عند عودتي الى البيت بعد اكمال مهامي الصحفية فاجئتني “الحجية ” أم الاولاد بان مجاري البيت لا تتم فيها تصريف المياه الثقيلة بشكل انسيابي وانها “مسدودة ” يعني “إنسداد ” , تأملت قليلاً وضحكت ومسكت رأسي من شدة الصداع والتعب الفكري …عندها سألتني “أم علي ” شو تضحك يمعود راح يفيض المطبخ” , أجبتها بسخرية ” يمعودة شو ” الكتل والاحزاب عدها انسداد سياسي صار “7” أشهر ولم يتم تصريف المياه بشكلها الطبيعي , ولم يستطيعوا تشكيل حكومة رغم وجود عشرات الحلول , والشعب ساكت “ساموط لاموط ” وانت “نلكيتني بالانسداد ” ,عندها اتصلت بعامل المجاري واستطاع ان ينهي “الانسداد “خلال نصف ساعة , والاحزاب والكتل قد تستمر عملية “إنسدادهم ” لسنة او اكثر ولربما يتم الابقاء على حكومة السيد مصطفى الكاظمي لحين موعد الانتخابات في العام المقبل . أما الاحتباس الحراري و”الغبار” التي يتولد من خلال العواصف الترابية فقد يستمر لاكثر من “300” يوم في السنة اما الصحو والصفاء فقد يتجاوز الـ”65″ يوماً لا أكثر, أما سياسيو الصدفة فقد علت اصواتهم بالمطالبة بزرع الاشجار المعمرة وانشاء حزام أخضر يخفف من شدة موجات الاتربة والعواصف بعد ما كانوا نائمين ونقول لهم بالجلفي “بعد وكت ” , وقد سمعت احد خطباء المنبر وضحكت من قلبي عندما قال للسياسيين في مقطع فديوي صغير ” انتو خليتو حزام ما نزعتوه , خليتو قميص لو بنطرون مانزعتوه , حتة جوة الحزام نزعتو شبقة عدكم ماتنزعوه ” وشر البلية ما يضحك, أحد البطرانين يقترح على الشعب العراقي “المكرود ” بان كل شخص يجب ان يزرع شجرة وبما ان نفوس العراق تقدر بـ “40” مليون نسمة وبهذا نكون قد زرعنا 40 مليون شتلة وهي عملية معقدة وغير مدروسة لان نفوس العراق يتضمنها شيوخ , وعجائز , أطفال , مرضى, معوقين , نازحين , مشردين , مهاجرين , فقراء , ومعدمين تحت مستوى خط الفقر , وهم اكثر من “20” مليون نسمة والسؤال هو اين تزرع تلك الشتلات في البيوت ام امام المولات ام على اكوام القمامة التي تغص بها شوارع بغداد , أم على “طسات سريع محمد القاسم ” ام في الصحراء , ولنفرض جدلاً اننا سنزرعها في الصحراء فمن يديم سقيها على مدار السنة ؟ يأتي سياسي آخر أكثر بطراً من الاول ويقول يجب ان نصلي صلاة الاستسقاء لأننا بلد الانبياء , واذا جف النهران دجلة والفرات فلا توجد هناك مشكلة , فان الامارات لا يوجد فيها نهر ونستطيع ان نكون افضل حالاً من الامارات ونقول له بالفم المليان “عرب وين وطنبورة وين “وض….ط وزانها وتاه الحساب .
