22 ديسمبر، 2024 8:38 م

الباطل فاعل والحق عاطل!!

الباطل فاعل والحق عاطل!!

لم يعد القول “ما ضاع حق وراءه مطالب” يمتلك المصداقية والقوة التي كان يتمتع بها عبر العصور , فقدرات الحق المعاصر أضعف بكثير من قدرات الباطل المكابر. وتلك محنة بشرية تديرها إرادة المصالح للدول المهيمنة على الأرض.
فالصحيح الفاعل في دنيا الغاب البشري” إذا لم تكن ذئبا ذؤوبا بالت عليك الثعالب”!!
وما أكثر الثعالب والقرود في عالمنا المستكين للعنف ولأصحاب قدرات الفتك الشامل.
بعض الدول صار السلاح النووي في عرفها منتهي الصلاحية , لإمتلاكها ما يتفوق عليه بمئات المرات , ودول لا تزال تتوهم أنها قوية لإمتلاكها بندقية.
التكنولوجيا المعاصرة بإمكاناتها الجوية والهجومية عن بعد بدقة متناهية , إستغنت عن البندقية , التي أصبحت طعما للضحايا , ووسيلة لدفع الخصم إلى أكل نفسه , فأصحاب البنادق يتقاتلون فيما بينهم , فالبندقية تساهم بخدمة أعداء أي قضية.
فما أسهل أن يقتل الأخ أخاه , بإسم الدين المعمم بالإنفعالات السلبية والتداعيات الطائفية المشينة.
وتجدنا في أمة تدّعي بأنها واحد بكل شيئ , وتختلف في كل شيئ , ويبيد بعضها للاشيئ.
فكم قتل أبناء الأمة من الأمة؟
وكم قتل المسلمون من المسلمين؟
وما أعلى أصواتهم الخطابية والكتابية والشعرية وهم ينهالون على الطامعين بهم , ففعلهم الحقيقي كلمات فارغات , وعملهم المطلوب إبادة بعضهم.
أعداء الأمة لا يحتاجون لقتل أبناء الأمة , عليهم أن يسلحوهم ويؤججون عدوانيتهم بإسم الدين , وما أدراك ما هو , إنه نار حامية وسعير وسقر.
عاش الباطل المهيمن المكابر المطاع , المدجج بالفساد والفتاوى القاضية بمحق الدين بالدين.
وقل زهق الحق وأن الباطل مكين , فمن لديه القدرة على قول الحق , فللباطل أفواه فاغرة ذات أنياب شرسة تفترس النور وتنفث الظلام!!
فمَن يأكل مَن؟!!
د-صادق السامرائي