23 ديسمبر، 2024 12:47 ص

الانسان من رسم لنفسه شخصية المعاق..

الانسان من رسم لنفسه شخصية المعاق..

خلقنا الله شعوبا وقبائل متعددة ولكننا من تراب واحد ونتشابه في كثير من الصفات الوراثية مع الاختلاف الكبير في بعض السلوكيات وفق نظام الاسس البايلوجية..
وتمر في طريقنا الكثير من عثرات الزمن فنصحوا  منها وننهض سالمين….ولكن قسما من تلك العثرات يترك مخلفاته الصحية أحيانا فتجد الضعفاء فينا يتأوهون منها وتبقى آثارها منتصرة على كل احلامهم وطموحاتهم وهذا كله يأتي من طابع اليأس والشعور بالإحباط الدائم….
ان اكبر نعمة منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان هي نعمة العقل وكل السلبيات التي تلتصق بنا هي من صناعة انفسنا كونها نابعة من وجود قناعة تامة لدينا باننا على صواب دوماً وان غيرنا هو الخطأ…
ان تأثير عقل الإنسان ينعكس على حالته النفسية بالدرجة الاولى فتولد لنا السعادة لا ارادياً وبمجرد ذكرى لحظات كانت جميلة وافضل من غيرها او مقطع دنيوي نشاهده ونحن نمتلك القناعة بان وضعنا اليوم هو افضل من وضعنا بالأمس.. ومع وجود كل الارهاصات الحياتية اليومية تتحول هذه السلوكيات بإشارة واضحة من عقولنا الى صيغة مختلفة وشعور فيه نوع من هواجس الاحباط فتتولد فينا حالة الخوف ثم يتبعها  الشعور بالحزن متناسين ان هكذا امور قد حدثت معنا مرات عديدة وتم تجاوزها وربما نسيانها في بعض الاحيان…
وهنا يطرح السؤال المهم نفسه هل المطلوب منا تحويل هذا الاحباط والحزن الى حالة دائمة والاعتماد على ابعاد الحلول الصحيحة وايجاد القرار المطلوب لمعالجة هكذا امور وادراك الموقف ومحاولة استثمار نسبة الاستفادة منه وتحويلها الى عمل ايجابي حتى وان كانت نسبة النجاح ضئيلة جداً لان النجاح مجرد التفكير به سيساعدك الى النهوض مجدداً والوقوف بوجه كل عاديات الزمن…
اننا نلاحظ ولحالات كثيرة لأشخاص منحتهم الحياة الفرص الكثيرة ومازالت امامهم ولكنهم لم يتفاعلوا معها وربما لا يقبلون بمشاهدتها بحجج واهية.. لانهم وضعوا انفسهم في خانة المعاقين واختاروا لأنفسهم صفة العوق بكل اصنافه ومسمياته فمنهم من اعاق نفسه جسديا واصبح لا يستطيع الذهاب الى اقرب الناس له بينما يمتلك جسد انسان متكامل على عكس غيره الذي تعرض لإصابة او لتشوه خلقي ولادي ولكنه كافح الحياة ومازال مستمر في تواصله وعطاءه مع المجتمع…..
والقسم الآخر وهذا الاخطر على المجتمع هو الانسان المعاق فكرياً فتجده يعيش تارة بين شهوة الكتابة ولكنه يفتقد الى التعبير بسبب تراكمات ومخلفات عقلية تمنعه من ذلك فتتجمد كل الابداعات في عقله حتى تصل قناعته الى مراحل خطيرة يتحاشى فيها الكلام حتى وان كان جميع مفرداته  مبنية على الحقائق لأنه يخاف الفشل مسبقا ولا يحب ان المغامرة مع تجارب الحياة..
من هنا يتبين لنا اننا اختارينا العوق لأنفسنا بصورة لا ارادية متأملين ان تأتينا الحلول الصحيحة من غيرنا وتغيير سلوكياتنا الفردية من خلال سماع كلمات ربما تكون من باب المجاملات المجتمعية والتي عادة ما تكون بعيدة عن المنطق الصحيح وان موضعها مجرد لإدراك وتغيير مسار موقف فاشل وتصحيحه…