يعتبر الإيمان والتقوى من المقدمات الأساسية في نزول الرحمة الإلهية وسبباً في إخراج السماء بركاتها والأرض خيراتها فالإيمان والتقوى أمران متلازمان يعكسان ظاهر المؤمن وباطنه فباطنه الإيمان وظاهره التقوى , قال تعالى ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) , وما جناه الإنسان على نفسه نتيجة الابتعاد عن الأوامر الإلهية والتوجيهات الرسالية والتي انعكست بشكل سلبي على حياته اليومية وعلى المجتمع وعلى البلد الذي يسكن فيه بل وحتى على المخلوقات الأخرى التي تعيش معه , فانتشار الظلم والفساد والسرقة والخيانة وإباحة الدماء والأموال والأعراض والكل مسلم وغيرها من المحرمات الأخرى والتي تسببت في حبس الدعاء ونزول البلاء وتغير النعم , لذلك ومن أجل انقاذ أنفسنا والآخرين من تلك الذنوب العظام التي أدمن الإنسان عليها , فلابد من وجود العلاج المناسب والوصفة الحقيقية والنافعة للتخلص من تلك الأمراض والأوبئة الخطيرة وإلى الأبد , والعلاج هو كما جاء على لسان المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني في كتاب الغرب والإمام المنتظر حيث قال : ( الواجب على الجميع تحقيق مقدمات الانقاذ والرحمة الإلهية بأن نرجع إلى البارىء جلت قدرته فنتمسك بأوامره ونواهيه ونسأله أن يوفقنا ويسددنا بالثبان على التقوى والإيمان والسير في طريق التكامل الروحي والأخلاقي لتحقيق السعادتين في الأولى والآخرة ))