19 ديسمبر، 2024 12:38 ص

الانسان العراقي .. الواقع المرير والحق المغتصب

الانسان العراقي .. الواقع المرير والحق المغتصب

لايوجد هناك من يشكك بأن العراق صاحب اولى الحضارات المدنية في العالم القديم ومن ارضه انطلقت الحضارة وصنع الحرف الاول وهلم جرا الى المراحل الاخرى التي مرت بها المنطقة وقد اشتهر بأسماء كلها تدل على الحياة السعيدة ووفرة المياه والزراعة والحضارة والتطور في وقتها ولكننا اليوم نشهد واقعاً مريراً للغاية لاسيما عقب الاطاحة بالنظام الملكي في العراق اذ انه انتقلت الدولة في تصور الكثيرين من مرحلة المدنية والاحتلال الاجنبي الى احتلال بالانابة من بعض الاشخاص الذين تطوعوا لقهر شعوبهم وانا هنا اتكلم عن الاوطان والشعوب ولا افرق بين شخص واخر الا على اساس عطائه لبلده وبناء الوطن وللاسف انتقل الشعب المغلوب على امره لمرحلة الانقلابات والعسكر التي اتت على اخر رمق في الانسانية كحالة عامة يتمتع بها عموم الشعب العراقي الكريم ولكن حينها كانت الغيرة والحمية حالة عامة لدى العراقيين جميعاً وتوالت الايام والانظمة الشمولية والدكتاتورية الشوفينية التي عاثت في الارض الفساد في اطار عسكرة المجتمع وانحسار النشاط الانساني والارتفاع بقدر الانسان العراقي وصيانة كرامته وحماية حريته من كل خطر يدهم حياته وينظم بشكل قانوني حرية الفكر والتصرف والتزامات الفرد تجاه الوطن والمواطن وللاسف في ظل هذه الانظمة شهدنا ولادة طبقة مابين الحكام والشعب الا وهم طبقة المتملقيين والانتهازيين والوصوليين الذين يبنون اسفين الخوف والاستهانة بحقوق الانسان مابين الحاكم وحاشيته من جهة والشعب من جهة اخرى وكنا حينها مقيديين الافكار ومنحسرين الافق وتقريبا منعزليين عن العالم لاسيما فترة التسعينات من القرن الماضي الى ان جاء الاحتلال وحصل ماحصل من فقدان تام وعام وشامل لكل ماتبقى من تراكمات الماضي في حقوق الانسان والتزام الانسان بالقانون والانسجام مع باقي مكونات الوطن الاخرى بسبب ماوصلنا اليه من تراكمات النظام الشمولي الدكتاتوري وسطوة السلطة على ابناء الشعب اضافة الى وجود الطبقة السياسية التي ساهمت في احتلال البلد ومن ثم وجود طبقة انتهازية اخرى تكذب على اهلها تشترك بالحكومة وتبعد اهلها عن الاشتراك بالعمل السياسي او مجرد التفكير في اي جهد كان من شأنه الارتقاء بحقوق الانسان او العودة للحياة المدنية وترافق معه وجود المليشيات والمسلحيين في كل مكان يستبيحون الحياة والسلام لكل انسان يبث روح الحب والحياة داخل العراق ويعمل لاستعادة العراق مدنيته ورونق حياته المليئة بالامل وطبعا مدعومة من دول الجوار هذه المليشيات لاثارة العنف والتخلي عن روح المدنية وحقوق الانسان المفقودة في العراق المقدمة التي سبقت كانت تذكير بما مر به العراق سريعا في القرن الماضي وشهدنا للاسف في ظل دخول تنظيم داعش الارهابي على خط المواجهة انتهاك صريح وواضح لكافة الحقوق الانسانية والمدنية التي كانت منتهكة نسبياً من قبل بعض الجهات الحكومية او من قبل المسلحيين المجهوليين والتي كانت تشهد انفراج نسبي وتعود الى اوج الخوف وكل هذه المعطيات مرتبطة بالسادة السياسيين واتفاقهم على توزيع الثروات واقتسام كيكة المغانم والمكاسب الشخصية على حساب المواطن المسكين الذي هو اسير المخاوف والتغييرات التي تحصل فجأة في العراق المواطن البسيط الان يتسأل اين انتم

يامن كنتم تسرقون اصواتنا كل هذه السنيين وبأسمنا تحققون المجد الشخصي اين انتم ايها المتاجرون بأرواحنا في ساحات التظاهر التي انطلقت سابقاً الان نحن نازحوون غرباء في اوطاننا اين الحكومة من مواطنييها اين المجتمع الدولي من القيام بمسؤولياته تجاه هؤلاء المشردين في العراء وعلى الرغم من كل الجهود للناشطيين المدنيين وجميع المنظمات الاغاثية في العراق دولية ومحلية الا اننا لم نشهد علاج واقعي وملموس للمشاكل التي يعانون منها هؤلاء الغرباء في اوطانهم الحقيقة مؤلمة ومأساوية اذا تكلمنا بصراحة وبصوت عال ولكن هذا لايروق للمطبليين للسلطة ومن يسير في مسارهم الى متى السكوت على هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان العراقي البسيط في كل منطقة فيه ومن اي مكون كان نحن مايهمنا اليوم كعراقيين الانسان العراقي فقط وعمله تجاه وطنه هكذا تبنى الاوطان فالعرق واللون والدين والمعتقد هذا شأن شخصي ولايحق لأي احد التدخل فيه او التعليق عليه مهما كانت سلطته وسطوته وقوته وماله ويجب ان لايغالط احدنا الاخر في الحديث عن حقوق الانسان لأن لو كان هناك صدق في العمل التطوعي والاغاثي وكان هناك تنسيق على مستوى المسؤولية لكنا لم نشهد الالاف على جسر بزيبز ينتظرون الكفيل كي يدخول عاصمة بلدهم كارثة فعلا بكل المقاييس والسبب كما قالت الاوساط الرسمية الوضع الامني اذا كنتم لاتستطيعون تأمين الوضع الامني لماذا تتمسكون بالسلطة لهذا الحد ولكن السبب بات معروف لدى غالبية الشعب العراقي هو انكم لستم اهلا لهذه الثقة التي منحكم اياها الشعب العراقي الكريم عبر صناديق الاقتراع تحلوا بشيء من المسؤولية وارحلوا بسمومكم وكذبكم عن العراق ودعوا الاكفاء والوطنييون ان يبنوا البلد وان كانوا قلة داخل الحكومة وفي بعض المرافق الحكومية ولكن هم اخر الغيث نتطلع الى حياة كريمة لكل المواطنيين ونتطلع لمسؤولية المجتمع الدولي في صيانة حقوق الانسان العراقي وحرية الرأي والتعبير والفكر وان لايكون المطالبيين بحقوق الانسان في العراق عى سلم اولوية المطلوبيين للمجهوليين والجهلاء لأنهم من يبنون الوطن الفعلي والقوي القائم على احترام حقوق الانسان واشاعة روح العيش الكريم للجميع