23 ديسمبر، 2024 3:18 م

الانفجارات في الكرادة نتاج الخلافات السياسية

الانفجارات في الكرادة نتاج الخلافات السياسية

الانفجار الذي حدث في الكرادة ناقوس خطر يدق على ابواب القوى السياسية المتخبطة في هذه الايام طبعاً الشيعية منها بشكل خاص .لانها تهدد وجودهم ولايمكن الانكار بأن اطرافاً خارجية اخدت تلعب باوراقها عليهم ان يجمعوا شتاتهم قبل فوات الاوان والندم عندها لاينفع و التهديدات سوف لن تنتهي بزوال الارهاب الداعشي بل التغلغل البعثي الذي غزا الكثير من التنظيمات الشيعية والتي يلعب باورقها كيف ما يشاء وهو الاخطر في دعم و ادارة الحركات الارهابية وإلا كيف يمكن لهذه المجموعات ان تصل الى مناطق مثل الكرادة  . نعم ممكن لان الصراع محتدم على السلطة داخل الأغلبية الشيعية فيما بينها من جهة وكذلك الكتل السنية التي هي ليس احسن حالاً منهم تعمق الجرح، ومازالت محاولة ترميم الحكومة تراوح مكانها، ويعزز ذلك خروج الصراع من داخل أروقة البرلمان والذي عُطل بشكل مقصود لتمرير الاجندات وتسويف الوقت . لتشهد بغداد أعمال عنف وتفجيرات راح ضحيتها المئات من الابرياء الذين لاحول لهم ولا قوة وعلى الدكتور حيدرالعبادي ان يفهم ردود افعال الشارع من ما قامت به الجماهير المنكوبة عند زيارته للمنطقة .  فإن الأزمة السياسية في البلاد تلعب دوراً كبيراً في نشيط العصابات المجرمة مخلّفة وراءها تربة خصبة تنفذ فيها اعمالهم الاجرامية.
كما إن وجود مشاهد وفصائل مسلحة عديدة داخل بغداد قد يضعف عمل الأجهزة الأمنية وتقلل من إمكاناتها وقدراتها على العمل الفوري والآني لمعالجة الأوضاع الأمنية المتردية .كما لضعف الاجهزة الاستخبارية السبب الاهم في تنفيذ الواجبات وعمد وجود التنسيق بين المؤسسات الامنية والمدنية في تنفيذ المهمات .الوضع مقلق بسبب الاحداث المتعاقبة ومحاولات تمزيق وحدته ونسيجه الاجتماعي عبر اللعب على وتر الطائفية المذهبية والسعي الى الايقاع بين مكوناته مستمرة , والابرياء هم يدفعون الثمن الغالي وتتصاعد وتائر الحقد عليهم حتى ان الامر لم يعد يتركز على التدخلات الاعلامية المعروفة عبر القنوات والاذاعات الموجهة والمشبوهة فقط…
وليفهم الجميع ان هناك مؤامرة كبرى يراد لها ان تدمر وحدة البلاد ودون شك ان الارهاب مصدره معروف و ممارسات مخطط لها في بعض الدول الاقليمية لا علاقة لها بالديمقراطية ولا حقوق الإنسان. والعالم يدعي بمحاربته مع كل الفرص والامكانات  المتوفرة للقضاء عليه حتى لاتتطاير شرره الى بلدانها ويحتاج الى جهود وبنية موضوعية تساعد على تفكيكه لأن ما يعكر صفو العراق خطر عليه . ولكن طالما ان وعي الشعب وادراكه للمخاطر كبيرفلن تمرر مثل هذه المؤامرات   وقد اسقط الرهانات ووجدنا ذلك من خلال هذه المرحلة الحرجة التي هزت محافظات عدة بالتعاون من عصابات القاعدة – داعش- وبقايا حزب البعث..ومستوى التعاون بين جميع طبقات الامة لاحتضان اهلهم من المحافظات المنكوبة .
العودة الى لغة العقل ووحدة الصف  بين المكونات ونبذ الخلافات الاسلحة الاساسية في توحيد صوت الجميع لبنذ التفرقة والعنف الذي يدعوا لهما البعض من السياسيين لتنفيذ خرائط واجندات خارجية وهي باتت مقلقة وتاتي اكلها بين الضعفاء من الناس  وتنتهي عندما يستعيدون عافيتهم ومتى ما اصبح قرارهم موحد نابع من الحرص على الوطن ، ولعل الانتصارات الاخيرة في الفلوجة من النماذج الحية للصمود المشترك حتى النهاية ويجب ان يلتف حولها كل ابناء الوطن إلا القلة الضالة التي ترتكب الجرائم من اجل ارضاء شهوات اسيادهم .
لقد تناسى البعض من السياسيين بأن الشعب العراقي اكبر من ان تنطلي عليه شعارات فارغة وانتهت مفعولها ولاتستطيع ان تؤدي دورها ليس فقط الان انما في المستقبل.
المطلوب ان نكون  اكثر عقلانية وتمحصاً للواقع ودراسة الامور بموضوعية وبروح وهمة عالية ورسوخ بعيداً عن التطرف. كما ان القوى الاقليمية الخليجية التي بداء النار يسري لداخلهم وما تكتشف من خلايا للارهاب في الكويت واعترافاتهم الصريحة بعد ان سبقتها عمليات ارهابية استهدفت مساجد انصاراهل البيت عليهم السلام والانفجار امام السفارة الامريكية يوم الاحد المصادف 3/7/ 2016 بجدة في المملكة العربية السعودية يجب ان يوقض ضمائرهم ويستلهمون العبروالدروس للمستقبل . ” اذا لم تكن للتغطية على جرائم هذه العصابات ” و عليهم ان لايصبوا الزيت على النار لتشعل فتيل الازمات الملعونة في وطننا وشعبنا يرفضها عبر عصور مضت ولايمكن ان يقع في منزلقها على الرغم من ,ارادات بعض الكتل السياسية ومجموعة سلوكيات وسياسات وممارسات ساهمت في تأجيج المشاكل  وقوى متنوعة اخرى , تهمهم مصالحهم وماَربهم واطماعهم . لان الشعب متمسك بوحدة التراب الوطني وحفظ النسيج الاجتماعي بعيداً عن الكتل السياسية .
طبعاً ان الاجماع الدولي المؤيد للعراق ضد الارهاب عامل مهم اذا ما وقف بشكل جاد وقدم الاسناد اللوجستي وفي الوقوف امام الدول الداعمة للارهاب وفضح مخططاتهم امام المنظمات الدولية و يعزز وحدة العراق ويزيد من إرادة شعبنا سيما قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية على مقاتلة الارهاب والتكفيريين ويساعد على الحاق الهزيمة بهم في القريب العاجل انشاء الله…