لم يبق أمام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الشئ الکثير حتى يتم وضع النقاط على الحروف وحسم أموره، ذلك أن الظروف والاوضاع المختلفة التي يمر بها داخليا ولاسيما من حيث الرفض الشعبي المتصاعد ضده من خلال تزايد التحرکات والنشاطات الاحتجاجية وتزايد دور وتأثير المقاومة الايرانية، وإقليميا من حيث تصاعد مشاعر الرفض والکراهية ضده والمطالبة بإنهاء تدخلاته السافرة، ودوليا حيثث العزلة الخانقة وإرتفاع سقف المطالب الدولية من النظام، والاوضاع الاقتصادية الوخيمة التي يعاني منها، أکدت ومن دون أدنى شك بأن النظام يسير في طريق لايمکنه أبدا أن يعود أدراجه منه سالما.
هذا النظام الذي لعب دورا سياسيا ـ أمنيا ـ فکريا بالغ الخطورة في المنطقة والعالم وساهم بإيجاد وخلق مشاکل وازمات معقدة في العديد من الدول، وقد کانت هذه المشاکل والازمات الخارجية تساعده في درء الاخطار والتحديات عنه، لکنه يواجه اليوم مرحلة بالغة الخطورة تتجلى في أن الازمات والمشاکل قد باتت تنفجر في أحضانه مثل الالغام المزروعة عشوائيا هنا وهناك، ولعل أخطر هذه الازمات هو لجوء النظام في شخص مرشده الاعلى الى سياسة الانکماش وتضييق دائرة السلطة وجعل النظام أکثر إستبدادا من أي وقت آخر، وان هذا النظام الذي عاش وبقي طوال 42 عاما على سياسة قوامها الکذب والخداع والمخططات والدسائس الخبيثة والمشبوهة ضد کل من يعاديه او يقف بوجهه، ردت إليه بضاعته ويعيش أوقات عصيبة قد تحسم أمره.
الامر الذي يجب أن نلاحظه ونأخذه بنظر الاعتبار هو إن مرشد النظام يعيش حالة من الضعف والانطواء بعد أن فقد هيبته ومکانته السابقة تماما، وهو يعلم بأنه مالم يقدم على إجراء ما فإن موقف النظام سيکون صعبا جدا أمام التحديات القائمة بوجهه واهمها وعلى رأسها سخط وغضب الشعب الايراني و کذلك إستعدادات المقاومة الايرانية من أجل إسقاط النظام وبدأ عهد جديد في إيران، وهذا مادفعه الى سياسة الانکماش التي توجها بتنصيب قاضي الموت ابراهيم رئيسي کرئيس للنظام.
المحاکمة الجارية في السويد للمسٶول السابق في النظام الايراني، حميد نوري بتهمة مشارکته في مجزرة عام 1988 بإعدام 30 ألف سجين سياسي، والاهتمام العالمي غير المسبوق بها، هذه المحاکمة التي تتزامن مع دعوات دولية لمحاکمة ابراهيم رئيسي بإعتباره کان عضوا في لجنة الموت وکان دور بارزا بهذا الصدد والمطالبة بعزله من أجل إعتقاله وتقديمه للمحاکمة کما هو حال نوري، يٶکد بأن الايام الاخيرة لهذا النظام قد لاحت في الافق!