيرها , فدول النفط تسقط حكوماتها فورا إن هي فكرت ببيع النفط بغير العملة المفروضة عليها , والتي تتبختر بقوتها في الأسواق العالمية بسبب النفط.
ويبدو أن المعركة الحقيقية الدائرة بين الدول القوية هي “بترونقدية” , مما يعني أن أساليب التعامل النقدي الدولي ربما ستتغير , وستفقد العملات المهيمنة على أسواق النقد العالمي هيبتها وقيمتها.
وربما سيعود تقدير قيمة العملات بما يعادلها من الذهب , وليس بمدى رواج التعامل بها في أسواق النفط.
ولا يُعرف هل أن دول النفط العربية ستدرس الموضوع بجدية وتعيد الإعتبار لعملاتها النقدية , فترفع من قيمتها وتأثيرها في الأسواق , بدلا من معادلتها بعملات تعتمد قيمتها على النفط المتداول بها.
فالذهب الأسود يمنح العملة النقدية قيمتها , فلماذا عملات دول النفط يتم قياس قيمتها بعملةٍ نفطها يمنحها القيمة؟
فهل هو الإستعمار النقدي؟
إن فرض التعامل بعملة ما على أي دولة له علاقة بسيادتها وحرية إتخاذها للقرار , ويبدو أن في العلاقات الدولية الغابية , يأكل القوي الضعيف , ويستعبده.
فهل أن بعض دول النفط مستعبدة بعملات الأقوياء؟!!