الدموع تنهمر بغزارة على مشهد نازحي الانبار وهم يعبرون جسر بزيبز بالألاف اطفال ونساء وشيوخ بلغ بهم التعب اشده، مشهد يؤلم القلوب الحية التي تحمل جزء من الانسانية.
خرج هؤلاء مضطرين بعد ان خذلهم القريب والبعيد، فداعش تحاصرهم وتقذفهم بالهاونات والمدفعية من جهة والحكومة تتفرج عليهم ولا تقدم لهم اي مساعدة تذكر من جهة اخرى خذلان من كل الجهات.
لم تنتهي مأساة هؤلاء الفارين من الحرب وويلات القتل الى عاصمتهم التي كان من المفترض ان تحتضنهم بالحب وتكون لهم ملجا وسندا، لكن ما يدمي القلب انهم فرضت عليهم اجراءات مشددة لتمنعهم من دخول العاصمة واشترطت عليهم عمليات بغداد “كفيل” لدخولهم الى عاصمتهم..!!
لا اعرف باي شريعة واي قانون يتحاكمون هؤلاء ، كفيل على ابناء الوطن والايرانيين يصولون ويجولون في البلد دون حسيب او رقيب.. ازدواجية معايير ام ضياع القيم ام خسة الضمائر ودناءة النفوس، اظنها قد اجتمعت كلها..
“الا كفيل” هذا جزاء سنة الانبار بعد صبرهم وقتالهم لداعش وللعصابات الارهابية، عائلات مشتتة تفترش الارض وتلتحف السماء والحكومة تقف عاجزة متفرجة امام الكارثة التي حلت على اهالي السنة في الانبار ولم نسمع منها سوى الكلمات التي لا تغني ولا تسمن من جوع، وهي وعلى لسان حيدر العبادي قد بشرتهم بالتحرير الموعود قبل ايام، اين التحرير الان يا رئيس الوزراء ام ان في الامر سر لم نطلع عليه.
انها مأساة الوطن بل “مأساة السنة” الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل تحرير الوطن والحفاظ على وحدته ها هو اليوم “الوطن” يكرمهم على كل ذلك.
لكني لا الوم الوطن بل الوم السنة الذين لم تكن لهم هوية تميزهم عن غيرهم واكتفوا بالدفاع عن الوطن، فباعهم الوطن ومن دافعوا عنه.
هذا الوطن الذي لم يجلب للسنة سوى الدمار والقتل، لأنهم لم يعوا هويتهم لذا ذهبت كل جهودهم من تضحيات ودماء بلا فائدة.
هنيئا للوطن بدمائنا ولينعم بسلام تحت سيطرة الارهابيين والمفسدين والقتلة.
لم نسمع ممن يمثل الوطن او حتى من اغلب ممثلي السنة سوى الشماتة والتشفي، الا بعض الاصوات التي لا زالت تهتم بأبنائها واهلها ولم تبقى تتفرج.. وما قام به رئيس مجلس النواب ونائب رئيس الجمهورية بأرسال عشرات السيارات لإدخال نازحي الانبار الى العاصمة هو جزء من رد الجميل لهؤلاء النازحين.. وبجهود سليم الجبوري تم الغاء الكفيل بتصويت من مجلس النواب.
كما ان بعض النواب السنة طالبوا الحكومة بتوفير مساكن للنازحين، وكان للوقف السني موقف مشرف حيث فتح مساجده لاستقبال ضيوف الله.
في الختام لا شيء يدوم والتاريخ سيسجل بحروف سوداء موقف الشيعة وحكامهم السياسيين من هذه المأساة، والايام دول.