23 ديسمبر، 2024 6:00 ص

الاوثان المعممة

الاوثان المعممة

ان الانسان الذي يتابع التقدم الهائل الذي يحدث بكل دول العالم ويقارنه بالتخلف المرعب بالعراق سوف يصاب بالهلع هذا اذا كان انسان اما اذا كان حيوان مفترس بصورة انسان غارق بالدونية والذيلية فسوف تمر عليه هذه المقارنه مر السحاب . الكثير من القطعان البشرية بالعراق لاتفكر الا بنفسها ومصالحها الشخصية التافهة فقط !؟ لماذا !؟ لانهم يشعرون بالاوعي الجمعي انهم يعيشون في غابة القوي ياكل الضعيف وهذا الشعور حقيقي وصادق ينتج عندما تحاصر القطعان البشرية ( بين الموت العبثي وغياب العدالة ) . السؤال من صنع هذه ( الغابة العراقية ) ؟؟ ان (القوى الخفية – مثلما كان يسميها شاه ايران ) هي صنعها . ولكن هذه القوى تحتاج الى خدم محليين (حواضن) بمواصفات خاصة لكي تتتفق معهم على توفير الحماية والغطاء الشرعي لهم مقابل ان يقوم هؤلاء الخدم بتدمير المجتمع العراقي بالنيابة عنهم . وعلى هذا الاساس سلم العراق لقوتين محليتين تقليديتين اكل عليهما الدهر وشرب من اجل ان يذهبا بالعراق للعصور الهمجية المضلمة بعيدا عن حضارة القرن العشرين والواحد والعشرين وهاتان القوتان المحليتان هما اولا( القوة الدينية – ممثلة بالاوثان المعممة – علماء ، رجال ، شيوخ الدين ) وثانيا ( القوى العشائرية – شيوخ العشائر – الاوثان المعكلة . والدليل ( كم مجتمع بالعالم يحكمه شوخ الدين وشيوخ العشائر في القرن الواحد العشرين غير المجتمعات الموجودة بالعراق وافغانستان وباكستان والصومال والسعودية وايران) الجواب ولا مجتمع . فهل مجتمعات العالم كلهاعلى خطيء وهذه المجتمعات الستة الفاشلة او المؤزومة الواقعة بالشرق الاوسط ( عدا الصومال ) على صواب . ان مشكلة العراق ليست سياسية وانما هي ( اجتماعية ) بالدرجة الاساس فاذا لم يحطم المجتمع العراقي حواضن ( القوى الخفية ) داخل العراق متمثلة بالاوثان الدينية والعشائرية فلن تقوم للمجتمع العراقي والدولة العراقية قائمة .. هذه الحواظن المحلية لايروق لها ان تسود بالعراق قوة القوانين التي تحكم كل المجتمعات المتحضرة بالعالم !؟ انهم يعتقدون ان القوانين الحديثة المتحضرة تهدد قوانينهم البالية التي لاتصلح الا للمجتمعات الهمجية وهذه القوانين تشكل تهديدا وجوديا لهم .. القوى الدولية الخفية تعرف هذا جيدا لهذا دعمتهم بقوة بعد ٢٠٠٣ فنصبت اول رئيس جمهورية معكل ( الياور ) . بينما كان رئيس الوزراء والبرلمان ينحدران من احزاب همجية اسلامية ( الاخوان المسلمين وحزب الدعوة ) . انا بالامس كنت اشاهد وقلبي يعتصر الما القطعان البشرية التي تركض وراء الساحر الص ( عمار الحكيم ) ببث مباشر على فضائية الفرات التي تمول من دماء الفقراء مثلما شاهدت سابقا قطعانا اكثر عددا كانت تركض وراء مقتدى الصدر والسستاني واحمد الكبيسي والسعدي وقبلهم حارث الضاري . وحالهم حال الفراشة التي تحوم حول النار .. مساكين انهم محاصرون ورهائن في بيئة مشبعة بالموت وتنعدم فيها العدالة صنعتها لهم اوثانهم المعممة واوثانهم المعكلة .. رايت سيدة تهرول و تغطي وجهها ب ( فايل ) ستقدمه للوثن المعمم ليوظف ابنها او يتكرم عليها بقطعة ارض من ورث ابيه وجده . ان معرفة ( الحلال – الخير – السعادة-المعقول ) و(الحرام – الشر-الشقاء -اللامعقول ) لاتحتاج الى الاوثان المعممة ( علماء الدين ) ليفهمها الناس لانها ليست معادلات رياضية او نظريات فيزياوية معقدة.. ان اي انسان بامكانه ان يعرف للخير والشر عن طريق الفطرة حتى دون ان يستخدم عقلة . فهل المجتمع الصيني الذي يتسيد العالم اليوم ويضم قرابة ١٥٠٠ مليون( ٤٢ ضعف سكان العراق ) بحاجة (للاوثان المعممة) لتعلمه( الخير – المعقول ) و ( الشر – اللامعقول ) .