من الباحث في التاريخ، الاستاذ محسن العارضي، تسلمتُ إهداءً نسخة من كتابه الذي حمل عنوان: (نوري باشا السعيد، بين الموالين والمناوئين والواقع التاريخي) . هذا الكتاب صدر عام 2014. وللباحث العارضي صدر عام (2015) كتاب حمل عنوان:(صفحات من تاريخ العراق في القرن العشرين) ومنه تلقيت نسخة من الكتاب المذكور وللباحث العارضي شكري وامتناني.
من هو المؤلف؟
ولد عام 1949، في مدينة (المشخاب) بمحافظة النجف هو: محسن جبار عبدالرضا الشيخ ناصر آل مدهوش العارضي، باحث في الانسان، وفي تاريخ العراق المعاصر. نشأ وترعرع في مدينة الكاظمية عضو جمعية النهوض الفكري زائر ومحاضر دائم في معظم مجالس بغداد الثقافية. نشرَ أفكاره ومقالاته في عدد من الصحف ويرى الباحث حميد المطبعي، في الصفحة (134) من الجزء الثاني من (موسوعة أعلام وعلماء العراق)،(أن الباحث محسن العارضي يُعد من المساهمين في توثيق ثورة العشرين في أهدافها وأسرارها).
و.. فُتحتْ الأبواب
الفارق النسبي بالعمر، ومسقط الرأس، والتوجه الدراسي لم يؤسس لعلاقة معرفة مباشرة وقديمة بيننا ولكن:تحت خيمة المجالس الثقافية البغدادية، التقينا مراراً، وحصل بيننا فهم مشترك ولعبت المصادفة دورها ففي ظهيرة يوم السبت (7/شباط/2015) وفي منتدى الصيد الثقافي بنادي الصيد في حي المنصور ببغداد، كان المنتدى يُقيم حفلاً تكريمياً للباحثين والكتاب والاكاديميين العراقيين الذين ساهموا بالقاء المحاضرات بالمنتدى لعامي (2013) ،(2014). وحضرنا الحفل (العارضي وانا)، وحشدٌ من الرموز الثقافية والاكاديمية، حيث كنا محاضرين بالمنتدى، والمشمولين بالتكريم ومن عادتي: حين أتوجه لهذه الفعالية الثقافية أو تلك ، أصطحب معي نسخة أو نسختين من كتابي الذي صدر العام الماضي، تحت عنوان:(على ضفاف الكتابة والحياة الاعتراف يأتي متأخراً) في تلك الاحتفالية ، كانت معي نسخة من الكتاب خطوتُ إلى حيث يجلس الباحث العارضي، وقدمت النسخة إهداءً له. واشعر أنه منذ تلك اللحظة فُتحت الأبواب واسعة أمام علاقات احترام متبادل وفهم مشترك.
السياسي المخضرم
يوم (18/شباط/2015) ، اي بعد مضي اقل من اسبوعين، على لقائنا بنادي الصيد، تسلمتُ من الباحث محسن العارضي، ملاحظات تفصيلية دقيقة ، تفصح عن قراءة متأنية لكتابي، بل شعرتُ أنه لم يقرأ السطور فقط ، بل قرأ ما بين السطور، وما خلفها أيضاً؟!. ولم يتوقف العارضي عند ذلك ، بل أطل يوم (2015/3/25)، على قراء جريدة (الزمان) بمقالٍ حمل
عنوان:(المهندس المثالي والإعلامي والسياسي المخضرم) وفي المقال تدفقت مشاعره تجاه كتابي، وكان سيل المشاعر جارفاً..
عودة لكتاب الباشا
لعل هذا (المدخل) قد استحوذ على المساحة المخصصة لعمودي الاسبوعي في هذه الجريدة. ورغم ذلك أعود لكتاب (نوري باشا السعيد) لمؤلفه الباحث محسن العارضي، لأُثبت ما يلي:
1 أن الطاقم العراقي الذي عمل مع السلطة العثمانية في سنواتها الأخيرة (نوري السعيد المدفعي الأيوبي بابان السعدون) على سبيل المثال، إنسلخ بشكل يدعو للتساؤل عن تلك السلطة، وقدّم خدماته لبريطانيا.
2 وفي عملية (الانسلاخ) هذه، وهي مدعاة للارتياب نقل (المتحولون) معهم مساوئ المنهج العثماني، ولم ينقلوا ماهو إيجابي في المنهج البريطانني.
3 إن ممارسات (الجمهوريين) العراقيين، وهي ممارسات احترابية إلغائية ودموية يجب أن لا تعطي (شرعية) لممارسات الملكيين، وتقدم تزكية لهم. وفي العودة لكتاب الباحث محسن جبار العارضي، نقول: رغم الميول والعواطف (القاسمية) للعارضي فأنه كان موضوعياً، يبحث عن (إبرة) الحقيقة التي ضاعت في (بيدر) الالغاء والمصادرة وطمس الحقائق كان العارضي موضوعياً، بينما الوسط السياسي في العراق الملكي والجمهوري لا يرتاح لموضوعية، ويهمه إلغاء الآخر. إنه دلوٌ في بئرٍ عميق ، يبحث عن الحقيقة ، يقدم مثلاً في الابتعاد عن الأحكام الكيدية المسبقة.