20 ديسمبر، 2024 11:49 ص

الانهيار الاخير في العراق

الانهيار الاخير في العراق

يشهد العراق انهيارا سريعا ومريعا جدا ،على يد الميليشيات الايرانية بقيادة نوري المالكي وهادي العامري وإشراف وتخطيط المرشد خامنئي وقاسم سليماني ،ويتخذ هذا الانهيار اشكالا متعددة ،سياسية منها ودينية وإعلامية وعسكرية ،في ظل مراقبة شديدة من الادارة الامريكية ،وتخوف واضح منها من نتائج هذا الانهيار على مستقبلها في العراق ،هذا ما سنفصله في المقال ونطرح الاسئلة عليه، امام الرأي العراقي العام ،كي يعرف ماذا يحدث في العراق ،وما هي انعكاساته على المنطقة ،وما هو الموقف الذي يجب ان تتخذه الدول العربية ،لمواجهة سيناريو ما بعد الانهيار ألعراقي والفوضى العارمة التي ستحل فيه،وماهي السيناريوهات الامريكية المحتملة وماهي الخطوة المقبلة لثورة الشعب وتظاهراتها الغاضبة ازاء ما يجري من تجاهل وإصرار على عدم تنفيذ مطالب المتظاهرين في عموم المحافظات الثائرة في الجنوب والتي هزت عرش كسرى ،لذلك نرى ان ما يجرى من انقلاب عسكري واضح ينفذه المالكي من خلال اعتماده على الميليشيات الوقحة –كما وعد نوري ان يحول العراق الى جحيم على شكل هيمنة كاملة على مفاصل  السلطة ،فهو يرسل العامري والمهندس الى مدحت المحمود ويعلن ان رئيس مجلس القضاء خطا احمر لا يمكن الاقتراب منه وإقالته،ثم تعلن ميليشياته على لسان رئيس الحشد، وتهدد من يصوت على (قانون الحرس الوطني) بالويل والثبور والانتقام وتعتبره خائنا للعراق،يعلن المالكي العمل على اقالة رئيس مجلس النواب لأنه شارك في مؤتمر الدوحة ويخون المؤتمر ومن شارك فيه ،ثم تقوم ميليشياته بوضح النهار باختطاف وكيل وزارة العدل (تصوروا مسئول بحجم وكيل وزارة لم يسلم منها)، ثم تقوم ميليشيات المالكي وحرسه الثوري ،بالاشتباك مع الجيش في قلب بغداد وتقتل جنديا وتأسر 15 اخرين من الجيش ،وترفض تفتيش مقرها وإطلاق سراح العمال الاتراك المختطفين من قبلها ،ماذا يعني كل هذا وغيره من هيمنة وتسلط وسيطرة المالكي وحرسه الثوري العراقي(الحشد الشعبي)،إلا يعني انه هو من يحكم ويمسك السلطة بقبضة من حديد في دولته العميقة ،كل هذا يجري وحيدر العبادي والحكومة ومجلس النواب وإدارة اوباما يتفرجون ولا حول لهم ولا قوة،اذن هو احتلال ايراني بأيد(عراقية )
تأتمر بأوامر الولي الفقيه مباشرة،فالإصلاحات بقيت حبرا على ورق،وتخدير للمتظاهرين ،وضحك على الذقون ،فالعبادي اضعف من ان يحاسب حوت وفاسد كبير، كالمالكي وعمار الحكيم وعصاباتهم في السلطة والأحزاب ،اذا لابد من تنفيذ فوري لمواجهة انفلات الميليشيات وكبح لجام المالكي ونزوعه للعودة للسلطة للإجهاز على ما تبقى للعراق من خراب وتدمير وقتل وتهجير ،هذا ما نراه الان على ارض الواقع في العراق ،فماذا نحن فاعلون ،هناك عدة سيناريوهات محتملة يجري الاعداد لها وقد وصلت الى نهايات مراحل تنفيذها امريكيا وبريطانيا(اقصد به المشروع الامريكي –البريطاني)، الذي تعمل على تنفيذه لمواجهة الخطر الميليشياوي في العراق ومواجهة داعش والقضاء عليها في نفس الوقت ،مع دعم كامل للمحافظات (السنية بالنسبة لداعش)، عسكريا وإعلاميا ولوجستيا جويا وبريا، وقد نفذت امريكا هذا الان في الانبار وسلحت العشائر السنية هناك رغما عن انف الاحزاب والسلطة ،ودون الرجوع لها ،بالرغم من رفض التحالف الشيعي(الوطني) لهذا رفضا قاطعا،المشروع الامريكي البريطاني يهدف الى وضع حد اكيد للميليشيات في بغداد وتقصيص وتقليم اظافره،مع تنصيب حاكم عسكري في بغداد يمتاز بقوة وقسوة السيسي –ناظم كزار،وهذا السيناريو اصبح جاهزا للتنفيذ،بعد غلق السفارة الامريكية في بغداد وانتقالها الى اربيل مؤقتا واتصال نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن ،برئيس الحكومة حيدر العبادي، وتبليغه قلق ادارة اوباما من الخروقات والانفلات اللا مسبوق لميليشيات المالكي وتحولها الى دولة عميقة متنفذة وبديلة عن حكومة العبادي،طابا منه اجراء اصلاحات (حقيقية) ومهمة للقضاء العراقي ومحاسبة الفاسدين ،وهذا يعني ان امريكا تدرك خطورة (الدولة العميقة ) للمالكي على مصالحها ومشروعها في العراق،خاصة بعد تصريحات لرجال دين كبار وقادة في الحشد الطائفي والميليشيات ، تهدد السفارة الامريكية ومصالحها في العراق بالويل والثبور والقتل بشكل علني وصريح،وهذه اول مرة تتلقى امريكا تهديدا معلنا من مراجع ايرانية في العراق ،لذلك نرى ان احد السيناريوهات المقبلة هو الفورية،هي كبح جماح الميليشيات ،ودعم التظاهرات الجماهيرية وتحقيق الاصلاح المنشود،بتجميد او الغاء الدستور وتعطيل البرلمان  وإصلاح القضاء بإقالة المحمود وعصابته ، والذهاب الى حكومة طوارئ لا تريدها طهران وميليشياتها ،وهذا اقرب وانجح طريقة لمواجهة خطر ونفوذ الميلشيات ونوري المالكي معا، وما الاعلان عن مؤتمر الدوحة وبعده مؤتمر جنيف القادم للمصالحة الوطنية الحقيقية ، إلا خطوة اولى لهذا السيناريو وتمهيدا له ،والذي اطار صواب ايران وأقزامها وعملاؤها في العراق،ثم تظهر الاستعدادات الامريكية لمسك ملف تحرير الموصل والانبار،وسحب الحشد الشعبي منها اشارة واضحة اخرى على اصرار الادارة الامريكية على تحجيم دور الحشد ومنعه من دخول المدن وارتكاب الجرائم فيها كما حصل في تكريت وغيرها،وهي اشارة عن ابداء امريكا مصداقية للطرف السني واحتضانه له ودعمه في المرحلة القادمة ،لان (الحكم الشيعي) الذي اهدته امريكا لأتباع طهران والولي السفيه ،قد اضر بسمعتها وهدد مصالحا وأجهض مشروعها،وهذا اعتراف امريكي على لسان اوباما نفسه(ان ايران هي المستفيد الاكبر في العراق)، اذن كما نوهنا اكثر من مرة،ان عصرا جديدا سيبدأ في المنطقة،بعد الاتفاق النووي الايراني ، وهو غياب الدور الايراني والتمدد الايراني والتخوف من القنبلة النووية الايرانية ،وما يجري من انتصارات في اليمن بعاصفة الحزم وإنهاء الوجود الايراني الى الابد هناك ،بدعم ومباركة امريكية وغربية ،هو احد نتائج ما ذهبنا إليه وستنتقل عاصفة الحزم الى المنطقة ،لتنفيذ دور الدور العربي للتحالف العربي والدعم الدولي،للقضاء على داعش وعلى خطر ايران ودورها التخريبي في المنطقة في كل من سوريا والعراق ولبنان ،وهذا اصبح واضحا جدا وما عدول وتراجع العرب والغرب عن ازاحة بشار الاسد ونظامه عن السلطة إلا بانتخابات تشرف عليها الامم المتحدة ومجلس الامن والجامعة العربية ،إلا دليل اخر على ضرورة انهاء التواجد والخطر الايراني وداعش كله في المنطقة ،نحن ننتظر انهيار العراق القريب المؤكد ،والذي يتمثل بالقضاء على الميليشيات في بغداد وإيقافها عند حدها ،لسيناريو امريكي وغربي، لكي تتفرغ لتطبيق الصفحة الثانية منه قريبا،ما يجري في العراق من انهيار حقيقي للسلطة، وفقدان السيطرة على الميليشيات من قبل حكومة العبادي،وهو جزء من منظومة مؤسسة حزب الدعوة وقيادي فيها ،اي هو الخصم والحكم،لذلك لا نعول عليها ولا ننتظر اصلاحات وتغييرات حقيقية منها ،والذهاب الى الانهيار على يد الميليشيات التي تتوعد بإدخال العراق الى فوهة الجحيم هو المعادل الاخر للانهيار فمن سيبادر قبل الاخر امريكا وبريطانيا ام الميليشيات ونوري المالكي ،ننتظر الايام المقبلة القليلة لنرى من يبادر ويحسم الصراع هذا….

أحدث المقالات

أحدث المقالات