23 ديسمبر، 2024 12:44 ص

البابا .. امينا لبغداد ..!

البابا .. امينا لبغداد ..!

الزيارة التاريخية لسيد الفاتيكان الى العراق .. فتحت باب التكهنات والنقاشات والتعليقات ، والنكات .. وحتى الامنيات .. ما تحقق منها ، وما فات .. لكنها ظلت في دائرة الاعجاب بشخصية هذه المرجعية الروحية التي اجمع عليها مسيحيو العالم .. والذي اصر على تنفيذ زيارته لمدينة اور مهد الحضارات العراقية .. ووطن سيد الانبياء ابراهيم الخليل .. الذي جاءنا برسالة العقل السديد .. وثبت لنا فلسفة التوحيد .

هذا البابا الكبير .. الذي التف حوله مسيحيو العالم .. كان ولا يزال مرجعية العقل والايمان .. ينتصر للانسان في ظلمة الطريق .. ينشد السلام ، اينما ذهب .. واينما حل واقام .
قداسة البابا ياسادتي .. لا يحمل بندقية .. ولايطلق الصواريخ على الرعية .. وليست من ورائه مافيات بغية .. لا يهدد .. ولا يعربد .. وليس له مقعد في مجلس الامن .. فهو لا يحمل بيده سوى سلاح المحبة للبشرية .. وعلى لسانه كل المفردات الانسانية .. وفي قلبه طاقة متجذرة من الروحانية .
زيارته .. ستكون دافعا قويا للسياحة الدينية .. وبشارة خير لعودة اهلنا من المسيحيين الى وطنهم الام ..اصل الحضارات الازلية .. وامل جديد في عودتهم الى بيوتهم التي استبيحت من قبل الميلشيات ومافيات العقارات المنزلية .

زيارته.. بطاقة تعريف بالعراق المستباح الذي دمرته المجموعات الارهابية .. من القاعدة الى داعش .. وكل من حمل السلاح ضد المشاريع المدنية.. زيارته ستكشف مدى حب العراقيين للحياة والسلام .. ومدى احترامهم لبقية الاديان .

في حياتنا اليومية تعودنا على ..استقبال الاقارب والاصدقاء .. والاعتناء بنظافة انفسنا و بيوتنا في موعد اللقاء .
وهكذا هو حال امانة بغداد في هذه الايام .. وما تقوم به من حملة كبيرة .. من تبليط الشوارع وتزيين للمحلات .. وتعليق المئات من اليافطات .. ومثلها من اللوحات والبوسترات .. و كلها اعلانات ترحب بزيارة البابا .. اما الناصرية وزقورتها الخالدة .. فهي بحاجةً الى يافطة يرفعها البابا بيديه الكريمتين .. تشيد بنضال شبابها وشيوخها .

اخيرا .. البغداديون .. ظلوا يتساءلون ../ لماذا تنشط وتتنشط امانة بغداد وتتهيأ لزيارة قداسة البابا .. وفي بقية الايام لم يأت على بالها .. / لا بابا .. ولا ماما .. ولا حتى بائعة اللقاحات الروسية في الاسواق الشعبية .
مع هذا .. دعونا نعثر على خيوط امل في جهود الامين الجديد المهندس علاء معن .. وقدرته على النهوض ببغداد .. كي تستعيد ماضيها .. والقها العظيم ..