23 ديسمبر، 2024 5:21 ص

الا الاحوال الشخصية فصلها كتاب الله فاستهدفها اعداء الله

الا الاحوال الشخصية فصلها كتاب الله فاستهدفها اعداء الله

ان الله عز وجل شرع في كتابه الحكيم ما يرقى بالبشرية الى اعلى مستويات الرقي في كل مجالات الحياة والمفاضلة فيما بين مجالات الحياة موجودة ، ومن خلال الاطلاع على اياته الكريمة نجد كثير من الاحكام الشرعية ذكرت بالعموم مثلا فرض الصلاة الا ان كيفيتها جاءت من السنة النبوية وكذلك الحج والتجارة وباقي الاحكام الشرعية الا ان الاحكام الوحيدة التي ذكرها بالتفصيل هي المواريث والاحوال الشخصية فاستقامة اي مجتمع تقوم على سلامة قانون الاحوال الزوجية وتحديدا ما يحل للرجل او المراة ، احكام الزواج وما هي احكام المطلقة والارملة وما يترتب عليها من ولادات وبالتالي يكون قانون المواريث تبع له ، وهذا ما لم يعتد عليه المجتمع الجاهلي الذي تفشى فيه الزنا ( ذوات الراية ) وبعض الزواجات المحرمة مثلا زواج الابن من زوجة ابيه بعد وفاته ، وعند اليهود زواج العم من بنت اخيه او الخالة من ابن اخيها وحتى هنالك اولاد زنا ولدوا من زواج الاخوة والاخوات فيما بينهم

بحكم هذا اللطف الالهي ينفرد الاسلام بهكذا تشريع متين يؤدي الى تماسك المجتمع الذي ينبع من تماسك العائلة ، لذا نرى ان القوى الخبيثة استهدفت هاتين التشريعين بالذات وشرعت قوانين بخلافهما حتى تؤدي بالنتيجة الى مجتمع مفكك ينظر الى الانسان منظار تجاري او الي او جنسي وبغض النظر عن نوعية جنسه .

وعند العودة الى تاريخ الخلفاء والحكام والقياصرة والملوك والبارونية والكونتيسات والدوقات تجد في قصورهم الاباحية وبشكل علني يتزوج ويضع له عشيقات وتلد الاولاد ويتم اما رميهم في ملاجئ او تربيتهم ليصبحوا هم الحكام اي اولاد زنا

كتب اسامة انور عكاشة عن بعض حكام المسلمين ممن اشتهروا بالزنا وهذه الفاحشة كفيلة بان تكون الدعامة الاساسية لتقوية سلطان اي طاغوت فاسد ، وما قصة هارون العباسي مع جارية ابيه التي وطاها بالرغم من انها قالت له ان اباك طاف بي الا ان القاضي ابو يوسف شرعها له بحجة انها تكذب (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً) ، وقائد يطأ امراة في ليلة مقتل زوجها على يده، واليوم تجد الفكر العلماني تحت ذريعة الحرية ينتقد بالذات المواريث والزواج بحجة حقوق المراة وحتى الملحدين جاءوا بفكرة من حق الانسان استخدام غرائزه الجنسية مع من يشاء ، واكمبت حكومات اوربا وامريكا زواج المثل وتطالب بحقوقهم والاعتراف بهم كشريحة مهمة في المجتمع

في كل الدول العلمانية الرجل لا يحق له الزواج من ثانية في مجتمعهم ويحق له ان يعاشر اكثر من امراة حتى وان كن متزوجات ، ومن حق الرجل اشباع غريزته الجنسية حتى في الرجل نفسه فشرعوا قانون المثلية القذر ، والنتيجة تجد قوانين الارث ظالمة ودائما في تغيير بل وادت الى جرائم وسرقات بحكم عدم عدالة توزيع الارث بين الورثة ، ودائما قوانينهم الارثية متغيرة باستمرار ، حتى شرعت قوانين لتنظيم عمل العاهرات وبشكل علني

هذه الثقافة الاباحية تجد العلمانيين يعملون على افشائها في المجتمعات الاسلامية ومن يلتزم باسلاميته يصفونه بالتخلف والغاية السيئة هي خلق مجتمع متفكك وبالنتيجة القضاء على الثقافة الاسلامية التي تقف حجرة عثرة امام الافكار الصهيونية .

في سورة النساء تجد الايات (11، 12، 13) مخصصة لتوزيع الارث والحذر من تعدي حدود الله ، والاية (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ الَّلاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ الَّلاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ الَّلاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ) واضحة في احكامها

في هذه السورة مفاهيم اخلاقية بعضها واجبة وبعضها بالتراضي من اجل ان يحصن العائلة المسلمة باواصر متينة لايسمح للفسق ان يشوهها .