18 ديسمبر، 2024 9:09 م

الا بادلي تلك الظنون برحمةٍ!

الا بادلي تلك الظنون برحمةٍ!

إليك أهدي يا فتاةُ ودادي
و إن كنتُ في وادٍ و أنتِ بوادِ

فقد عشتُ عمري كالسفينة تائهاً
إلى أن أتى يومُ اللِّقا بمرادي

فقد طال صحوي في الهيام مساهراً
و في لحظةٍ أرخى الهدوء سُهادي

فلا تحطمي هذا الكيان نحته
على مرمرٍ في يقظة و رشادِ

و لا تتركي حبل القياد لأشرعٍ
رَهْنَ الرياح وفي الحياة قيادي !

فما أُمُّ أولادٍ ترومُ صلاحَهمْ
ترى ما ترى من رأيها بعنادِ

فمن حقِّها تبدي الحنان لولدِها
و ما حقُّها تسفي المَدى برمادِ

لقد صاغها ﷲ البديع بسحرها
إلى بعلِها كيما تفي برُقادِ

فما بالُها روغُ الحسودِ يغرُّها
لكي تغتلي في شكِّها بسوادِ

ألا فانجلي ذاتَ الخمار و أسفري
إلى زوجِكِ في أعذب الإنشادِ

و في ليلهِ دوري عليهِ فراشةً
و من كحلكِ أضفي على الإرمادِ

ألا بلسمي فيه الهموم و زمهري
لهُ قلبَهُ من جمرةِ الإيقادِ

و لا تحسبي ما يرتأيهِ كراهةً
فما في الجوى من نزعةِ الأحقادِ

أتى ربّما عبءُ الحياة يسيئهُ
و لكنَّ سئتِ ما انطوى ببعادِ

ألا بادلي تلك الظنون برحمةٍ
فما العيشُ يحلو دون أيِّ ودادِ