23 ديسمبر، 2024 6:31 م

البابا فرنسيس الأول وداعش بين تقبيل قدم وقطع رأس

البابا فرنسيس الأول وداعش بين تقبيل قدم وقطع رأس

مفارقة ربما مؤلمة وتقودنا الى واقع مرير نعيشه نحن أبناء الديانة الإسلامية لأننا ابتلينا بسرطان الفكر المتخلف والنابذ لروح الإنسانية وطريقة التعامل مع الانسان الآخر الذي يشاركنا الحياة بل أكثر من ذلك إنما هي وقفة تأمل في واقعنا نحن بيننا كمسلمين نأمل العيش بتسامح وروية واستقرار استنادا الى عالمية التسامح التي يمتلكها الدين الاسلامي الذي ننتمي اليه بقوة أصيلة نابعة من خلاصة النسب والدم والعرق والذات الممسوكة فينا منذ ولادتنا وقدومنا الى هذه الدنيا.

ما حصل من انقلاب على روح التسامح الإسلامي هي بسبب تلك الشرذمة القليلة التي انتمت زورا الى الإسلام لتخرج الينا بأفكارها الشاذة من قاع الكهوف وحر الجزيرة الضارب في الرأس حتى تعفن الفكر فأنتج لنا تلك الشخوص الملتحفة برداء الدين الاسلامي ومعتقداته التي تختلف تماما عما يفكر به هؤلاء بعدائهم للإنسانية وحقدهم الدامغ في عروقهم على جمالية الحياة والعيش فيها بأمان وتسامح كاملين نفهم الاخر ممن يدين بغير ديننا ، فهذا البابا فرنسيس الاول رأس الكنيسة الكاثوليكية والجالس على كرسي اعلى سلطة مسيحية وهي الفاتكان يقوم كعادته بغسل ارجل عدد من الرجال كل عام قبل يوم الجمعة العظيمة من اجل

ان يحس بمعاناتهم ومرضهم او علاّتهم المزمنة تحت مسمى “يوم السر العظيم” ولعل آخر ما قام به البابا بهكذا طقوس انه غسل أقدام أكثر من عشرة أفراد كان بينهم مسلما يعاني من مرض مزمن ،، ما أود قوله ليس تلميعا لصورة الفاتكان او البابا نفسه وإنما هي مفارقة يجب التوقف عندها وفهم حقيقة ما يجري في واقعنا الإسلامي فتلك الأخلاق وهذا التعامل الإنسان هو من أساسيات وتعاليم إسلامنا الحبيب وهي ذات الاخلاق المقدسة التي كان يتعامل بها نبينا المصطفى محمد (ص) عندما كان يعطف على مريض من بني قريضة او إنسان محتاج من غير المسلمين حتى وان كان مشركا لكنه في وجع ومرض فيقوم على عيادته بعد ان يرمي عليه الاوساخ ، هي أخلاق الديانات السماوية التي ختم بها الله تعالى بمبادئ ديننا الحنيف العالية ولكن للأسف نحن أمام واقع مزري بما يفعله اولئك القتلة من مجرمي القاعدة وداعش وغيرهم من التنظيمات الاجرامية التي تقطع رؤوس المسلمين وبالمقابل البابا يقبل أقدام احد المسلمين فهذه هي المفارقة بالروح الإنسانية وروح التسامح والتعامل والانفتاح الى الفكر الديني الاخر لا ان نرى روح الانغلاق من قبل هذه الثلة القذرة من الأفاقين والمجرمين الذي ركبوا موجة القتل والدمار تحت مسمى الحفاظ على الاسلام والمسلمين في الوقت الذي نجد فيه ان الكثير من المبادئ لم تطبق على الارض بل كان بديلها القتل والتشريد وقطع الرؤوس التي تنبذها روح الانسان المتسامحة ، وربما هناك من سيقول ان البابا قام بعملية تبشير ديني بحتة من خلال فعلة تقبيل ارجل هذا المسلم الليبي المريض ، ولكن نقول سواء كانت عملية تبشير او غيرها فهو عمل انساني يعطيك الشعور بروح التسامح والمحبة بين من يختلفون بالاديان والعقيدة .

فشتان بين الآخر من الديانة الأخرى وبين من يدعي الإسلام في التعامل مع المسلم كروح بشرية تستحق الاحترام والتقدير لأنها مكرّمة بقوة من الله عندما يقول ((( وكرمنا بني آدم))) ليقوموا بقطع رأسه وهو ما يدلل على أن كرامة الإنسان عند الله أفضل من الكعبة التي يحجون إليها، وهذا هو الفرق بين من يتسامح ومن يقطع الرؤوس.