17 نوفمبر، 2024 5:43 م
Search
Close this search box.

الانسحاب من سوريا….ماذا يخبئ ترامب؟

الانسحاب من سوريا….ماذا يخبئ ترامب؟

شكّل فوزه بانتخابات الرئاسة الامريكية صدمة قوية لكافة دول العالم,تميّز بمواقفه المثيرة للجدل وأصبح كل شيء متوقع,فلا مستحيل في ادارة ترامب,ابتز العرب والمسلمين,وجمع اموال الخراج من السعودية وأخواتها فاقت قيمتها كل تصور,وبّخ العرب في عقر دارهم,قال فيهم ما لم يجرؤ احد من قبل على قوله,صامتون كأنما على (رأسهم الطير),يسبحون بحمده لأنه يحميهم من المجوس الفرس,فكل شيء في سبيل البقاء في السلطة(تحرش لفظي وجسدي)يمكن التغاضي عنه.
عديد التوسلات من عرب الخليج بعدم الانسحاب من سوريا لم تجد نفعا,اتخذ سيد البيت الابيض قراره,فهو ادرى بمصالح بلاده,لم يأبه بحقوق الانسان(حرية الرأي والتعبير)طالما انها لا تخص مواطنيه,فالعالم الاخر مجرد قطعان بشرية تمشي على اثنتان.اصيب المتكئون(المتكلون)عليه بحالة من الذعر,مستقبلهم رهن بتصرفاته المتناقضة التي لم تتوقف يوما والتي بسببها(انشق عنه عدد لا باس به من اعضاء ادارته),عديد الاسئلة تختمر في عقولهم البسيطة التي لم يتعودوا يوما على (تشغيلها).
يضع البعض صدور القرار في خانة انه لم يعد هناك خوف على كيان العدو من جيرانه,حكام بني صهيون مرحب بهم في غالبية الدول العربية,القبلات والأحضان على رؤوس الاشهاد,لم يعد هناك خجل,الرؤساء المشاكسون تمت تصفيتهم,اما الجماهير العربية الرافد الرئيس للعمل المقاوم,فقد اصيبت في مقتل,فلم تعد قادرة على سد الرمق,بينما الثروات يتم هدرها من قبل اناس دفع بهم الغرب على ظهور الدبابات والقطع البحرية بمساندة القوات الجوية,العملاء يعطون احداثيات المواقع التي تمثل انفة وكبرياء الشعب(انتاجية وخدمية وعسكرية)بهدف اذلاله وتحقيره وإجباره على الرضوخ للأمر الواقع.
يبدو وللوهلة الاولى ان المستفيد من الانسحاب هم الاتراك,يعتبرونه ضوء اخضر لهم بتأديب المتمردين الاكراد بالمنطقة,اقامة وطن لهم اصبح ضرب من الخيال,بل لن يهنئوا في ديارهم التي لم تعد عامرة,السبي البابلي بنسخته الحديثة سيطاولهم,بسبب تهاونهم في الاخذ بأسباب القوة ليكون لهم كيان مستقل كبقية الامم,بل ارتضوا بان يكونوا تُبّعا وخدما للغير,ولأن السيد ترامب متغير المزاج ولا يُؤمّنُ جانبه,فقد يجعل من الاكراد راس حربه في خاسرة الاتراك اذا ما ارادوا الاستدارة نحو موسكو.
نقل جزء من القوة الامريكية الى العراق سيفاقم من ازماته,فحكومته التي عوّل عليها الكثيرون, تنال ثقة المجلس النيابي بالمفرق(التجزئة)بفعل عنجهية رؤساء الكتل الدينية المسيسة,ويجعل البلد ساحة معارك جد محتملة بين الامريكان والإيرانيين والتنظيمات الارهابية التي تم زرعها بكل اقتدار,دخول حاملة طائرات وبوارج حربية الى الخليج العربي ينبئ بصراع تكون عواقبه وخيمة على المنطقة وبالأخص الاعراب المنقسمين شيعا وأحزابا,المتاجرون بأوطانهم,الراقدون على بطونهم,معبدين الطرق الى قصورهم لتنتهك اعراضهم,ومقدساتهم التي استبدلوها بأخرى يشدون اليها الرحال عند الطلب,ان لم نقل تخلوا عن ديانتهم,عندها تكون النتيجة (استبدال المقدسات)جد طبيعية.
تم تقطيع العرب إربا وفق اتفاقية سيكس بيكو,بثت روح الفتنة في أجسادهم فأصابهم الوهن, اصبحوا مكسر عصا,والخاسر الاكبر سواء بقى ترامب ام رحل.لأنهم لم يستغلوا الظروف لبناء كيانهم. السؤال الذي يؤرّق الجميع ماذا يخبئ ترامب؟ الاجابة عليه برسم رئيس دولة عظمى يصعب على المنجّمين (العرّافين) قراءة افكاره المبعثرة.

أحدث المقالات