7 أبريل، 2024 11:10 ص
Search
Close this search box.

البارزاني مع التحية !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

نتمنى أن لا يكون تصريحكم الأخير بشأن الانفصال نابع من ردة فعل سياسية عناونها الخلاف المستديم وعدم الثقة بينكم وبين رئيس الوزراء نوري المالكي، مثلما نرجو أن لا ينال عناوين  الشد والجذب والضغوط الداخلية ، من هويتكم العراقية أولا و أرث تجربتكم السياسية ثانيا، لانه وفي حالة معاكسة لاخير في شراكة سياسية تهدد وحدة العراق ، مثلما نتمنى عليكم النظر الى أسس التكاتف العربي الكردي من زاوية التواصل الاجتماعي الذي يخلو من عناوين الفرقة.
تعرفون جيدا أن الخلافات العربية الكردية سياسية بامتياز، حيث يتفنن السياسيون في حشر الشعب في زوايا مظلمة، قبل أن يتم تأطير الخلافات بما يراه السياسي مفيدا لمشروعه أو توجهاته، لذلك ظلت القضية العربية الكردية في العراق موضع أخذ ورد سياسي ، تارة تصعد الى واجهة الحدث الوطني، وفي أخرى تتحول الى قنبلة موقوتة كما هو حال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، بينما لم نتوقع ان تعود الأمور الى سابق عهدها، فيما يسمونه العراق الجديد، خاصة وأن الشراكة الكردية في الحكم المركزي استثنائية، بل هي أفضل المنتظر في عموم المنطقة.
وفي هذا السياق أذكر ان المرحوم عبد الرحمن قاسملو قال لي قبيل اغتياله بايام ثمانينات القرن الماضي ما نصه” لو حصلت من الحكومة الايرانية على ربع المتحقق لأخواني أكراد العراق
 لايقنت ان النضال قد حقق أهدافه، ولبدأت مرحلة جديدة من التضامن السياسي لبناء المرحلة المقبلة بمشاركة حقيقية، وكم أتمنى أن لا يخطأ اشقائي في العراق المسار بسبب نصائح لا يخلو الكثير منها من الغام موقوتة”، فماذا لوفكرت سيادة البارزاني مثلا، في قيادة العراق دستوريا وايلاء اهتمام خاص جدا لمناطق جنوب العراق، وتهدم جرفا قوميا وطائفيا، حرق الأخضر واليابس ولن تسلم منه كردستان، فعجل التفكير ايا مسرور قبل فوات الأوان!!
واذ نحن نقولها بكل وضوح أن أحدا لم ولن يكون متفضلا على اهلنا الأكراد في التمتع بكامل حقوقهم، بوصفهم جزء مهم جدا من تكامل النسيج الاجتماعي، فاننا بالمقابل نجد في غياب الرأي السياسيين الأكراد مفارقة مؤلمة، لأن الديمقراطية التي تتحدثون عنها، كما شركائكم في بغداد، تعني ببساطة الاستماع الى رأي المواطن، خاصة وأنه جرب السياسي في مراحل مختلفة وليس بالضرورة ان يجاري خياراته، لذلك نتمنى عليكم/ السيد البارزاني، أن تدفعوا اهلنا في كردستان الى المزيد من التضامن مع أهلهم العرب، لأن الانزواء عن مشاكل كردستان وحقوقها يفقدكم دورا عراقيا، سيبقى هو الأهم في رسم ملامح المرحلة المقبلة، وكم سيكون العراق مبتهجا عندما يتنادى الكرد يقبل العربي للدفاع عنه، لا سيما وأن المشاركة الكردية في الحكومة مؤثرة وفيها نجاحات متميزة، حيث لم تتحول الوزارات والمؤسسات الى دكاكين كردية مثلما هو حال بعضهم، وهذا له علاقة بتراكم التجربة يا سيادة رئيس اقليم كردستان.
كنت أتمنى دائما، خاصة وقد التقيتكم أكثر من مرة زمن المعارضة في باريس، اقول كان ينتابني شعورا بأن مسعود البارزاني سيقفز على أولوياتيه العرقية والقومية والطائفية، وأن تشخص أنظاره صوب بغداد، بحيث يكون لاعبا مركزيا في ادارة الأحداث، لا أن يتفرج عليها من أربيل، وكنت أنتظرمن البارزاني مشروعا عراقيا بعيداً عن الانغلاق القومي والمهاترات السياسية، لكن جاءت الرياح بشكل مختلف، حيث فضل الجبل على السهل ، بكل معاني ذلك، لكنه كان وسيبقى قادرا على ممارسة دورا وطنيا يترفع عن العرقية والطائفية والمظلومية ، بالتوازي مع القدرة على طي صفحة الماضي، لكي لا تبقى خافايش اظلام تراوح مكانها لايقاد نار الفتنة من جديد ، بانانية ” علي وعلى أعدائي”.

السيد البارزاني المحترم
ستبقى عراقيتكم أكثر قدرة على تلبية مطالبكم وخياراتكم، وسيبقى خوفكم على وحدة العراق أفضل مئات المرات من تجميع ركائز في كردستان، بل أن خطوة مغايرة بالاتجاه الصحيح قد تعيد رسم الأولويات واللاعبين، فلماذا لا تحث الخطى صوب بغداد، وأن تكون فيها محورا مركزيا لا ضيفا، يستعجل الحصول على السقف الأعلى من الحقوق وغيرها، نتمنى ان تختفي عندنا الفوراق الضيقة والانغلاق الطائفي، وأن نؤسس لمرحلة انفراج حقيقي يعيش فيها الجميع على قدم المسواة خاصة وقد جربتم أكثر من غيركم مراحلة الفتن والمواجهات السياسية.

وفي النهاية يسعدني أن اذكرك ، السيد مسعود البارزاني بعدد من الحقائق، التي غالبا ما تمر بعيدا  عن الانتباه بسبب تنوع الأحداث ومحاولات اختزال الزمن، ، أولا لم نسمع عن معارك على الأرض والهوية بين العرب والأكرد، بل دائما ما أطربت مسامعنا وأثلجت قلوبنا أخوة غير مؤطرة بزمن أو شخص، فكان العربي يجد ملاذه في بيت أخيه الكردي والعكس صحيح،وأهل مكة أدرى بشعابها، وهو ما تؤشر حالة التكامل وليس العكس ، اضافة الى صلات الرحم الاجتماعية، كما أن كاكا حما وعباس وعمر يتساوون بنفس الهموم والمشاكل، لأنهم لم يحصلوا من الثروات الا على ما يسد الرمق ، حيث تذهب العوائد الدسمة الى  جيوب السياسيين فقط، ،الذين يتسابقون على المزيد من الأرض والثروات، دون أن يفكروابنتائجها على أخوة كاكا حماوعباس وعمر،  وقبلها أخوة العراقيين دون توصيفات، ما يدفعنا الى الطلب منكم ، سيادة مسعود البارزاني أن تتكحلوا بعراقيتكم وتناموا على ذراع أخوكم العربي، لنفتح صفحةجديدة من تاريخ العراق لن يكون فيها للتسلط مكانا، وليس لمزاجية الاشخاص وجودا، فهل يفعلها البارزاني ويغير اتجاه عقارب ساعته السياسية أم أن الأمر قد تأخر!!،، نعتقد ما زال هناك متسعا من الوقت للتباهي بهيبة العراق ورمي ما غيره جانبا!!

رئيس تحرير ” الفرات اليوم”
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب