22 نوفمبر، 2024 5:02 م
Search
Close this search box.

الباحث بين سطوة الأسلام والقصيدة الجاهلية

الباحث بين سطوة الأسلام والقصيدة الجاهلية

بادىء ذي بدء ، نقول : هل لدى مفكرنا العربي و الباحث العربي ، ما يتجاوز به آلية العودة الى ما يطرح خصوصية

أطار الدين ، و معرفة البناء الذاتي لأشكاليات العصور النهضوية ، و ما تتألف منه ( أسلام / غرب / شرق / القصيدة الجاهلية / النبي و أصحابه ) و على هذا الأساس كيف لهذا الفكر ، أن يقدم نموذجا معرفيا بعيدا عن حدود جغرافية ومعرفية ( الصحراء العربية ) و خمريات ( أبو نؤاس ) و سيوف و معارك ( عنتر أبن شداد ) و بغايا وغواني ( هارون الرشيد ) : أن الكتابة المعرفية لدى الباحث ، لربما تتطلب نموذجا نهضويا تقدميا ، أستمرارا و أمتدادا لفتوحات التأريخ الاسلامي و التراث الشعري ، أي أن على المفكر العربي و الباحث ، أن يحاول أستثمار مادة جديدة مفيدة قرائيا وثقافيا ، حيث تكون بعيدة عن حدود مجريات مفاهيم وتسميات الماضي : على هذا هل يجوز لباحث اليوم أجترار ملفات الماضي ، ثم تثبيتها داخل ممارسات خاضعة وتابعة لمعلومية الحاضر المستقبلي ؟ من تحت هذا الضوء ، يحق لنا دخول محسوسات ومعايير آلية ذهنية مباحث المفكر العربي اليوم ، حيث نجدها مع الأسف عبارة عن ، ضجيج شوارع الأمس من الأصوات التأريخية و التراثية ، حيث تكون محملة ، بأخبارعقائد العبادات والمحرمات و منطق الحلال في

المعاملات العبادية ، أو من ناحية أكثر أهمية ، نجدها و على وجه التحديد ، أكثر أهتماما من جانب ثقافي معرفي ، بمباحث الكلمة البلاغية و حقول الدال اللغوي ، و البيان و سحر القصيدة الجاهلية ثم سيرة ( أمرء القيس ) وشعره الغزلي ، أو سيرة سرقات المتنبي الأدبية ، هذا على وجه التحديد ما قد وجدناه بخاصية مضطربة في كتب و مباحث التأريخ و التراث الماضي و الحاضر ، وتبعا لهذا نقول لهؤلاء الباحثين: هل من المعقول أن آلية البنية المعرفية العربية مع تأريخها المشرق ، لا تحمل سوى هذه الأجترارات الصدئة من بطون عبثية المنقول من الرواة ؟ أن العيب الأكبر ، كما أعتقد من جهتي ، لايكمن في التأريخ ذاته ، بل يكمن في مكونات هذا العقل البحثوي الصلد و الذي ليس له سوى ألتقاط ما تجود به توافه الأخبار التراثية و التأريخية ؟ أنا شخصيا أشك في أمكان قيام عقلية فكرية عربية ، بعيدا عن مهيمنات سطوة الاسلام ، وأخبار مرويات الشعر الجاهلي ، كما ولا أشك من جهة أخرى ، من أن فهم الأسلام ، بات لدى معارفنا المعرفية ، محض شكل من أشكال الأتباعية المقتصرة في مهامها داخل حدود نواة أطار ( القرأن / السنة ) حيث يبقى السؤال مطروحا من جد و جديد : هل أن الفكر الأسلامي الكبير ، يكون نابع دائما من حدود موقعية الحلال و الحرام فقط والزواج المنقطع و مبدأ الزكاة في رمضان و موسم الحج فقط ؟ أم أن الخطأ الكبير نابع من بنية عقلية المنظرين و الباحثين في مجال مركز المعرفية الأسلامية ؟ أنا شخصيا و منذ نعومة أظافري لم أجد في بنيات مفهومات الصراع و التكوين والمسيرة البحثوية لدى أولئك المفكرين و الباحثين ، ما قد أثمرت عنه نتيجة واعية و خالدة في معطياتها المعرفية ، بل أننا اليوم نرى أن من واجبات و مهام المفكر و الباحث

العربي ، ما أضحى مجرد تدوينات لمرحلة فتوحات النبي و أصحابه ، و معاركهم الخاسرة أحيانا ، بل أن مهام المفكر العربي اليوم ، نراها مجرد أعادة تصوير لمؤشرات تأكيدية ذات خطوات خافقة و مخيبة للأمال ، هذا على وجه التحديد ما نجده دوما في عمل ميدان المفكر الأسلامي و بشكل خاص ، أما في ما يتعلق و عمل ميدان المعرفة ، و الخصوصية في مجال الفكر و الأدب ، فهذا بدوره ما لا يحتمل عند أولئك المفكرين و الباحثين ، الخروج عن سيرة الشعراء في العصر الجاهلي ، و أخبار و سحر فحول القوافي والأوزان الشعرية الفروسية : أنا لا أقصد من كل هذا بأن عقل المفكر العربي و الباحث العربي في حد ذاته المكوناتي ، هو عاجز عن تحصيل العلوم و المعارف و التقنيات ، فليس هناك فارق ما بين عقل و أخر ، أو أنسان أفضل من أنسان أخر ، بل كل ما أود قوله ، لماذا العقل الفكري لدى مباحث مفكرينا ، عاجز على خلق بنية تحويلية أبداعية ، و ليس أتباعية ، ولماذا تبقى دائما الذائقة العربية والعقل العربي ، يعتاش على فكر و أداب ومعرفة و تقنيات الشعوب الأجنبية : ختاما أتمنى أن لا تكون تساؤلات مقالنا هذا ، معيارا لصب أو جلب عدوانية جديدة علينا ، من ناحية مفكرينا الأسلاميين و مفكرينا و الباحثين في الأدب و المعرفة ، كما أتمنى أن تكون حاصلة خطاب مقالنا هذا ، محفز و دافع لأنبثاق بنية ثقافية عربية ، تحاول أكساب المزيد من الأنبثاق الثقافي و المعرفي نحو المزيد من الفهم والتفهم : و زيادة على هذا أود أن أشير ، الى أن هناك ميادين معرفية كبيرة ، يفتقر اليها مجال الفكر العربي ، كمثل العلوم الحديثة ( السو سيولوجية ) و العلوم ( الأنثروبولوجية ) أما حاليا أي في الوقت الراهن ، فلا يزال الأنتاج المعرفي العربي ، قسطا من موائد الفكر الغربي ، مع الأسف ، كما و

مزيدا من المعنى السياسي ، الذي يذكرنا بالشعر المدحي في بلاط الخليفة : و يبقى السؤال يطرح نفسه مجددا : ما معنى أن يبقى الأنسان العربي و الفكر العربي ، مجرد مؤسسة أجترارية و أعادة لمنجزات الفكر و المنهج الغربي ؟ هل ياترى هناك قصور أو نقص ما في أمكانية خلقية هذا الكائن العربي المسكين ؟ أم أننا سوف نبقى هكذا رهن أصابع

( أبو تمام ) و بغايا ( أمرء القيس ) و كلام الأيديولوجيا السياسية و علوم ثورات الجوع و المكبوت الجنسي الموحش؟

أم أننا سنظل نأخذ من الغرب القوالب ، و نثبت و نزرع فيها المعاني وحالات مكافحة وجودنا العربي الكريه ؟ .

الباحث بين سطوة الأسلام والقصيدة الجاهلية
بادىء ذي بدء ، نقول : هل لدى مفكرنا العربي و الباحث العربي ، ما يتجاوز به آلية العودة الى ما يطرح خصوصية

أطار الدين ، و معرفة البناء الذاتي لأشكاليات العصور النهضوية ، و ما تتألف منه ( أسلام / غرب / شرق / القصيدة الجاهلية / النبي و أصحابه ) و على هذا الأساس كيف لهذا الفكر ، أن يقدم نموذجا معرفيا بعيدا عن حدود جغرافية ومعرفية ( الصحراء العربية ) و خمريات ( أبو نؤاس ) و سيوف و معارك ( عنتر أبن شداد ) و بغايا وغواني ( هارون الرشيد ) : أن الكتابة المعرفية لدى الباحث ، لربما تتطلب نموذجا نهضويا تقدميا ، أستمرارا و أمتدادا لفتوحات التأريخ الاسلامي و التراث الشعري ، أي أن على المفكر العربي و الباحث ، أن يحاول أستثمار مادة جديدة مفيدة قرائيا وثقافيا ، حيث تكون بعيدة عن حدود مجريات مفاهيم وتسميات الماضي : على هذا هل يجوز لباحث اليوم أجترار ملفات الماضي ، ثم تثبيتها داخل ممارسات خاضعة وتابعة لمعلومية الحاضر المستقبلي ؟ من تحت هذا الضوء ، يحق لنا دخول محسوسات ومعايير آلية ذهنية مباحث المفكر العربي اليوم ، حيث نجدها مع الأسف عبارة عن ، ضجيج شوارع الأمس من الأصوات التأريخية و التراثية ، حيث تكون محملة ، بأخبارعقائد العبادات والمحرمات و منطق الحلال في

المعاملات العبادية ، أو من ناحية أكثر أهمية ، نجدها و على وجه التحديد ، أكثر أهتماما من جانب ثقافي معرفي ، بمباحث الكلمة البلاغية و حقول الدال اللغوي ، و البيان و سحر القصيدة الجاهلية ثم سيرة ( أمرء القيس ) وشعره الغزلي ، أو سيرة سرقات المتنبي الأدبية ، هذا على وجه التحديد ما قد وجدناه بخاصية مضطربة في كتب و مباحث التأريخ و التراث الماضي و الحاضر ، وتبعا لهذا نقول لهؤلاء الباحثين: هل من المعقول أن آلية البنية المعرفية العربية مع تأريخها المشرق ، لا تحمل سوى هذه الأجترارات الصدئة من بطون عبثية المنقول من الرواة ؟ أن العيب الأكبر ، كما أعتقد من جهتي ، لايكمن في التأريخ ذاته ، بل يكمن في مكونات هذا العقل البحثوي الصلد و الذي ليس له سوى ألتقاط ما تجود به توافه الأخبار التراثية و التأريخية ؟ أنا شخصيا أشك في أمكان قيام عقلية فكرية عربية ، بعيدا عن مهيمنات سطوة الاسلام ، وأخبار مرويات الشعر الجاهلي ، كما ولا أشك من جهة أخرى ، من أن فهم الأسلام ، بات لدى معارفنا المعرفية ، محض شكل من أشكال الأتباعية المقتصرة في مهامها داخل حدود نواة أطار ( القرأن / السنة ) حيث يبقى السؤال مطروحا من جد و جديد : هل أن الفكر الأسلامي الكبير ، يكون نابع دائما من حدود موقعية الحلال و الحرام فقط والزواج المنقطع و مبدأ الزكاة في رمضان و موسم الحج فقط ؟ أم أن الخطأ الكبير نابع من بنية عقلية المنظرين و الباحثين في مجال مركز المعرفية الأسلامية ؟ أنا شخصيا و منذ نعومة أظافري لم أجد في بنيات مفهومات الصراع و التكوين والمسيرة البحثوية لدى أولئك المفكرين و الباحثين ، ما قد أثمرت عنه نتيجة واعية و خالدة في معطياتها المعرفية ، بل أننا اليوم نرى أن من واجبات و مهام المفكر و الباحث

العربي ، ما أضحى مجرد تدوينات لمرحلة فتوحات النبي و أصحابه ، و معاركهم الخاسرة أحيانا ، بل أن مهام المفكر العربي اليوم ، نراها مجرد أعادة تصوير لمؤشرات تأكيدية ذات خطوات خافقة و مخيبة للأمال ، هذا على وجه التحديد ما نجده دوما في عمل ميدان المفكر الأسلامي و بشكل خاص ، أما في ما يتعلق و عمل ميدان المعرفة ، و الخصوصية في مجال الفكر و الأدب ، فهذا بدوره ما لا يحتمل عند أولئك المفكرين و الباحثين ، الخروج عن سيرة الشعراء في العصر الجاهلي ، و أخبار و سحر فحول القوافي والأوزان الشعرية الفروسية : أنا لا أقصد من كل هذا بأن عقل المفكر العربي و الباحث العربي في حد ذاته المكوناتي ، هو عاجز عن تحصيل العلوم و المعارف و التقنيات ، فليس هناك فارق ما بين عقل و أخر ، أو أنسان أفضل من أنسان أخر ، بل كل ما أود قوله ، لماذا العقل الفكري لدى مباحث مفكرينا ، عاجز على خلق بنية تحويلية أبداعية ، و ليس أتباعية ، ولماذا تبقى دائما الذائقة العربية والعقل العربي ، يعتاش على فكر و أداب ومعرفة و تقنيات الشعوب الأجنبية : ختاما أتمنى أن لا تكون تساؤلات مقالنا هذا ، معيارا لصب أو جلب عدوانية جديدة علينا ، من ناحية مفكرينا الأسلاميين و مفكرينا و الباحثين في الأدب و المعرفة ، كما أتمنى أن تكون حاصلة خطاب مقالنا هذا ، محفز و دافع لأنبثاق بنية ثقافية عربية ، تحاول أكساب المزيد من الأنبثاق الثقافي و المعرفي نحو المزيد من الفهم والتفهم : و زيادة على هذا أود أن أشير ، الى أن هناك ميادين معرفية كبيرة ، يفتقر اليها مجال الفكر العربي ، كمثل العلوم الحديثة ( السو سيولوجية ) و العلوم ( الأنثروبولوجية ) أما حاليا أي في الوقت الراهن ، فلا يزال الأنتاج المعرفي العربي ، قسطا من موائد الفكر الغربي ، مع الأسف ، كما و

مزيدا من المعنى السياسي ، الذي يذكرنا بالشعر المدحي في بلاط الخليفة : و يبقى السؤال يطرح نفسه مجددا : ما معنى أن يبقى الأنسان العربي و الفكر العربي ، مجرد مؤسسة أجترارية و أعادة لمنجزات الفكر و المنهج الغربي ؟ هل ياترى هناك قصور أو نقص ما في أمكانية خلقية هذا الكائن العربي المسكين ؟ أم أننا سوف نبقى هكذا رهن أصابع

( أبو تمام ) و بغايا ( أمرء القيس ) و كلام الأيديولوجيا السياسية و علوم ثورات الجوع و المكبوت الجنسي الموحش؟

أم أننا سنظل نأخذ من الغرب القوالب ، و نثبت و نزرع فيها المعاني وحالات مكافحة وجودنا العربي الكريه ؟ .

أحدث المقالات